أردوغان استنتج أنه أصبح ضحية المخطط الغربي

أردوغان استنتج أنه أصبح ضحیة المخطط الغربی

تحدث خبير في الشأن الروسي الدكتور اسكندر كفوري لمراسل تسنيم في دمشق عن التغييرات التي طرأت بين روسيا وتركيا، معتبرا أن عودة العلاقات بينهما ستنعكس إيجاباً على الأوضاع في المنطقة.

واعتبر كفوري أن أردوغان تم اركاعه سياسيا واقتصاديا بعد أن استنتج أنه أصبح ضحية المخطط الغربي الذي كان يعمل ضمنه في الشرق الأوسط.

وقال الدكتور كفوري "عندما أسقطت تركيا الطائرة الروسية في 24 تشرين الثاني من العام الماضي طالب الروس على الفور بثلاثة أمور أولها الاعتذار المباشر للجانب الروسي وثانياً التعويض وثالثاً معاقبة المتورطين الذين ارتكبوا جريمة قتل الطيار، وقد تأخر الاعتذار 7 أشهر وكان الرئيس التركي يراوغ لكنه اعتذر أخيراً وتجاوب مع الشروط الثلاث التي طلبها الروس ومع الاستجابة بهذه الشروط يعتبر الجانب الروسي أن هناك مجالاً لطيّ الأزمة والعودة تدريجياً إلى استئناف العلاقات الطبيعية بين البلدين".

وعن إمكانية أن تنعكس العلاقات الإيجابية بين الجانبين الروسي والتركي إيجاباً على الملف السوري كما صرح بذلك دبلوماسيون روس، لفت الخبير اسكندر إلى أنه "عندما دخلت روسيا بشكل مباشر لمكافحة الإرهابيين في سوريا كانت العلاقات الروسية جيدة جداً مع الجانب التركي ونتذكر جميعاً أنه في الزيارة الأخيرة للرئيس الروسي إلى أنقرة  تم الاتفاق على رفع مستوى التبادل التجاري إلى حوالي 100 مليون دولار بين الدولتين في السنوات القادمة، لكن كل هذا  الحجم الكبير للتبادل التجاري والعلاقات بين البلدين لم يمنع الروسي من الوقوف بقوة إلى جانب الحق في سوريا، لأن روابط روسيا مع سوريا أعلى من مستوى العلاقات التجارية بين موسكو وأنقرة وأكبر بكثير من المال يجمع بينهما".

وقال اسكندر: "إن عودة العلاقات ستؤثر من دون شك على الوضع في سوريا وستفرض العلاقات الإيجابية بين الدولتين، شيئاً من التعاطي بإيجابية مع عدد كبير من الملفات خاصة وأن أردوغان استنتج أنه أصبح ضحية المخطط الغربي الذي كان يعمل ضمنه في الشرق الأوسط والذي كان قد وعده بضم جزء من الأراضي السورية إلى تركيا لاسيما مدينة حلب، من خلال عملية إعادة تشكيل للمنطقة".

وأضاف الخبير في الشأن الروسي"لقد شعر أردوغان بأن الغرب يتملص منه شيئاً فشيئاً وأن سوريا صمدت وأثبتت أن العالم عاجز عن ضربها وتقسيمها، وكما لاحظنا مؤخراً أن ارتدادات الحرب بدأت تعود من حيث انطلقت وقد رأينا بالأمس ما حصل في تركيا من أعمال إرهابية راح ضحيتها العشرات وفي السعودية وفرنسا وما حصل في الأردن، حيث أرسلوا السيارات إلى الدواعش وإذ بها نفس السيارات التي أرسلوها تعود وتنفجر بين أفراد المخابرات الأردنية".

ورأى اسكندر أن عودة العلاقات بين روسيا وتركيا ستنعكس إيجاباً على الأوضاع في سوريا وفي مكافحة الإرهاب، خاصة وأن الإرهابيين اليوم ليسوا مسرورين باعتذار أردوغان لروسيا" مضيفاً "لكن لا أعتقد أن أردوغان سيكافح الإرهابيين لأنه هو من أوجدهم وغذاهم بل على الأقل ستسهم عودة العلاقات في تحييد أردوغان عن سوريا وكف يده عنها".

وقال الدكتور كفوري: "من ناحية أخرى هناك أضرار اقتصادية كبيرة جداً لحقت بأردوغان وأجبرته على الاعتذار والعودة إلى رشده تحت وطأة الحاجة وضغط من الشارع، ففي الصيف الحالي لم يزر أي سائح روسي تركيا بعد أن كان السياح الروس يشكلون العمود الفقري للسياحة التركية، لذا سنرى أن الشعب التركي سيضغط أيضاً لأنه لا يريد بمعظمه التدخل ومساعدة الإرهابيين في سوريا الجارة والصديقة للشعب التركي.

/انتهى/

أهم الأخبار حوارات و المقالات
عناوين مختارة