إعلان جبهة النصرة فك ارتباطها بالقاعدة جاء بأمر أمريكي تركي خليجي


اعتبر الخبير الإستراتيجي الدكتور وائل الإمام في حديثه لمراسل تسنيم في دمشق أن جبهة النصرة أردات عبر إعلان مسؤولها فك ارتباطها بالقاعدة أن تعطي اسما جديدا يغطي جرائمها السابقة التي ارتكبتها، معتبرا أن ذلك جاء بأمر من الأمريكي والتركي وبعض الدول في الخليج الفارسي.

ولفت الدكتور الإمام إلى أن "السؤال الذي يجب أن نطرحه هو؛ هل بمجرد أن نغيّر الأسماء ستتغير الأفكار؟ وهل ستتغير النزعة التكفيرية التي يعتقد بها هؤلاء الإرهابيون؟" مضيفاً: "نلاحظ هذا الأمر في تصريح الجولاني نفسه عندما قال "سنهزم الطاغوت" وهنا نريد أن نسأل الجولاني الإرهابي؛ ما الذي تقصده بالطاغوت؟ أليس عمل تلك المنظات الإرهابية هو الطاغوت نفسه؟ أليس الإجرام والتهجير وهدم البنى التحتية والظلم الذي لحق الشعب السوري هو الطاغوت نفسه؟"

وأضاف الإمام"مازال هؤلاء يؤمنون بالفكر التكفيري والإخواني على حد سواء وهم مجرمون عقيدة وفكراً وفعلاً ومهما غيروا من الأسماء فلا يعنينا ذلك لأن الشعب السوري يعلم أنهم إرهابيون".

وعن الظروف التي دفعت النصرة لهذا التغيير وما إذا كانت التبدلات الإقليمية أم الواقع الميداني في سوريا وراءه، أوضح الخبير الإمام: "في الواقع الذي فرض هذا الأمر أولاً هو التغيرات التي حدثت في الميدان السوري أولاً وثانياً الانقلاب الذي حدث في تركيا والآن يحاول رجب طيب أردوغان ترميم ما يستطيع ترميمه وأنا أنظر إليه على أنه يغرق أكثر في السياسة التركية" لافتاً إلى أنه "وفق البعد الفكري الذي تملكه جبهة النصرة فليست هي المخطط لهذا الأمر ولا تستطيع أن تقوم بإجراء أي تبدل على الأرض وإنما تتحرك بأوامر من الخارج، فهي تنفذ أجندات خارجية مرتبطة بدول عربية خليجية إقليمية والكيان الصهيوني وأمريكا".

وحول التصريحات الأمريكية في أن تغيير اسم جبهة النصرة لا يعني أنها أصبحت جهة معتدلة، والاتفاق الذي جرى بين وزيري الخارجية لافروف وكيري وردود الفعل الأمريكية، قال الإمام: "يجب أن نتوقع كل الاحتمالات من الجانب الأمريكي الذي يفكر بطريقة براغماتية، فالاستقراء يقول بأن كل ما تفعله الولايات المتحدة منذ بداية الحرب حتى الآن لا يصب في مصلحة الدولة السورية ولا الجيش السوري وهي أرادت أن تعطي فرصة للتنظيمات الإرهابية المرتبطة بها بشكل غير مباشر، لأنه لا يريد أن يخسر هذا الطرف الإرهابي الذي أنفق عليه من خلال الشريك السعودي حصراً".

وشدد الإمام على أن "الولايات المتحدة الأمريكية تريد اليوم أن تمحي أي صلة لها بالإرهاب وهذا هو مصير الإرهابي عادة لأنه ينفذ ما يطلب منه على الأرض وعندما يعلم أكثر من اللازم تقوم تلك الجهات الأخرى بالقضاء عليه حتى تمحي ارتباطها المباشر بالإرهاب التكفيري الذي أنشأته".

/انتهى/