الفشل المحرج لسلاح الجو ال”إسرائيلي»


الفشل المحرج لسلاح الجو ال”إسرائیلی»

بعد عشرة أيام على التسلل المفاجئ لطائرة مسيرة عن بعد إلى أراضي "إسرائيل"، ما زالوا في سلاح الجو لا يعرفون من الجهة التي أطلقتها ولأي هدف، ولماذا لم يتمكنوا من اعتراضها رغم أنها بقيت ثلاثين دقيقة طويلة فوق "إسرائيل".

سلاح الجو «الإسرائيلي» غير معتاد على الفشل. السلاح الذي أصبح اسمه مرادفا للتفوق والصرامة، يشعر في الأيام العشرة الأخيرة بالإحراج، منذ إطلاق صاروخي الباتريوت اتجاه طائرة غير مأهولة التي تسللت إلى أراضي «إسرائيل» في قطاع هضبة الجولان (17 تموز). صاروخا الباتريوت أخطآ هدفهما. طائرة الاعتراض من طراز أف.16 التي استدعيت على عجل لاعتراض الطائرة المجهولة أطلقت هي أيضا صاروخ جو-جو اتجاهها، لكنها أخطأت هي أيضا. ولمزيد من الإحراج الطائرة المتسللة نجحت بالتجوّل، تنفيذ انعطافة والاختفاء في الأراضي السورية.

باختصار بعد عشرة أيام على التسلل المفاجئ لطائرة غير مأهولة إلى أراضي "إسرائيل"، ما زالوا في سلاح الجو لا يعرفون من الجهة التي أطلقتها ولأي هدف، ولماذا لم يتمكنوا من اعتراضها رغم أنها بقيت ثلاثين دقيقة طويلة فوق "إسرائيل".

حتى هذه اللحظة لا يعرفون في سلاح الجو «الإسرائيلي» الرّد عن أي طائرة يدور الحديث، من أطلقها ولماذا لم يتمكنوا من اعتراضها. هذا وقد علم  "موقع المونيتور" أن الطائرة غير المأهولة بقيت فوق "إسرائيل" حوالي نصف ساعة بالتمام، ثلاثون دقيقة. بمصطلحات جوية، فإنّ الأمر يتعلّق بانتصار. "التحقيق في ذروته"، قال هذا الأسبوع مصدر رفيع في سلاح الجو لـ "المونيتور"، "نحن ما زلنا في مرحلة التحقيق في الأداء. حاليا لا يمكن نشر نتائجه، نتمنى أن نعرف ماذا وكيف حدث ذلك هنا، وأن نتمكن من استخلاص العبر المناسبة".

وأضاف المصدر أن التحقيق لاقى دهشة في سلاح الجو. "صاروخا الباتريوت قد أثبتا أنهما يجيدان اعتراض طائرات غير مأهولة، هم فعلوا ذلك بنجاح في التدريبات وكذلك في حوادث حقيقية في الجرف الصلب (2014)"، أضاف المصدر «الإسرائيلي»، معقبا، "هذه المرة لم ننفذ المهمة، والأهم هو أن نفهم لماذا".

كان هذا أول فشل مربك لبطارية صواريخ الباتريوت «الإسرائيلية»، المنصوبة في الشمال، بعد فترة طويلة. في 23 أيلول 2014 اعترضت البطارية طائرة حربية لسلاح الجو السوري من طراز سوخوي 24، تسلّلت إلى «إسرائيل» في قطاع "هضبة الجولان" ( الجولان المحتل) . قبل ذلك (آب 2014)، اعترضت البطارية طائرة غير مأهولة، لسلاح الجو السوري على ما يبدو. بينما كان يبدو أن الباتريوت تكسب «إسرائيل» قدرة رد فوري أكثر فعالية من طائرات اعتراض، أتى الفشل الحالي.

إن اعتراض طائرات غير مأهولة يُعتبر، في جوانب معينة، صعبا وينطوي على تحد أكثر من اعتراض طائرات حربية. السبب: هي طائرات صغيرة جدا، أحيانا أكثر بكثير من طائرات حربية، وحركتها البطيئة تصعّب على طائرات الاعتراض وكذلك على صواريخ الاعتراض، الملائمة للإغلاق على أجسام كبيرة وأسرع بكثير. ضعفها بالذات، هو الذي يكسب الطائرات غير المأهولة مزايا محددة.

السؤال المهم جدا الذي يطرح حاليا في سلاح الجو «الإسرائيلي» هو من شغّل الطائرة غير المأهولة التي لم تُعترض. هل كانت طائرة تابعة لسلاح الجو السوري، التي حاولت جمع معلومات إستخباراتية عن المتمردين في قطاع الجولان، تسللت إلى "إسرائيل" خطأ وعادت أدراجها، أم أنها كانت طائرة تابعة لسلاح الجو الروسي، التي أتت لمساعدة قوات جيش الأسد فاجتازت الخط الحدودي خطأ.

لكن ثمة احتمال إضافي، وإن كان احتمالا ضعيفا، هو أن المسألة تتعلق بطائرة روسية حاولت فحص حدود "إسرائيل" وربما جمع معلومات إستخباراتية عن التشكيل العسكري الإسرائيلي الثقيل والمتطوّر في "هضبة الجولان" ( الجولان المحتل). في حالة كهذه، ما زال من غير الواضح تماما في سلاح الجو الإسرائيلي ما المفروض أن يكون الرّد.

وكان قد نُشر سابقا في المونيتور (شباط 2016)، على لسان مصدر عسكري «إسرائيلي» رفيع جدا، أن الطائرة الروسية التي تسللت إلى أراضي «إسرائيل» لم تُسقط، بخلاف القواعد الصارمة والأوامر المستديمة التي تنص على أن تتصرف منظومات الاعتراض «الإسرائيلية» بشكل "أعمى" تماما، وتعترض كل ما يجتاز الخط الحدودي، في حالة اجتياز طائرة روسية الأوامر مختلفة: لا يعترضونها، نقطة. ""لن نخطئ كما أخطأ أردوغان"، تقول جهات عسكرية في "إسرائيل" للـ إلمونيتور، "الروس ليسوا عدوا وطائرة روسية لا تهدد "إسرائيل"، الأمر يتعلّق بخطأ ولا حاجة لاعتراضها".

يوم الأحد الواقع في 17 تموز، لم يكن واضحا في بطارية الباتريوت «الإسرائيلية» لمن تعود الطائرة غير المأهولة التي تسللت إلى "هضبة الجولان" ( الجولان المحتل) ، ومع ذلك هي أطلقت صاروخي باتريوت اتجاهها. ما كان ليحصل لو كانت الطائرة قد اعتُرضت وتبين بعد ذلك أن المسألة تتعلق بطائرة غير مأهولة روسية؟ في "إسرائيل" لا يعرفون في الحقيقة. حكم طائرة غير مأهولة ليس حكم طائرة حربية مأهولة بطيارين روس، مثل تلك التي أسقطت السنة الفائتة من قبل تركيا (تشرين الثاني 2015). في كل الأحوال، لن يعودوا في سلاح الجو إلى جدول أعمالهم إلى أن تتضح الأسباب الكامنة وراء خطأ صاروخي الباتريوت، وكذلك خطأ الطائرة المعترِضة. اللازمة الإسرائيلية المعروفة، بالحفاظ التام على تفوق جوي ومنع تام لطائرات أجنبية من التسلل للمجال الجوي «الإسرائيلي»، يجب أن تستعيد عافيتها.

في الأيام الأولى للتدخل الروسي بالقتال في سوريا، أملوا في "إسرائيل" أن يتم نوع من التنسيق والاتصال الدائم بين القوات الروسية، وخصوصا سلاح الجو الروسي، وبين الجيش «الإسرائيلي» وسلاح الجو «الإسرائيلي». اليوم أصبح واضحا أن تنسيقا كهذا غير موجود. لا توجد قنوات اتصال مشتركة لأسلحة الجو، والروس لا ينقلون دائما تحذيرا لإسرائيل قبيل خروجهم إلى نشاط جوي في المناطق الملامسة لحدود "إسرائيل" أو إلى نشاط سلاحها الجوي. هذا، رغم اللقاءات الموثقة إعلاميا بين بنيامين نتنياهو وفلاديمير بوتين، وانضمام أيضا رئيس هيئة الأركان العامة «الإسرائيلي»، الجنرال غادي ايزنكوت (أيلول 2015) إلى إحداها.

الآلية البديلة التي نشأت بين الطرفين تسمى "آلية منع الاحتكاكات". "إسرائيل" تتابع بواسطة منظومات الرادار التابعة لها النشاط الروسي، وتسعى لمنع تنفيذ نشاطات في تلك المناطق. النشاط «الإسرائيلي» يتم بحرص زائد، أكثر مما في الماضي، لمنع حصول احتكاكات محتملة مع النشاط الروسي.

في "إسرائيل" غير قلقين مما يحدث، لا سيما على ضوء حقيقة أن العلاقات والاتصالات بين جيشي "إسرائيل" وروسيا دُرست وتتابع بحرص من قبل الأميركيين. حيث يقول مصدر عسكري «إسرائيلي» للـ المونيتور: "ممنوع أن نشك من هو حليفنا الإستراتيجي"، ويتابع: "روسيا هي جهة صديقة أجنبية تعمل في المنطقة ونحن لا نتدخل بشؤونها. الولايات المتحدة الأميركية هي حليفة إستراتيجية".

المصدر: موقع المونيتور

الأكثر قراءة الأخبار الدولي
أهم الأخبار الدولي
عناوين مختارة