«جريمة نيس» تثير علامات الاستفهام حول دعم باريس للإرهاب "الحميد"


«جریمة نیس» تثیر علامات الاستفهام حول دعم باریس للإرهاب "الحمید"

خاص/ تسنيم - العملية الارهابية في مدينة نيس الفرنسية كارثة حقيقية، لا يدعمها ولا يؤيدها الا أولئك الذين في نفوسهم مرض، والذين اعتادوا على قتل الابرياء، ويتلذذون بسفك الدماء.

وافادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء، لا يخلو زمان ولا مكان من وجود مثل هؤلاء، بل ان سفك الدماء وقتل الابرياء ولد مع ابينا آدم عليه السلام، وبالتحديد مع ابنيه هابيل وقابيل، حيث ارتكب قابيل أول جريمة وسفك دم أخيه، لا لشيء سوى لانه يحسده.

بغض النظر عن طبيعة كل مجتمع وتقاليده ومدى استعداده لاحتضان القتلة والارهابيين والمجرمين فان سياسة الحكومات تلعب دورا مؤثرا في خفض عدد الجرائم.

تفشت ظاهرة الارهاب في المجتمع الدولي في السنوات الأخيرة وأصبحت المشكلة الرئيسية لمعظم دول العالم، وبالتزامن مع انتشار هذه الظاهرة، انتهجت القوى العالمية بدعة جديدة في سياستها الخارجية وبالتحديد في سياستها تجاه الارهاب عندما قسمّت الظاهرة الى حميدة وخبيثة.

فاعتبرت الجماعات الارهابية التي تقاتل الأنظمة التي لا تربطها بها علاقات ودية بانها ليست جماعات ارهابية وانما حركات مقاومة وتمارس حقها المشروع في محاربة النظام والدفاع عن نفسها، بينما صنفت الجماعات التي تقاتل الأنظمة التي تربطها بها علاقات وطيدة بانها جماعات ارهابية.

ولم تكتف بعض القوى الدولية بوصف الجماعات المتحالفة معها والتي ترتكب أبشع الجرائم في بلدانها بانها حركات مقاومة وحسب بل دافعت عنها ودعمتها بالمال والسلاح والعتاد ووفرت لها الغطاء الدبلوماسي.

ولا نذهب بعيدا ونتصفح أوراق التاريخ لنبرهن على السياسة التي تنتهجها الدول الغربية تجاه الجماعات المتحالفة معها، بل أن اجتماع باريس لايزال حدثا طريا والرأي العام العالمي اطلع على الفضيحة التي أقدمت عليها الحكومة الفرنسية باحتضانها لمؤتمر زمرة منافقين خلق التي ولغت في دماء الايرانيين والعراقيين.

فطالما ارتكب عناصر هذه الزمرة أبشع الجرائم ضد الشعب الايراني، ونفذوا آلاف عمليات الاغتيال ومئات التفجيرات والهجمات الارهابية التي راح ضحيتها الآلاف من الضحايا، فتاريخ الزمرة حافل بالاجرام والعمليات الارهابية.

ولم تكتف الزمرة بتلطيخ يدها بدماء الايرانيين بل شاركت في عمليات القمع التي مارسها نظام صدام السابق ضد الشعب العراقي، وبعد سقوط نظام صدام اشتركت مع فلوله وبقايا حزبه في تنفيذ العمليات الارهابية ضد العراقيين والسعي الى عرقلة العملية السياسية في العراق.

ومع وجود هذا التاريخ الاسود نرى أن باريس تحتضن هذه الزمرة وتوفر لها امكانيات الاستمرار في نشاطها، ولعل السماح لها بعقد مؤتمرها الاخير دليل دامغ على أن باريس لا تعتبر هذه الزمرة ارهابية، والسبب في ذلك لانها معارضة للجمهورية الاسلامية.

وبما أن الدول الغربية لا تؤمن بمبادئ وتضع مصالحها في سلم أولوياتها، فانها ستكون أول من يدفع ضريبة التعامل المزدوج مع ظاهرة الارهاب، أو استخدام الارهابيين في تنفيذ المآرب السياسية، لأن الارهابيين سرعان ما سيرتدون على الدول الداعمة لهم وينتقمون منها مجرد قطع دعمها عنهم.

الارهابيون لا يعرفون أن القوى الغربية استخدمتهم لتحقيق أغراضها ومصالحها السياسية، وانها تخلت عنهم ولم تعد تدعمهم بل وتشي بعناصرهم للانظمة والحكومات، لأنها استنفذت كل أغراضها منهم، وكانت هناك مصالح مشتركة بين الطرفين وانتهى كل، بل انهم ينتقمون منها لمجرد تغيير سياستها تجاههم وتجاه الأنظمة التي تعارضها.

ينبغي أن يدق انفجار نيس الارهابي في فرنسا والانفجارات السابقة بل وكل الهجمات الارهابية في الدول الغربية ناقوس الخطر لهذه الدول في اعادة نظرها تجاه السياسات التي تنتهجا نحو الجماعات الارهابية.

/انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار الدولي
أهم الأخبار الدولي
عناوين مختارة