رحلة من إيران إلى "مصر" بدون تأشيرة


رحلة من إیران إلى "مصر" بدون تأشیرة

تتداعى إلى الذهن من كلمة "مصر" العديد من المفاهيم كنهر النيل والفراعنة والأهرامات وتمثال أبي الهول، ولكن هل هناك مصر أخرى في العالم؟ نعم، إنها مصر إيران العريقة.

وافادت وكالة تسنيم الدولية للانباء ان مصر الإيرانية هي قرية تقع في محاذاة الصحراء المركزية في مدينة "خور وبيابانك" التابعة لمدينة نائين حيث تقطنها أربعون أسرة وهي مشهورة بين القاصي والداني ولا سيما في مجال محاصيلها الزراعية وحدائقها الغناء.

حينما يقطع المسافر الطريق بين نائين وطبس متجها من الناحية الغربية إلى الجانب الشرقية فهو بعد أن يجتاز 250 كم باتجاه طبس يصل إلى قرية كبيرة اسمها "فرخي" تقطنها 700 أسرة ثم يمر بقرية اسمها نصر آباد ثم عندما يواصل طريقه وقبل 10 كم من مدينة خور وبيابانك يجد أمامه لوحة مكتوب عليها: "الطريق إلى مصر".

بعد ذلك يدخل في طريق فرعي إلى الجانب الأيسر من الطريق الأصلي يجتاز مسافة تبلغ 43 كم بين المرتفعات والتلال فيدخل في المناطق الصحراوية المركزية في إيران ليطغى على أسماعه صمتها الرهيب لكن سرعان ما تتراءى إلى ناظريه ثلاثة واحات خضراء في قلب الصحراء وكأنها متصلة مع بعضها، وأول واحدة يقطعها هذا الطريق تسمى "أمير آباد" وهي عبارة عن مزرعة عامرة فيها ينبوع ماء عذب لا ينقطع تدفقه طوال العام وهي ملك لأهالي قرية "مصر" وهي في غاية الجمال بحيث تبعث الطلاوة في النفس وتنسي المسافر عناء التعب وسط الصحراء القاحلة نظراً لخضرتها وعذوبة مياهها ووفرة ثمارها وتنوع نباتاتها.

الطريق الذي يمر من أمير آباد يتفرع إلى فرعين أحدهما نحو اليمين والآخر نحو اليسار، وهذا الأخير يمر في وسط تلال ومرتفعات رملية وينتهي إلى مدينة جندق بعد 42 كم. وأما الفرع الأيمن من الطريق فهو يقود إلى الواحة الثانية، أي مركز قرية مصر بعد مسافة قصيرة، والأمر الذي يلفت نظر كل وافد إلى هذه القرية هو صغر مساحتها، ولكنها تختلف عن سائر قرى إيران ومدنها التي تغص بالأزقة القديمة والضيقة والمتعرجة، فشوارعها واسعة وفي محاذاتها منازل أهاليها وقناة المياه تجري في وسطها.

بعد أن يقطع المسافر مسافة 4 كم بين مزارع قرية مصر يصل إلى ثالث واحة خضراء هي قرية "فرحزاد" التي تقطنها ثلاثة أسر فقط، وهي نهاية هذا الطريق.

الأجواء في هذه المنطقة صحراوية وهي تبعد مسافة 15 كم عن الصحراء المركزية في إيران والتي تبدأ من مدينتي قم وكاشان وتمتد إلى مدينة سبزوار، وما يدعو للعجب أن الصحراء المركزية مسطحة ولا سيما في الطرايق الواصل بين دامغان وجندق.

لو أن مصر أفريقيا توحي إلى من يسمع باسمها تلك الآثار الفرعونية القديمة، فمصر إيران هي الأخرى لها ميزاتها التي تترسخ في ذهن كل من يزورها، وتجدر الإشارة إلى أن الكثير من السائحين الأجانب يقطعون الصحراء المركزية سنوياً وبعضهم يصل إلى قرية مصر، وأعدادهم تتزايد عاماً بعد عام.

لذا كل من يرغب بزيارة مصر إيران فهو لا يحتاج إلى تأشيرة دخول وبإمكانه التنزه فيها والاستمتاع بمناظرها الخلابة مجاناً.

/ انتهى/

أهم الأخبار سياحة
عناوين مختارة