الامام الصادق (ع) : كان عمّنا العباس (ع) نافذ البصيرة وصلب الايمان
تصادف اليوم 4 شعبان المعظم ، ذكرى ميلاد العبد الصالح أبي الفضل العباس بن أمير المؤمنين(عليهما السلام) ، حامل راية اخيه الامام الحسين الشهيد (ع) في يوم عاشوراء ، و ساقي العطاشى من أهل بيت الرسول الاكرم (ص) ، و المحامي عن ذريته الطاهرة و كفيل بضعة الرسالة زينب الكبرى (عليها السلام) والذاب عن حرم النبي و مجسد التضحية و الفداء و الشجاعة و الفتوة و معيد حملات والده الكرار الي الاذهان .
• منزلة أبي الفضل (ع) العلمية
ورد عن أهل البيت عليهم السلام في ابي الفضل العباس (أنه زق العلم زقا) وليس هذا بكثير علي رجل يتخرج من مدرسة مدينة العلم ، و يعاصر أربعة من الأئمة (عليهم الصلاة و السلام)، متأدبا بآدابهم، آخذا من علومهم.
ان وجود الامام الحسن عليه السلام أولا، ثم الامام الحسين عليه السلام ثانيا، كان بطبيعته حاجبا من ظهور شخصية أبي الفضل العلمية، فالامام لايضاهي في علم ولا في غيره، و لو قدر للعباس عليه السلام أن يعيش في غير عصر الأئمة عليهم السلام، أو في غير بلدهم، لظهر للناس مقامه العلمي الرفيع، كذلك الأئمة عليهم السلام أنفسهم فلا تظهر للناس علوم الخلف الا بعد مضي السلف؛ حتي روي الطبرسي عن الامام الصادق عليه السلام أنه قال: ما مشي الحسين بين يدي الحسن عليه السلام قط، و لا بدره بمنطق اذا اجتمعا تعظيما له مع امامتهما معا، و تقاربهما في السن، فكيف يستطيع العباس مع وجودهما عليهما السلام أن يملي علومه؟.
و شهادتهم عليهم السلام تكفي دلالة علي سمو منزلة أبي الفضل (ع) العلمية .
حدثنا أبوعلي أحمد بن زياد الهمداني قال: حدثنا علي بن ابراهيم بن هاشم عن محمد بن عيسي بن عبيد اليقطيني عن يونس بن عبد الرحمن عن ابن أسباط عن علي بن سالم عن أبيه عن ثابت بن أبي صفية، ( قال: نظر سيد العابدين علي بن الحسين عليه السلام الي عبيد الله بن العباس بن علي بن أبيطالب، فاستعبر، ثم قال: ما من يوم أشد علي رسول الله صلي الله عليه و آله من يوم أحد قتل فيه عمه حمزة بن عبد المطلب أسد الله و أسد رسوله، و بعده يوم مؤتة قتل فيه ابن عمه جعفر بن أبي طالب. ثم قال عليه السلام: و لا يوم كيوم الحسين عليه السلام ازدلف اليه ثلاثون ألف رجلا، يزعمون أنهم من هذه الأمة، كل يتقرب الي الله عزوجل بدمه، و هو بالله يذكرهم فلا يتعظون، حتي قتلوه بغيا و ظلما و عدوانا. ثم قال عليه السلام: رحم الله العباس، فلقد آثر و أبلي وفدي أخاه بنفسه، حتي قطعت يداه فأبدله " الله عزوجل بهما جناحين يطير بهما مع الملائكة في الجنة، كما جعل لجعفر بن أبي طالب و ان للعباس عند الله تبارك و تعالي منزلة يغبطه بها جميع الشهداء يوم القيامة.
• العباس (ع) في حديث الامام الصادق (ع)
كان عمنا العباس نافذ البصيرة ، صلب الايمان .
و عن كتاب مقاتل الطالبيين لأبي الفرج، روي الشيخ أبونصر البخاري باسناده عن الفضل بن عمر، عن الصادق عليه السلام أنه قال: رحم الله عمنا العباس كان و الله نافذ البصيرة، صلب الايمان، قتل مع أخيه الحسين عليه السلام بالطف، و مضي في سبيل الله شهيدا.