ولايتي: القوة الدفاعية والصاروخية صمام الأمان للبلاد

ولایتی: القوة الدفاعیة والصاروخیة صمام الأمان للبلاد

اكد مستشار قائد الثورة الاسلامية للشؤون الدولية الدكتور علي اكبر ولايتي، أن القوة الدفاعية وتطوير القدرة الصاروخية للبلاد هما صمام الأمان للمحافظة على العزة والحياة الكريمة.

 وفي حوار مع وكالة تسنيم الدولية للانباء، اكد ولايتي ان تفسير الرئيس الامريكي باراك أوباما والأمريكان حول "روح الاتفاق النووي" هو تفسير مغرض، فيما أعلن أن ايران لا تعير اهتماما لهذا الكلام غير المنطقي.

وشدد ولايتي على ضرورة الحفاظ على استقلال إيران بما يتناسب مع الدوافع، الأهداف والقواسم المشتركة التي تربط الشعب الايراني بالشعوب الأخرى، قائلا: يجب أن نمنع تغلغل الاجانب في بلادنا كما يجب أن نراقب تغلغلهم في المنطقة، حيث أن تغلغل الأجانب في بلدان الجوار يهدد امننا.

وفيما يتعلق بمقدار تأثير قدرات الجمهورية الإسلامية الإيرانية على نفوذها في المنطقة قال ولايتي: تعد القوة الدفاعية ركنا من أركان الحكم في كل بلد وتغطي حدوده. أي أن من بديهيات إدارة البلاد والحكم، أن تستطيع البلدان والشعوب الدفاع عن نفسها. لذلك من الحقوق المبدئية والتي لا يمكن انتهاكها حق كل شعب أن يكون قويا بما يكفي للدفاع عن حقوقه.

ايران بلاد مترامية الاطراف ويجب ان لانغفل عن الدفاع

وتابع: إن لإيران حضارة تمتد لعشرة آلاف سنة تقريبا، وهي بلاد مترامية الأطراف وتجاور 15 بلدا آخر، في حين من النادر أن نعثر على بلد في العالم له هذا العدد من الجيران، وإن وجود الجيران فرصة، ولكن إذا غفلنا عن ذلك فإنه سيكون تهديدا.

وأضاف: على بلادنا ان تقف على رجليها ويستطيع الشعب الدفاع عن حقوقه متى ما امتلك التجهيزات الضرورية من أجل الدفاع عن النفس، إن شعبنا شعب له جذور عميقة، وإن الحضارة الإيرانية قديمة جدا، ربما تكون البلدان التي نستطيع مقارنتها بإيران من هذه الناحية اقل من أصابع اليد الواحدة.

وأردف قائلا: إن المنطقة تتأثر بثقافة الجمهورية الإسلامية الإيرانية نوعا ما، أي من غرب الصين وحتى البلقان ومن جنوب سيبريا الى جنوب شبه الجزيرة العربية، كلها مناطق كانت ولا تزال تتأثر بالثقافة الإيرانية، ومن هذا المنطلق لدينا الكثير من القواسم المشتركة مع دول المنطقة مثل العراق، أفغانستان، أذربيجان، آسيا الوسطي، سوريا، لبنان، تركيا وبلدان أخرى، وبالنظر الى التاريخ الذي أشرنا إليه، فمن الطبيعي أن تكون لنا علاقات طيبة ووثيقة مع هذه البلدان والشعوب.

وفيما نوه ولايتي الى "ان بعض هذه البلدان تتعرض لهجوم حاليا وقد طلبت منا حكوماتها الشرعية العون" قال "إن الجمهورية الإسلامية تمد يد العون لشعوب المنطقة وحكوماتها الشرعية، وفي هذا الصدد شهد العالم تواجدنا في سوريا والعراق أو أي مكان آخر توجب فيه ذلك".

  تغلغل الأجانب في البلدان المجاورة يعرض الأمن الإيراني للخطر

وتابع مستشار قائد الثورة الاسلامية: يجب أن نحافظ على استقلال إيران بما يتناسب مع الدوافع، الأهداف والقواسم المشتركة التي تربطنا بالشعوب الأخرى، ويجب أن نمنع تغلغل الاجانب في بلادنا كما يجب أن نراقب تغلغلهم في المنطقة، حيث أن تغلغل الأجانب في بلدان الجوار يهدد امننا؛ إن البلد الذي يبني مواقعه الدفاعية خارج حدوده، يستطيع الدفاع عن استقلاله، لذلك نحن نمد يد العون للشعوب الصديقة في المنطقة وفي نفس الوقت نراقب الأعداء الذين يريدون التغلغل في منطقتنا كي لا يتمكنوا من العمل بسرعة، حيث من أول الآثار السلبية لذلك اقترابهم من حدودنا.

القوة الدفاعية والدبلوماسية تكملان بعضهما البعض

وردا على سؤال حول العلاقة بين القوة الدفاعية والعلاقات الدبلوماسية قال ولايتي: الاثنان أحدهما يكّمل الآخر، من دون القوة الدفاعية لن يكون للأنشطة الدبلوماسية أي دعم، وفي الحقيقة إن المساعي الدبلوماسية لن تثمر إذا لم تسندها دولة قوية. إذا قال دبلوماسي إيراني شيئا في بلد ما، فإن كلامه سيكون له تأثير، ولكن إذا لم تمتلك إيران القوة، فإن أحدا لن يصغي الى هذا الدبلوماسي.

وتابع: يتمّم الأمران أحدهما الآخر، ولا يمكن ان يشغل أحدهما مكان الآخر، أي لا يمكن أن يعتمد بلد اعتمادا تاما على قدراته الدفاعية من دون أن تكون له مساعٍ دبلوماسية. إن الساحة الدبلوماسية منفصلة عن الدفاعية، ولكن الساحتان مع بعضهما البعض تكونان مجموعة واحدة ليتكون البلد من المشاركة بفاعلية وأن يدافع عن كيانه ومصالحه.

وحول مطالبة بعض البلدان التي تمتلك اكبر مخازن السلاح في العالم واكبر الميزانيات العسكرية لإيران بأن تحد من قدرتها الدفاعية لكي تدخل المجتمع الدولي، صرح ولايتي: إن هذه في الحقيقة نوع من الرغبة غير المباشرة بالهيمنة، إن أمريكا تعترض لأنها لاتريد ان يقف بلد في العالم امام سياساتها التوسعية، إن استقلال بلد مثل إيران ورغبته بالاعتماد على نفسه وتطوير قدراته الدفاعية من اجل الدفاع عن استقلاله، سيجعل منه قدوة للبلدان الإسلامية والعالم الثالث.

امريكا تطالب بخفض قوتنا الدفاعية لتعتدي علينا

وتابع:  إن أمريكا تطالب بخفض القدرة الدفاعية الإيرانية عن مقدارها الحالي، لكي تستطيع ضرب إيران عندما تقرر ذلك، ولا تملك إيران القدرة اللازمة للدفاع عن نفسها، أو إذا امتلكت هذه القدرة فإنها لن تستطيع الدفاع عن أصدقائها في المنطقة، في حين ترى الجمهورية الإسلامية الإيرانية أن هذا أمر استراتيجي في المنطقة.

وأضاف" بالنظر الى امتلاك الامريكان وسائل اعلام عالمية مؤثرة، فإنهم يكررون كلاما باطلا ويستمرون باعادته وتزيينه وتجميله لكي يصوروه على أنه حق. إن من آثار الدعاية هو أن الكلام الباطل كلما زاد تكراره ازداد الاقبال عليه، وفي النهاية من الممكن ان يصل الأمر الى تصديق بعض البسطاء في العالم الثالث هذا الكلام، ويقولون: "أمريكا محقة"، فيما يجب أن نتساءل أي حقٍ لأمريكا؟ لا يحق لأي بلد التدخل في شؤون بلد آخر.

ايران لاتعزز قدراتها العسكرية للاعتداء على أحد

ونوه ولايتي الى ان "مادامت الجمهورية الإسلامية الإيرانية تسعى الى تعزيز قدراتها الدفاعية فلا أحد يمكنه ان يحول دون ذلك" واكد "ان إيران لا تسعى على الاطلاق الى تعزيز قدراتها العسكرية بغية استخدامها في الاعتداء على اي طرف آخر انما الهدف منها هو الدفاع عن البلاد كما حدث ذلك خلال 8 أعوام من الحرب التي فرضت على إيران".

وفي معرض رده على سوال حول الحرب التي شنها حزب البعث في العراق في ثمانينيات القرن الماضي على الشعب الإيراني قال ولايتي: لقد تصوروا آنذك خطأ بما ان الحكومة السابقة (حكومة الشاه) انهارت والحكومة الثورية الجديدة لم تتشكل بعد وايضا بسبب تدهور الانظمة الدفاعية السابقة وعدم تشكيل نظام دفاعي جديد للبلاد في ذلك الوقت، تصوروا انه ينبغى الهجوم على إيران ولا شك ان الأمريكيين هم من دفعوا حزب البعث نحو مهاجمة إيران.

واشار ولايتي الى مواقف الامم المتحدة غير العادلة اثناء الحرب التي شنها حزب البعث على إيران، واصرارها على القبول بوقف إطلاق النار دون الضغط على حزب البعث للانسحاب من الأراضي الإيرانية التي كان يحتلها آنذك وقال في هذا السياق يمكن الاشارة ايضا ان الاسرائيليين شنوا 5 حروب على الدول العربية خلال أعوام 1948  و1953 و1956 و1967 و1973 وكان الاسرائيليين يهجمون ويحتلون بعض المناطق وبعد ذلك تصدر الامم المتحدة قرارا يؤكد على لزوم وقف اطلاق النار وبدء المفاوضات وفي النهاية فإن كلى الطرفين يوافقون على وقف اطلاق النار دون ان ينسحب الكيان الصهيوني من الأراضي التي احتلها. ومنذ عام 1948 أي مايقارب الـ 70 عاما حتى اليوم لازالت أجزاء مهمة من الأراضي الإسلامية والعربية محتلة من قبل "إسرائيل" ورغم كل ذلك فان الأمريكيين يشجعون الدول العربية على التفاوض مع الإسرائيليين، في حين يستمر الاسرائيليون يوما بعد يوم في زيادة وتيرة تهويد الأراضي الإسلامية.

زج قدراتنا الدفاعية في القضية النووية تفسير امريكي مغرض

وفي معرض رده على سؤال آخر لتسنيم حول مساعي الأمريكيين لزج القضايا الدفاعية الإيرانية في الاتفاق النووي بعد توقيع الاتفاق والحد من القدرات الصاروخيه الإيرانية قال ولايتي "ان طرح مثل هذا الحديث هو في الواقع ناجم عن تفسير مغرض وعن الاطماع الأمريكية".

وقال متسائلا: هل يمكن حفظ بلد يمتلك كل هذه المساحة الشاسعة وبكل هذه الحدود الطويلة من دون ان يمتلك قدرة دفاعية؟

لن نرضخ للإملاءات الامريكية

واوضح ولايتي ان إيران ليست مثل بعض دول المنطقة العميلة لكي ترضخ للإملاءات الأمريكية والاستعمارية واضاف: إن هذه الامة وقفت على الدوام على اقدامها وهذا هو سر بقائها على مدى العصور ولم تطلب من أحد أن ينوب بالدفاع عنها.

ونوه ولايتي إلى أن الاعداء يقولون لا ينبغى أن تكون منظوماتنا الدفاعية متطورة، لكي نكون بحاجة إلى الاجانب في الشؤون الدفاعية وإذا ما حصل هذا فإن يوم موت عزتنا وكرامتنا قد اقترب.

وفي ختام حديثة قال ولايتي "ينبغى أن نعلم أنه لا يمكن حفظ الكرامة وتحقيق حياة كريمة للشعب سوى من خلال امتلاك القوة الدفاعية وتنمية القدرات الدفاعية للبلاد، وان الجمهورية الإسلامية الإيرانية لا تلتفت إلى التفسيرات المغرضة والناجمة عن الاطماع الأمريكية، وان مصلحة البلد هي في الاهتمام بتعزيز قدراتنا الدفاعية دون ان تكون لنا نية للتدخل في الشؤون الداخلية للدول الاخرى.

/ انتهى /

أهم الأخبار حوارات و المقالات
عناوين مختارة