دقّ ناقوس الإرهاب، فمتى تتحرك دول العالم؟

دقّ ناقوس الإرهاب، فمتى تتحرک دول العالم؟

لقد حذرت الجمهورية الإسلامية مراراً كل من يدعم الإرهاب في سوريا والعراق مؤكدة أنّ العواقب الوخيمة له لايمكن تقييدها بحدود معينة لأنه سيطال تلك البلدان التي تدعمه.

 على أعتاب عيد الفطر السعيد وبينما يتأهب المسلمون لهذا اليوم المبارك بادر الإرهابيون إلى ارتكاب مجازر جديدة في شتى أرجاء بلاد المسلمين وبما فيها النجد والحجاز.

لقد وقع انفجاران إرهابيان أحدهما بواسطة انتحاري قرب الحرم النبوي الشريف والآخر في مدينة القطيف ذات الأغلبية الشيعية مما أدى إلى مقتل زائرين اثنين واربعة من رجال الأمن السعودي على أقل التقديرات وقد سبق هذين الانفجارين انفجار آخر دوى في مشارف القنصلية الأمريكية بمدينة جدة.

إن الإرهاب أينما حلّ ونزل وفي أيّ بعقة من العالم فنحن نعتبره فعلاً قبيحاً ونشجبه بشدة، والجمهورية الإسلامية بصفتها قدوة للعالم في مكافحته والدفاع عن حقوق المضطهدين قد كانت منذ تأسيسها ضحية للأفعال الإرهابية الضالة ومن منطلق مواقفها الإنسانية وسياساتها الصادقة فقد أصدرت وزارة الخارجية الايرانية بياناً أدانت فيه التفجيرات التي طالت السعودية.

وقد حذرت طهران مراراً كل من يدعم الإرهاب في سوريا والعراق مؤكدة على أن العواقب الوخيمة التي تترتب عليه سوف لا يسلم منها أحد في العالم لأنه سيطال تلك البلدان التي تقدم جميع أشكال الدعم له سواء كان مالياً أو غير مالي، وبالفعل فإن هذه التفجيرات أثبتت للجميع أن الإرهاب لا تقيده حدود كما هو مخطط له من قبل داعميه، بل إن الإرهابيين وحوش همجية لا رحمة في قلوبهم ويحرقون الأخضر واليابس ولا فرق لديهم بين الشيعة والسنة كما لا يعيرون حرمة للأماكن المقدسة التي حرم الله تعالى التعدي عليها، وفي هذه الأثناء يتبادر إلى الذهن ذلك التقسيم الأهوج لداعمي الإرهاب والبلدان الاستكبارية التي صنفت الإرهاب إلى سيئ وحسن! فالإرهاب إرهاب وهو سيئ في جميع صوره، لذا يجب على البلدان الداعمة له أن تعي ما تفعل وأن تقطع الدعم المادي والمعنوي عنه وأن تتخلى عن تلك المتبنيات الفكرية المتعصبة المتحجرة التي يرفضها كل عقل سليم.

إن مكافحة الإرهاب وتجفيف مصادره بحاجة إلى تآزر دولي جاد وإلا سوف يكتوي الجميع بناره دون استثناء فقد تعدى الإرهابيون جميع الخطوط الحمراء واستهانوا بالحرمات والعالم بأسره يرى تلك الجرائم البشعة التي ارتكبوها في سوريا والعراق بحيث يندى الجبين لذكرها، وعلى هذا الأساس فالضرورة تقتضي تظافر الجهود بشكل جماعي بغية التصدّي لهذه الظاهرة المشؤومة وعلى البلدان الغربية أن تكف نفسها عن الشجب والتنديد فحسب وأن تشمر عن سواعدها لمكافحته عملياً وقبل أن يفوت الأوان ولا بد من اتخاذ خطوات بناءة كي تتم الحيلولة دون وقوع مجازر أخرى في مختلف أنحاء العالم، وبطبيعة الحال ما لم تتم الاستجابة لهذه الدعوة سوف يتسع نطاق هذا الإرهاب التكفيري الذميم وسوف تزهق أرواح الآلاف من الأبرياء وتتنامى الزمر المتطرفة في كل بقعة من العالم دون استنثاء. 

بقلم: الباحث والمحلل حسن رستمي

/انتهي/

أهم الأخبار حوارات و المقالات
عناوين مختارة