مدينة شيراز: تراث عريق بقدم تأريخ إيران


محافظة فارس الأولى تراثياً في الفهرس الوطني للآثار بواقع أكثر من 2822 أثر تأريخي وفيها أربعة من أهم معالمها الأثرية مدرجة في قائمة الآثار العالمية لمنظمة اليونسكو.

خاص وكالة تسنيم الدولية للأنباء - هذا التقرير هو الأول في سلسلة التقارير الخاصة بوكالة تسنيم الدولية للأنباء حول أجمل المعالم والأماكن السياحية والدينية في إيران والتي تستقطب سنوياً الملايين من السائحين والزائرين المحليين والأجانب، وهناك الكثير من المناطق التي ما زالت بكراً ولم تشيد فيها مواقع خاصة لتقديم خدمات سياحية لكن يمكن للمتكتشفين ومحبي الاستطلاع شد الرحال إليها لاستطلاعها عن كثب والتلذذ بمناظرها الطبيعية والجغرافية الفريدة من نوعها، وإيران هي واحدة من البلدان الأكثر أماناً في العالم وجميع السائحين والزائرين يمضون أوقات ممتعة في أجواء آمنة حين يقصدونها كما أن نفقاتهم المالية أقل بكثير مما ينفقونه فيما لو قصدوا أي بلد سياحي آخر، لذلك فإن أعدادهم تتزايد عاماً بعد عام.(النص الفارسي)

تستقبل هذه المحافظة الجميلة سنوياً أعداداً هائلة من السائحين والزائرين من داخل البلاد وخارجها. هذا التقرير هو من سلسلة التقارير الخاصة بوكالة تسنيم الدولية للأنباء حول أجمل المعالم والأماكن السياحية والدينية في إيران والتي تستقطب سنوياً الملايين من السائحين والزائرين المحليين والأجانب، وهناك الكثير من المناطق التي ما زالت بكراً ولم تشيد فيها مواقع خاصة لتقديم خدمات سياحية لكن يمكن للمتكتشفين ومحبي الاستطلاع شد الرحال إليها لاستطلاعها عن كثب والتلذذ بمناظرها الطبيعية والجغرافية الفريدة من نوعها، وإيران هي واحدة من البلدان الأكثر أماناً في العالم وجميع السائحين والزائرين يمضون أوقات ممتعة في أجواء آمنة حين يقصدونها كما أن نفقاتهم المالية أقل بكثير مما ينفقونه فيما لو قصدوا أي بلد سياحي آخر، لذلك فإن أعدادهم تتزايد عاماً بعد عام.

محافظة فارس تحتل المرتبة الأولى على صعيد التراث التأريخي والثقافي في إيران حيث تزخر بالآثار الرائعة التي يتجاوز عددها 2822 حسب الإحصائيات الرسمية والتي تم تسجيلها ضمن قائمة الآثار الوطنية، كما أن أربعة من أهم معالمها الأثرية قد أدرجت ضمن قائمة منظمة اليونسكو للآثار، ونظراً لهذه المكانة الفذة مع ما فيها من مناظر طبيعية فريدة فقد أصبحت قبلة تقصدها أعداد هائلة من السائحين والزائرين من مختلف أرجاء البلاد والعالم.

الآثار الرائعة في هذه المحافظة متناثرة في مختلف مدنها وضواحيها، ولكن أهمها موجود في مدينة شيراز التي هي مركز المحافظة حيث تستقطب أكبر عدد من الوافدين سنوياً.
وفيما يلي نذكر بعض أهم المعالم التأريخية والتراثية في محافظة شيراز في إطار مقتضب:

* قلعة كريم خان زند
هناك مجموعة من المباني الأثرية في مدينة شيراز تم تشييدها في عهد الحكومة الزندية وبما فيها قلعة كريم خان زند التي كانت قصراً لإقامة العديد من الملوك الذين حكموا إيران طوال فترات متوالية.
الفن المعماري لهذه هو تركيب بين المباني السكنية والثكنات العسكرية، وفي داخلها العديد من الأروقة والغرف التي تم تزيينها وزخرفة جدرانها بشكل جميل للغاية كما هناك العديد من الحدائق الغناء التي تضفي للناظر طلاوة خاصة، وقد تم تشييد رواق وست غرف سكنية في جوانب القلعة الجنوبية والغربية والشمالية، وهناك حمام خاص في الجانب الشمالي إضافة إلى سائر الأقسام الخدمية.

* متحف بارس

متحف بارس هو محل دفن كريم خان زند حيث يقع بين سوق وكيل وقلعة كريم خان زند، وقد شيد هذا القائد بناء في غاية الروعة على هيئة ثماية أضلاع ويطلق عليه "كلاه فرنكي" إذ خصصه لاستقبال الضيوف والسفراء الأجانب وإقامة المراسيم والاحتفالات الرسمية.

في باحة هذا المتحف توجد حديقة رائعة فيها العديد من أشجار الصنوبر الشاهقة وكذلك أشجار النارنج، وقد تم تشييده على أساس مقومات فن العمارة الإيراني وهو مزين من الخارج بزخارف الفسيفساء ذات النقوش الخلابة.

الآثار الموجودة في هذا المتحف مقسمة إلى ثلاثة أنواع، النوع الأول عبارة عن الآثار التي تضرب بجذورها في ما قبل التأريخ، والنوع الثاني منها تأريخي، والنوع الثالث يعود تأريخه إلى العهد الإسلامي وما تلاه، ومن ضمن هذه الآثار مختلف الأواني الخزفية والفخارية والنتاجات الفنية الرائعة التي يعود تأريخها إلى العهدين الصفوي والزندي.

 

* متحف "سنك هفت تنان"

يعود تأريخ المبنى الذي يقع فيه هذا المتحف إلى العهد الزندي، وقد شيد بأمر من القائد كريم خان زند، وهو عبارة عن حديقة غناء تقع على سفح جبل "تشهل مقام" وقد أطلق عليها عنوان "هفت تنان" ويطلق عليه السكان المحليون "هفت تن"، حيث تقع في تقاطع في شارع رئيسي بهذا الاسم أيضاً، وقد أطلق عليها هذا الاسم بعد أن دفن في باحتها سبعة من العرفاء والدارويش في القرون السالفة.

هذا المبنى قبل عدة سنوات كان صومعة ولكنه اليوم تحول إلى متحف "سنك هفت تنان" أي متحف الحجر لكونه يتضمن العديد من الأحجار التأريخية والمسلات العريقة إضافة إلى مختلف الآثار القيمة الأخرى.
* مقبرتا الشاعرين حافظ وسعدي الشيرازيين

الشاعر أبو محمد مصلح بن عبد الله يعرفه الناس باسم "سعدي الشيرازي" وهو مدفون في صومعة كان يعيش فيها، ومقبرته اليوم عبارة عن معلم أثري في غاية الروعة ويزخر بالسائحين طوال أيام السنة سواء من إيران أو من سائر بقاع العالم.

مبنى مقبرة سعدي مشيد على أساس فن العمار الإيراني، فهو من الخارج مكعب الشكل ولكنه من الداخل مكون من ثمانية أضلاع بجدران مزينة بحجر المرمر تعلوها قبة زرقاء.

وأما مقبرة الشاعر حافظ الشيرازي فهو مشيد في إطار أربعة أعمدة وقد تم بناؤها بعمارة في غاية الروعة.

* ضريح السيد أحمد بن موسى (عليه السلام)

السيد الجليل أحمد بن الإمام موسى الكاظم (عليهما السلام) شد الرحال إلى إيران نصرة لأخية الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) إلا أنه تجرع كأس الشهادة على حاكم مدينة فارس آنذاك، وبناؤه مشيد بعمارة رائعة تعلوه قبة جميلة.

* مسجد نصير الملك

مسجد نصير الملك يعد أحد المساجد القديمة في مدينة شيراز، وهو معروف بالمسجد الوردي لكون  بعض جدرانه مطلية باللون الوري، ويقع في حي "كود عربان" جنوبي شارع لطف علي خان زند، وهو مسجد فريد من نوعه في إيران من حيث تصميمه وعمارته وزخارفه ونقوشه.

* تخت جمشيد

على مسافة 60 كم من مدينة مرودشت تقع إحدى أقدم الآثار في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ألا وهو المكان المعروف بـ "تخت جمشيد" الذي تم تشييده في عهد داريوش الأول قبل 518 سنة قبل الميلاد وهو بناء عظيم يتصدره مرتفع مستوي الشكل فيه صالة "آبادانا" ومدرجات قصر "تشرا".

وبعد الملك داريوش أقدم ابنه خشايار شاه على بناء صالة كبيرة أخرى اسمها "هديش" كما أنه وضع تصميم صالة "تشهل ستون" التي أكمل بناؤها الملك أردشير الأول، وبعد ذلك قام الملك أردشير الثالث ببناء صالة أخرى بقيت قيد الإنشاء ولم تكتمل.

هذه الأبنية التراثية مشيدة فوق دعائم عظيمة هي في الحقيقة صخور كبيرة للغاية حيث يرى البعض أنها كانت أشبه بالجبال التي تم نحتها على هيئة صخور منتظمة الأجزاء والجوانب.

فن العمار الإخميني هو فن مركب من فن العمارة البابلي والآشوري والمصري والإغريقي والآسيوي (عمارة آسيا الصغرى)، وتطغى عليه الصبغة المعمارية الإيرانية، لذا فهو يعتبر نمطاً مستقلاً من العمارة الإيرانية، ولقد شيده الإخمينيون بغية بيان معالم عظمة مملكتهم القوية.

* نقش رستم

نقش رستم هو أحد الأمكنة التي كانت مقدسة في العهود السالفة، وفيه آثار يعود تأريخها إلى ثلاث مراحل تأريخية هي الإيلامية والإخمينية والساسانية، حيث يقع على سفح أحد الجبال التي تم نحتها بمهارة فائقة وتعلوه مقابر للملوك الإخمينيين، وعلى رأسهم خشايار شاه وداريوش الأول وأدشير الأول وداريوش الثاني، كما يتقدمه بناء مكعب الشكل يعود تأريخه إلى العهد الإخميني، حيث كان يطلق عليه عنوان كعبة الزاردشتية.

* نقش رجب

يقع هذا المكان التأريخي شمالي تخت جمشيد وفيه نقوش تضرب بجذورها في العهد الساساني، حيث أقدم القدماء على رسم هذه النقوش في جدران جبل الرحمة تجسد صور بعض الملوك والشخصيات القديمة وهم شابور الأول وأسرته والشخص الذي توج الملك أردشير الأول والشخص الذي توج شابور الأول.

* بيشابور

على مسافة 23 شمال غرب مدينة كازرون وفي محاذاة نهر شابور تقع مدينة بيشابور التي تحاذي الطريق العام الذي يربط بين عاصمة الساسانيين مدينة "تيسفون" بتخت جمشيد، ويوصل بين تخت جمشيد وبين الشوش. هذه المدينة التأريخية ذات أهمية بالغة بالنسبة إلى الساسانيين لكونها قريبة على سواحل الخليج الفارسي حيث تبلغ مساحتها 200 هكتار وهي تعد أقدم المدن في إيران وقد كان مسكونة حتى القرن السابع الهجري ولكنها بعد ذلك اندثرت لكن آثارها القيمة الثمينة ما زالت موجودة حتى اليوم وبما فيها معبد آناهيتا، وهي كذلك تعتبر أكبر المدن في العهد الساساني حيث كان تضاهئ أشهر المدن العالمية آنذاك كأنطاكيا وبيزنطة.

* تنك تشوكان

تقع مدينة تنك تشوكان على بعد 23 كم من مدينة كازرون في مقابل مدينة بيشابور الأثرية، ويحاذيها من الشمال الشرقي نهر شابور الذي يمر فيها ويجتازها من الناحية الجنوبية الغربية، وفيها أيضاً ينبوع في غاية الروعة اسمه ينبوع ساسان.

تحد هذه المنطقة ثلاث قرى هي تنك تشوكان بالا وتنك تشوكان بايين وتنك تشوكان وسطا، وتشير الشواهد التأريخية إلى أنها المهد التأريخي للعبة التشوكان الشهيرة التي كانت هواية للملوك الساسانيين، وفيها كهف شابور الشهير والتمثال الحجري لهذا الملك الذي نقش على جدرانها الغربية.

* قصر أردشير بابكان

قصر أردشير بابكان هو معبد النار في مدينة فيروز آباد حيث تم تشييده في عهد الملك أردوان الخامس الذي هو آخر ملوك العهد الأشكاني في القرن الثالث الميلادي، وهو يعد من المعالم التراثية الهامة في مدينة فيروز آباد وقد كان منتجعاً صيفياً للملك أردشير وهو مشيد من الحجر والجبس وفيه نقوش رائعة من الجبس وتتوسطه صالات جميلة جداً كما أنه يعتبر أول مبنى ساساني مشيد بأسلوب معماري وطني أصيل وصخوره منحوتة ومنقوش عليها كتابات بالخط المسماري وكذلك فإن قبته مبنية من الحجر وفق فن العمارة الإيراني.

* قلعة دختر

تقع قلعة دختر على مسافة 6 كم من الطريق الرابط بين فيروز آباد وشيراز على سفح جبل مشرف على هذا الطريق، وقد تم تشييدها من الحجر، وهي عبارة عن قلعة عظيمة رائعة العمارة تبهر الناظرين بشكلها الفريد ورغم أن جدرانها الشاهقة تعرضت للتلف على مر العصور إلا أنها ما زالت حتى يومنا هذا ذات أبهة وجمال فريد من نوعه.

* باساركاد

مقبرة كورش معروفة بـ "مشهد أم سليمان" وفي عام 1820 م أجريت عليها حفريات ودراسات تأريخية وأعلن بأنها مدفن للملك كورش الكبير ويعود تأريخها إلى 530 أو 540 عاماً قبل الميلاد وتم تشييدها بأحجار الجبس وفي وسط الحدائق الملكية.

* سوق قيصرية لارستان

سوق قيصرية في لارستان هو أقدم الأسواق في إيران، والطريف أنه ما زال حتى يومنا هذا قائماً على حاله كسوق عريق ومزدهر حيث تجري فيها صفقات تجارية هامة.

أسواق وكيل في مدينة شيراز التي يعود تأريخها إلى العهد الزندي وقيصرية أصفهان التي يعود تأريخها إلى العهد الصفوي، قد استوحيت عمارتها من سوق قيصرية في لارستان الذي يعود تأريخه إلى عام 85 هـ وقد تم تشييده محاذياً للمسجد الجامع وحمام كبير وفندقين كبيرين، كما تحيط به مجمعات تجارية عديدة، ويمكن اعتباره أول سوق في تأريخ إيران ومن الممكن أن يسجل ضمن قائمة الآثار التأريخية العالمية.

*قلعة "إيجدها بيكر"

هذه القلعة تقع غربي مدينة لار التأريخية ويعود تأريخها إلى العهد الساساني، وقد شيدت بشكل محكم بشكل مذهل وفيها بئر محفور في وسط الصخور يطلق عليه "دولاب"، وإلى جانبها مقبرة أم نادر شاه التي هي عبارة عن غرفة بأربعة جدران تعلوها قبة مخروطية الشكل.

هذه الأماكن التأريخية التي لا نظير لها في العالم ليست سوى جزء يسير من الآثار القيمة في محافظة فارس حيث تستقطب سنوياً أعداداً هائلة من السائحين والزوار من إيران ومن مختلف أصقاع المعمورة.

/انتهي/