آل سعود يستخدمون الوهابيين كالأفعى ضد شعبهم

آل سعود یستخدمون الوهابیین کالأفعى ضد شعبهم

في عالمنا المعاصر الذي يعد عالم الحضارة والانسانية، فالشعب السعودي يعيش في ظل قوانين ومقررات سلطوية اسوأ مما كان عليه الحال في القرون المظلمة الوسطى

الجزء الخامس من تقرير خاص بوكالة تسنيم الدولية للانباء: واجهت الحركات الثورية والمعارضة الشيعية في السعودية اعتى اشكال القمع والتنكيل وتمّ التعامل معها بعنصرية وطائفية من قبل سلطات آل سعود ومشايخ الوهابية الذين يتصيدون في الماء العكر ومن المؤكد ان الشيعة مواطنون مسالمون لكنهم بسبب حرمانهم من ابسط حقوق المواطنة لم يجدوا بداً من الإعراب عن معارضتهم للظلم والجور الذي يتعرضون له.

اضافة الى الظروف السياسية والدينية القاسية، فالاوضاع الاجتماعية والاقتصادية هي الاخرى اضطرت ابناء المنطقة الشرقية لتشكيل حركات معارضة فالشيعة قد سئموا من مظالم حكام السعودية والفتاوى التكفيرية المقيتة التي تصدر بحقهم من قبل اتباع الفكر الوهابي الذين لا يتورعون عن التهجم عليهم بمناسبة او دون مناسبة ويسخرون منهم بوصفهم انهم "روافض" على مراى الحكومة وبتشجيع منها، فكل هذه الامور اضافة الى التهميش الذي طالهم قد نجم عنها قيام الشيعة لاجل اثبات وجودهم وهويتهم الحقيقية التي تم تجاهلها والمثير للغرابة والسخرية ان وزارة التربية التي تدار بايادي وهابية قذرة لم تعر للطائفة الشيعية اية اهمية في مناهجها الدراسية وتجاهلتهم بالكامل من كتب التربية الدينية والتاريخ والجغرافيا وسائر المناهج، بل انها تعدت عليهم وقدحت بكرامتهم بتدوينها مواضيع تمس بمعتقداتهم وتثير النزعة الطائفية ضدهم.

ومن ابرز الحركات الفعالة التي ظهرت هناك هي الحركة الاصلاحية ومنظمة الثورة الاسلامية، فهاتين الحركتين نموذجين واضحين على سعي المواطنين المضطهدين لنيل ابسط حقوقهم التي اقرها لهم الشرع والعرف والقانون المحلي والقانون الدولي، وقد اكد المصلح والناشط الشهير حمزة الحسن في بعض مدوناته على ضرورة منح المظلومين حقوقهم، واكد على مسالتين اساسيتين هما:

1 ) اعتبار الشيعة شريحة اجتماعية معترفا بها ولها هويتها الخاصة واعادة تدوين جميع الحقائق التاريخية التي حذفت والتي ترتبط بتاريخهم الرسمي في بلادهم احتراماً لهويتهم وثقافتهم.

2 ) بيان واقع التعامل السيئ من قبل سلطة آل سعود ضد المواطنين الشيعة.

في عالمنا المعاصر الذي يعد عالم الحضارة والانسانية، فالشعب السعودي يعيش في ظل قوانين ومقررات سلطوية اسوأ مما كان عليه الحال في القرون المظلمة الوسطى، لذلك حرم الشعب ولا سيما الشيعة من تاسيس اي حزب او مؤسسة من مؤسسات المجتمع المدني وبقي المواطنون الشيعة محرومين من مكون سياسي او اجتماعي او حتى اقتصادي يدافع عن حقوقهم المسلوبة.

قبل انتصار الثورة الاسلامية في ايران تمحورت نشاطات المعارضة في السعودية على الانضواء تحت مظلة بعض الاحزاب والحركات الفكرية اليسارية مثل الحزب الشيوعي في الجزيرة العربية او حزب البعث في العراق او سوريا او سائر الاحزاب التي ظهرت في المنطقة بحثاً عن منفذ يضمن لهم احقاق حقوقهم المشروعة.

في عام 1970 م ظهرت حركة في السعودية تحت عنوان الحركة (الثورة) الاسلامية في شبه الجزيرة العربية وزاولت نشاطاتها لعدة سنوات بشكل غير متمركز وفي عام 1975 م اتخذت هذه الحركة المنطقة الشرقية مقراً لها ثم اعلنت وجودها بشكل رسمي بعد الاحداث التي شهدتها مكة. وفي عام 1987 م اتخذت اللجنة المركزية في هذه الحركة قراراً بالحد من التصادم مع النظام الحاكم لان قادتها ادركوا ان الحسابات العسكرية والسياسية ليس لصالحهم لكون آل سعود مسيطرون على جميع مجريات الامور في البلد بمعونة الفتاوى الوهابية وفي اوائل عام 1991 م تغير اسم هذه الحركة الى "الحركة الاصلاحية" واعلن قادتها انهم يزاولون نشاطاتهم في خدمة بلدهم، وهذا بمعنى تحولها من حركة اسلامية الى حركة وطنية مما ادى الى قبول النظام الحاكم بالتفاوض معهم وبعد العفو العام الذي صدر في عام 1993 م عاد معظم قادة هذه الحركة الى السعودية بعد هجرة دامت سنوات وحاولوا البحث عن حقوقهم المضيعة عن طريق الحوار ومن جملتهم الشيخ حسن الصفار.

بعد المحادثات التي جرت بين هذه الحركة وبين حكومة فهد بن عبد العزيز، اوقفت الحركة نشاطاتها المعارضة بزعم ان النظام الحاكم لا يعارض ممارسة الشيعة لحرياتهم الدينية في منطقة الاحساء واطلاق سراح بعض السجناء الشيعة المعارضين للحكومة، ولكن هذه الهدنة لم تدم طويلاً لانها كانت مكراً من مكر آل سعود فبعد ان تمت السيطرة على الاوضاع تملّصت حكومة الرياض من التزاماتها واعرضت عن جميع تعهداتها التي وقعت عليها.

والى يومنا هذا حافظت هذه الحركة على وجهتها السلمية ولم تزاول نشاطات معارضة بشكل عملي لان غالبية الشيعة ادركوا ان الامر الوحيد الذي يضمن لهم النجاة من سيوف البغي الوهابي وفتاوى التكفير السلفية الوهابية الكريهة هو وجود حكومة قادرة على التصدي لمشايخ الوهابية الحاقدين، وقد ادركوا ان حكومة آل سعود تماطل معهم في احقاق حقوقهم لانها جعلت الوهابيين كالافعى الناقع في جوفها السم القاتل بين يديها متى ما شاءت نفثته في عيون شعبها وغرزت اسنان هذه الافعى في صدورهم، لذلك لم يجد الشيعة بداً سوى التزام جانب الصمت والحفاظ على الوحدة الوطنية والتعايش السلمي بغية عدم منح آل سعود ذريعة لتنكيلهم بالعصا الوهابية القذرة.
....

 

أهم الأخبار ملف خاص
عناوين مختارة