الشيخ خالد الملا لتسنيم: الارهابيون يستهدفون العراقيين بدل المشروع الأمريكي

الشیخ خالد الملا لتسنیم: الارهابیون یستهدفون العراقیین بدل المشروع الأمریکی

اكد رئيس "جماعة علماء العراق" الشيخ خالد الملا في حوار مسهب مع موفد وكالة تسنيم الدولية للانباء ان الجماعات المتطرفة التي نشطت في العراق خلال الاعوام الاخيرة سخرت جميع قدراتها القتالية لاستهداف الجيش والشعب العراقي البرئ حيث ان عملياتها ضد الأمريكان لا تتجاوز نسبة الـ 1 في المئة فقط.

وفي مايلي الجزء الاول من الحوار الذي اجراه موفد وكالة تسنيم الدولية للأنباء الى العراق مع الشيخ الدكتور خالد الملا رئيس "جماعة علماء العراق" :

تسنيم: في البداية  نشكركم على الفرصة التي منحتمونا اياها ونرجوا ان ترسموا لنا صورة عن الاوضاع والظروف التي يمر بها العراق حاليا

الشيخ خالد الملا: اولا دعني اتقدم بالشكر الوفير والثناء الجميل الى القيادات الإيرانية وعلى رأسهم السيد آية الله العظمى الإمام القائد الخامنئي اطال الله بقائه والحكومة الإيرانية منذ وزير خارجيتها الاول الذي زار ودعم مجلس الحكم العراقي في عام 2003 والذي اذ لم تخنني الذاكرة فقد كان وقتها السيد "كمال خرازي". هذه المقدمة الاولى هي شكر للقيادة الإيرانية لدعمها قضية العراق ليس لحكومة العراق فقط انما للشعب العراقي كله وارجوا من وكالة تسنيم واعرفها انها وكالة رصينة ان تترجم هذا ترجمة دقيقة. حينما اقول القيادة الإيرانية تدعم جميع افراد الشعب العراقي وجميع المؤسسات السياسية وتؤيد النظام السياسي باكمله هي لا تنحاز لا إلى السنة ولا إلى الشيعة او الكرد او المسلمين او المسيحيين او الازيدين هي مع  الشعب العراقي كله.

إيران تريد الامن والاستقرار للعراق
ان الجمهورية الإسلامية وعلى رأسها السيد الخامنئي تريد الامن والاستقرار لهذا البلد لعدة اعتبارات، واحدة منها الدين الذي يجمعنا، اثنين الحدود المجاورة فمن مصلحة العراق ومصلحة إيران ان يستقر العراق. هذا الجزء الاول من المقدمة الجزء الثاني شكري وتقديري الى الشعب الإيراني بكل اطيافه واديانه ومذاهبه وتوجهاته ونشعر هذا الجرح الذي بيننا وبين الشعب الإيراني بسبب الحرب التي فرضت على الشعبين الإيراني والعراقي إبان الحرب الإيرانية العراقية. هذا الجرح حقيقة اعتبره قد شوفي بزوال نظام صدام حسين لان الشعب الإيراني نسي هذه الحرب رغم انه قدم مئات الالوف من الشهداء.

هدف صدام من حربه ضد إيران، اسقاط نظام الثورة الإسلامية

تسنيم: ماذا كان هدف صدام من حربه ضد إيران ومن هم الذين ساهموا في شن هذه الحرب؟

الشيخ خالد الملا: اليوم لو سألتني، وارجوا ان هذا يؤكد عليه، من هي اسهل دولة بالنسبة للعراقيين كي يحصلوا فيزا لدخول ذلك البلد، سوف اقول لك الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بينما كان بيننا وبينهم حرب، لكن هذه الحرب لم تكن بين الشعبين وانما حرب كانت من جهة واحدة ودعني اكون صريحا معك وجريئا وشجاعا، هذه الحرب كانت من جهة واحدة، كانت أمريكا وبعض الدول العربية تدعم نظام صدام حسين بالمال كي تدفعه في حربه ضد إيران لاسقاط نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية. وهذا اعترف به حتى "صدام حسين" بذاته ويمكنكم ان تطلعوا عليه في إحدى اللقاءات المتلفزة لصدام حسين حيث انه يعترف ويقول بان جهات دفعتنا الى الحرب مع إيران. هكذا قال بنص العبارة وكلامي دقيق اولا كوني أنا عالم دين لا اكذب، وثانيا أنا متابع وسياسي دقيق لكل ما يصرح به حتى الذين اكرههم فأنا متأكد ان صدام حسين قال نحن وإيران كنا ضحية، ضحية من؟ ضحية مشاريع الإستكبار الذين كانوا يتوقعون ان الثورة الإسلامية بقيادة الإمام الخميني سوف تسقط وسوف يرجع الحكم الدكتاتوري، سؤاء من قبل الشاه البهلوي او من قبل غيره لكنهم فشلوا وفشلت جميع مخططاتهم وبقيت الثورة الإسلامية الى يومنا هذا. وسوف تبقى قائمة بدعم القضايا الإنسانية وبدعم القضايا الإسلامية المركزية وفي مقدمتها فلسطين والقدس المحتلة، الدماء الإسلامية اين ما كانت فان إيران تحافظ عليها.

إيران تدعم السنة والشيعة في العالم

لا انسى انها وقفت مع البوسنة والهرسك، وقفت مع العراق، وقفت مع مصر، وقفت مع شعوب حيث انها لم تكن شعوب شيعية. يعني في مصر لم يكن هنالك شيعة يشكلون نسبة عالية حتى تقف مع قضيتهم، البوسنة والهرسك معظمهم احناف، العراق ليس كله شيعى، هي تقف مع القضايا المركزية المهمة، هذا الحديث اردته مقدمة للسؤال الذي تفضلت به ورد جميل لموقف الشعب الإيراني والقيادة الإيرانية تجاه قضايانا في العراق.

تسنيم: من ادخل الإرهاب والتكفير الى العراق؟
شيخ خالد الملا:
موضوع التكفير والذي تعني به انت التطرف الديني الذي برز في الآونة الاخيرة واقصد بالآونة الاخيرة هو بعد التغيير (تغيير النظام السابق) ودخول القوات الأمريكية. لكن أنا ادعوك وادعوا كل إعلامي حر ان يقرا كتاب "نضال حمادة" وهو كاتب لبناني، كتب كتابا مهما بيّن فيه الحقائق الحقيقية حول ان كيف نشاء التكفير في العراق. هذا الكتاب اسمه "من عمامة اسامة بن لادن الى قبعة صدام حسين"، هذا الكتاب يبيّن لك ان الحركة الوهابية دخلت الى العراق اصلا منذ ثمانينيات القرن الماضي، دخلت واصبح لها ساحة في العراق. انت تعرف العراقيين وخاصة السنة منهم ليس عندهم هذه الروح الطائفية ضد الشيعة. يعني لا يتحسسون من التشيع في العراق ولا حتي في خارج العراق، العلاقات في ما بينهم طبيعية، والمراجع في مابينها علاقات طيبة، السيد محسن الحكيم رحمه الله المرجع كان في موقعها، كان يكتب رسالة لـ "جمال عبدالناصر" يدافع عن "السيد قطب" وهو القيادي الاكبر في الاخوان المسلمين، الإمام "محسن الحكيم" ذاته يتحدث عن مذابح حصلت للاكراد والاكراد ليسوا شيعة بل كانوا سنة.

مخططات الوهابية في العراق

تسنيم: كيف ومتى دخلت الوهابية الى العراق؟

الشيخ خالد الملا: أنا ابن العراق أنا في العراق ولم اكن خارج العراق اعمل اماما وخطيبا في المساجد منذ عام 1984، منذ كنت شابا صغيرا كنت خطيبا وأنا اعرف كيف بدأت الوهابية تشتغل في العراق، الوهابية اشتغلت في عام 1986 بدعم سعودي امريكي مقابل الحركة الثورية التي كانت في إيران، لانه كان يحسبون ان التغيير الإيراني الذي حدث هو تغيير يخص المنظومة الشيعية، يعني ان التشيع سوف يتمدد وان تصدير الثورة الإسلامية هو عبارة عن تصدير المذهب الشيعي لبقية الدول العربية. وعلى ان يقدموا الضحية البسيط السهل هو الشعب العراقي وهذه الحكومة التي كانت عميلة لإسرائيل وأمريكا قبلت ان تكون أداة لضرب الشعبين العراقي والإيراني. مع كل الاسف فالتطرف بدأ منذ ذلك العام، حيث بدأت الوهابية تدخل علينا، لكن متى دبّت الروح فيهم يعني اصبحوا على الأرض يتحركون نراهم ياخذون مساجد ومؤسسات دينية، فكان ذلك بعد عام 1991 وخاصة عندما دخلوا علينا بشكل افواج كبيرة جدا، بالآلاف الذي يطلق عليهم اسم "البدون"، هؤلاء البدون من الكويت، هؤلاء لا يملكون جنسية عراقية ولا جنسية كويتية لكن اكثرهم ينخرطون من اصل عراقي، إما من محافظة ذي قار ام من محافظة السماوة حيث ان من سُفّر من الكويت وجيئ به الى العراق كان يحمل هذا الفكر المتطرف، ثم بدأ ينتشر هذا الفكر و اصبح يتقوى خاصة في المناطق السنية، يعني الموصل التي هي اغلبيتها تتعبّد بالمذهب الحنفي، وفي بغداد والانبار وصلاح الدين حيث بدأت تنموا فيها هذه المدارس حيث كان يطلق عليها المدارس السلفية، هي لم تكن سلفية بل كانت تكفيرية وهابية.

الإمام الخميني (رض) يتحدث عن مظلومية أهل السنة
كما تجد في بعض خطابات الإمام "الخميني" يتحدث بين الحين والآخر عن مظلومية تقع على الشعب السني في الدولة الفلانية او الدولة الفلانية. اليوم الإمام "الخامنئي" حين ما يتحدث، لا يتحدث بهذه الروح الطائفية، يتحدث عن الشعب الفلسطيني وانت تعرف جيدا ان الشعب الفلسطيني اغلبيته من ابناء السنة، لكن يدعم حماس ويدعم فتح ويدعم القضية الفلسطينية. بل ان الإمام الخميني رحمة الله عليه، عين يوما عظيما احتفلنا فيه قبل ايام وهو آخر جمعة من شهر رمضان اسماه يوم القدس العالمي، ونحن نعلم جيدا ان القدس ذات الاغلبية السنية، يعني لا نريد ان نتحدث بهذه اللغة، لكن أنا  مضطر ان نتحدث بهذه العبارات لكي ابين لك ان الشعب العراقي لم يكن طائفيا، والى الآن لم يكن هنالك تحسس من هذا الطرف ضذ ذلك الطرف لكن الخطأ الذي وقعنا به اننا تصورنا ان التطرف وجد بعد التغيير الذي حدث بعد 2003 وهذه معلومة خاطئة.

لماذا لم تسقط أمريكا نظام صدام عام 1991

تسنيم: برأيكم لماذا لم تسقط أمريكا نظام صدام عام 1991 واوكلت ذلك الى عام 2003 رغم ان الظروف كانت مهيأة لاسقاط نظام صدام حسين

الشيخ خالد الملا:التطرف او ايجاد التطرف وآليات التطرف كانت موجودة وإلا كل واحد منا لابد ان يسأل ان كان سياسيا بارعا لماذا لم تسقط أمريكا نظام صدام في عام 1991 وانت تعلم ان ثلاثة ارباع المحافظات العراقية سقطت، تسع محافظات جنوبية سقطت وثلاثة محافظات كردية سقطت ولم تبقى إلا بعض اجزاء بغداد والانبار الذي اطلق عليها صدام حسين في وقتها المحافظة النظيفة. لم تسقط أمريكا نظام صدام في العام 1991 لان المخطط لم يكن معداً، المخطط لم يكن معداً تماماً.


مشاريع النظام العراقي السابق لضرب الوحدة في العراق

تسنيم: نرجوا ان تشرحوا لنا بعض تفاصيل ممارسات الحركة الوهابية في العراق والاهداف التي سعت اليها في هذا البلد

الشيخ خالد الملا:في عام 1994 بدأوا (الوهابييون) يزحفون على المناطق الجنوبية ويبعثون ببعض الشخصيات واسمي لك بعض الشخصيات كان يبعثون مثلا رجل اسمه "خليل الحيالي" هذا واحد من الرجالات الذين كان يحسبون على السلفية او الوهابية. فزرعوه في الجامع الكبير في الناصرية وبدأ يتحرك في العراق ويبني مساجد في مناطق ذات اغلبية شيعية، تعرف هنالك خصوصية حين ما تأتي الى منطقة ذات اغلبية سنية وتبني مسجدا للشيعة هذا حتى يتناقض مع الوحدة الإسلامية، هذا تحرش كما يقال فجاؤا الى مناطق ذات اغلبية شيعية وبنوا فيها مساجد لبث الفكر الوهابي، واضرب لك مثلا وأنا لا اتكلم إلا حقائق ولا اتكلم اعلاميا وجزافا يعني مثلا عندنا في البصرة بنوا مسجدا اسمه "اسامه بن زيد" وتعرفون انه صحابي جليل لا نختلف في ذلك لكن بنوه في منطقه اسمها الحيانية، فان هذه المنطقه شبيهة بمدينة الصدر كلها مدينة شيعية شعبية، بالمناسبة فان هذا المسجد الى اليوم لم يعتدى عليه. لكن لماذا بني هذا المسجد، بني لاثارة الفتن وبني لكي يبث الفكر الوهابي المتطرف وبالفعل مع شديد الاسف بعض الشباب الشيعي تاثر وبداء ياتي الى هذه المساجد ويترك مساجدنا الاصلية التي هي مبنية اصلا لاهل السنة. نموذج آخر في البصرة على سبيل المثال هو "جامع العشرة المبشرة بالجنة" في منطقة ذات اغلبية شيعية، قصدي ان هذا المخطط كان مخططا مرسوما من قبل اجهزة دول اجنبية.

الجماعات الإرهابية تستهدف العراقيين بدل المشروع الأمريكي

تسنيم: نرجوا منكم التحدث لنا حول تاريخ الإرهاب وممارسات الجماعات المتطرفة في العراق

الشيخ خالد الملا: حين ما بدأ الحصار الدولي يضغط على نظام "صدام حسين" من الجانب العسكري وان الحرب لا محال وقعت او سوف تقع في عام 1998، انا اعترف لك بهذا وايضا اتمنى ان تركزوا على هذا فقد استغلت بعض الجهات كردستان العراق لكي تستقبل بعض هؤلاء المتطرفين، يعني هم لا يدخلون من البصرة، لماذا؟، لسببين، السبب الاول ان الكويت اغلقت حدودها مع العراق ووضعت قواعد أمريكية حيث صار ليس بامكان اي أحد ان يخترق الحدود وان يعبر. وضعنا مع الجمهورية الإسلامية لم يكن بيننا وبينهم حدود مفتوحة لربما كان بيننا وبينهم علاقات على تبادل رفات الشهداء او كان بيننا وبين إيران بعض العلاقات التجارية المحدودة، لكن الحدود من اين كانت مفتوحة مع الجانب الآخر؟ كانت مفتوحة من جانب كردستان، يعني مفتوحة مع سوريا وتركيا، فكانت هذه الجهات المتطرفة تدخل منذ الـ98 حيث ان "الزرقاوي" مثلا ترك افغانستان ودخل خلال هذه الفترة الى العراق وفي عام 2002 بدأ الدخول رسميا عن طريق الحكومة العراقية، دخل 5000 آلاف متطرف يحملون الجوازات، بعضها جوازات عربية وبعضها اجنبية حيث دخلوا الى العراق بشكل رسمي، حجتهم في ذلك الوقت هو محاربة القوات الأمريكية اي محاربة التحالف الدولي هذا الدخول ازداد نطاقا وسعة في بدايات عام 2002 واكتمل في الشهر الواحد من عام 2003، لكن ما الذي حدث؟ اتكلم لك بصراحة واتحمل صراحتي، فبدلا من ان تقاتل هذه الفصائل المسلحة التي تحدثت لك عنها ودخولها منذ 1986 حتي 2003، فانها بدل ان تقاتل القوات الاجنبية، بدأت تقاتل الجيش العراقي الذي تكون بعد مجلس الحكم وساضرب لك امثلة وهذا ليس سرا. من هي الجهة التي قتلت السيد "محمد باقر الحكيم" في عام 2003، جهات اسلامية متطرفة هي التي تبنت مقتله، من قتل "عزالدين سليم" وعزالدين سليم لم يكن رجلا اعتياديا فانه كان رئيسا لمجلس الحكم العراقي اي انه كان رئيسا لجمهورية العراق، قتل بمفخخة في وقتها تبنت جهة دينية متطرفة مقتله. هذه الجهات المتطرفة لم تقاتل القوات الأمريكية، يعني لربما نسبة قتالهم مع الأمريكان وأنا مسؤلا عن ذلك فانها لا تتجاوز الـ1 في المئة وانما الفصائل الاخرى سواء كانت سنية او شيعية هي التي كانت تقاتل الأمريكان واذاقتهم ويلات وانتم تعرفونها جيدا. حيث كانت هنالك فصائل شيعية توجّه سلاحها ضد الأمريكان ولكن هذه الجهات التي تحدث لك عنها ومنها جهات تتبع الزرقاوي و"جيش محمد" و"جيش الفاروق" و"النقشبندية" وغيرها وجّهت سلاحها الى الجيش والشرطة العراقيه وبعد ذلك بدأت تقتل بالمدنيين. واذكرك باهم التفجيرات، تفجيرات  المحمودية والمسيب وتفجيرات كربلاء في زيارة الاربعين بين الحرمين  الشريفين، حيث ان هذه الفصائل قامت بهذه الجرائم البشعة ولم تقاتل الأمريكان.

سوريا سكين في خاصرة "إسرائيل"

تسنيم: ما هو رأيكم حول تنظيم داعش الارهابي ومن هي الجهات التي اسسته؟

الشيخ خالد الملا: الانفجار الاخير الذي وقع قبل ايام في الكرادة وقتل فيه المئات من الشباب والاطفال والنساء، فان هذا الانفجار لم تقم به فصائل شيعية تقاتل مع الحشد الشعبي، لكن تبنته داعش وداعش صناعة أمريكية صهيونية ماسونية بامتياز. راجع انت كلام السيد الإمام القائد وراجع كلام السيد نصرالله وراجع علماء اهل السنة المنصفون منهم فستجد ان كلامهم يشبه كلامي، انا انقل هذه الحقائق وعلى هذه الوكالة ان تحلل هذا الكلام ليس فقط من جهة اعلامية، اتمنى ان هذا الكلام يصل الى جهات امنية واستخباراتيه سواء في الحكومة العراقية او الإيرانية، يصل الى الجهات الامنية مثل الحرس الثوري ووزارة الداخلية حيث يجب عليهم ان يطلعوا على هذه الحقائق، ليعرفوا من قام بتفجيرات ضاحية الجنوب؟، تنظيم داعش هو الذي اعترف. الآن من الذي يقتل الشعب السوري؟، اليس هو التكفير الذي تتحدث عنه هو الذي ذبح نصف الشعب السوري، وسوريا لها خصلتان، الاولى بلد آمن مستقر صدره واسع يتقبل كل الذين يستضعفون في بلدانهم فانها تقبلت حزب الدعوة الإسلامي في العراق، الم تتقبل الحزب الشيوعي، الم تتقبل العلماني، تقبلتهم جميعا، هذه ميزه للنظام والشعب السوري. الميزة الثانية فان سوريا شعبا وحكومة كانت سكين في خاصرة "إسرائيل" وانت تعرف ذلك جيدا لانها كانت تحتضن فتح وحماس وفصائل المقاومة بانواعها حتي الفصائل العراقية وكل الفصائل الإسلامية التي تقاتل "إسرائيل" فقد كان مركزها في دمشق. هذا الشيء لم يرق الى أمريكا و"إسرائيل" فهم عندهم بدائل، هم ارادوا ان يستبدلوا الوضع في سوريا والعراق فزرعوا "جبهة النصرة" و"الجيش الحر" وغيرهم ومراكزهم للاسف الشديد في تركيا وفي غيرها من البلدان العربية.

أمريكا و"إسرائيل" تقودان مشروع التكفير في العراق

تسنيم: من هم الذين يقفون خلف مشروع التكفير في العراق؟

الشيخ خالد الملا: حين ما نتحدث عن تكفير او تطرف ارجوكم ان لا نتحدث بسطحية، لا نتحدث ان مجموعة، ان خطيبا يكفّر الشيعة او يكفّر مراجع الشيعة او ان يكفّر هذه الطائفة. الموضوع اكبر من ذلك. الموضوع هو عبارة عن اجهزة مخابرات دولية تقودها أمريكا و"إسرائيل" للاطاحة بمذبحة بين المسلمين، اليوم المسيحيين صحيح يقتلون معنا والازيديون صحيح يقتلون بيننا لكن انا اسالك وانت اعلامي، في انفجارات الكرادة كم مسيحي قتل؟ كم ازيدي قتل وكم شيوعي قتل؟ المسلمون هم الذين قتلوا. انظر الاغلبية المقتولة من؟ هم المسلمون. اذن الاستهداف لمن؟ للاغلبية الاسلامية. فالتكفير موضوعه يناقش بفقرتين، الفقرة الاولى بالسلاح، ان نقاتلهم بالسلاح، ونحن نفخر اليوم ان نقول دون ان نستحي ان الجمهورية الإسلامية الإيرانية تدعم  الفصائل المقاومة العراقية لتقاتل المتطرفين.

فصيل علمائي موحّد لمواجهة التطرف

تسنيم: ماذا ينبغي علينا كمسلمين ان نفعله لمواجهة التطرف؟

الشيخ خالد الملا:لكن نحن بانتظار حرب اخرى، هذه الحرب هي الحرب الفكرية والفقهية فقد اشار السيد القائد الخامنئي الى هذه الحرب قبل عامين وهذه مسؤوليتكم انتم كوكالة انباء مهمة، ان تنقلوا ما اقوله لكم. في مؤتمر اقيم بقم قبل سنتين اقامه آية الله "مكارم الشيرازي" فقد طلب السيد الخامنئي ان يلتقي ببعض هؤلاء العلماء المشاركين بذلك المؤتمر. وأنا كنت من ضمن هؤلاء الذين جلسنا وتشرفنا بلقاء السيد الخامنئي. ما الذي طرحه؟ انظر الى قيادات الامة كيف تتكلم وتخطط، ما الذي قاله السيد القائد الخامنئي في هذا اللقاء حصريا؟، قال لابد من تشكيل "فصيل علمائي موحّد" لمواجهة التطرف. اول فقرة ذكرها ان يشكل فصيل علمائي من الدرجة الاولى لمواجهة التطرف. وعندما اقول فصيل علمائي يعني شيعة وسنة. لماذا شيعة وسنة؟. لان الشيعة لوحدهم لا يستطيعون هزيمة التطرف والسنة لوحدهم ايضا لا يستطيعون ان يواجهوا التطرف. إذن سنستطيع مواجهة هذا التطرف حين ما نشكل هذا الفصيل العلمائي تحت عنوان الوحدة الإسلامية. عندنا اليوم هذا الفصيل وهو موجود لكن وجوده ضعيف. وجود الفصيل العلمائي الذي دعى اليه سماحة القائد هو في العراق ضعيف، في لبنان فهو قوي، أنا عالم سني واتحدث لك بشفافية، لماذا في لبنان قوي؟، لماذا هذا الفصيل في سوريا المهشمة هو قوي والتي فيها البنية التحتية بنسبة 80% مهدمة؟ اقول ان مشروعهم الوحدودي نجح. في لبنان هنالك رجل اسمه السيد "حسن نصرالله" ومعه رجال من اهل السنة، هنالك "تجمع علماء المسلمين" حقق شيء. هنا في العراق الجهات المعتدلة من اهل السنة اصبحت جهات مهمشة من قبل القيادات الشيعية. هذه لابد ان تنقل. القيادات الشيعية اقصد "القيادات السياسية". لماذا؟ لان منهجهم ليس كمنهج الآخرين وهم يركضون خلف المتطرفين الذين لايصلح الكلام معهم. قبل هذا الحوار بلحظات كنت اسمع لاحد القيادات العسكرية العراقية وهو يتحدث بألم الى قناة السومرية، ان وفدا من عشائر عامرية الفلوجة ذهبوا لكي يتحاوروا مع تنظيم داعش، كيف تتحاور مع تنظيم داعش؟ هؤلاء لا يعترفون بالتحاور، هو يتحاور معك صباحا ويفجرك ليلا.

تنويه: سننشر الجزء الثاني من الحوار مع فضيلة الشيخ الدكتور خالد الملا يوم غد الاربعاء.

/ انتهى/

أهم الأخبار حوارات و المقالات
عناوين مختارة