"تخت جمشيد" أروع المعالم التأريخية بشيراز+ صور وفيديو


تقرير/خاص تسنيم- محافظة فارس بمركزية مدينة شيراز تعد واحدة من أجمل المدن في إيران لكونها تجمع بين التراث العريق والطبيعة الخلابة، وفي سالف العصور كانت "تخت جمشيد" عاصمة للدولة المقتدرة التي تزعمها الملك "داريوش الكبير" وهي تعتبر أعظم وأهم مركزاً تراثياً ورثه الشعب الإيراني من العهد الإخميني.

خاص بوكالة تسنيم الدولية للأنباء - هذا التقرير هو من سلسلة التقارير الخاصة بوكالة تسنيم الدولية للأنباء حول أجمل المعالم الأثرية والأماكن السياحية والدينية في إيران والتي تستقطب سنوياً الملايين من السائحين والزائرين المحليين والأجانب، وهناك الكثير من المناطق التي ما زالت بكراً ولم تشيد فيها مواقع خاصة لتقديم خدمات سياحية لكن يمكن للمتكتشفين ومحبي الطبيعة شد الرحال إليها لاستطلاع معالمها عن كثب والتلذذ بمناظرها الطبيعية والجغرافية الفريدة من نوعها، وإيران هي واحدة من البلدان الأكثر أماناً في العالم وجميع السائحين والزائرين يمضون أوقات ممتعة في أجواء آمنة حين يقصدونها كما أن نفقاتهم المالية أقل بكثير مما ينفقونه فيما لو قصدوا أي بلد سياحي آخر، لذلك فإن أعدادهم تتزايد عاماً بعد عام.

"تخت جمشيد" هي أطلال تبعد عن مركز مدينة شيراز مسافة تبلغ 55 كم وتقع في الجانب الشمالي الشرقي على سفح جبل "رحمت" مقابل سهل "مرودشت" وقد كانت عاصمة الدولة الإخمينية التي تزعمها داريوش الكبير، وهي تعتبر أهم معلم تأريخي لتلك الفترة من التأريخ الإيراني، بل يمكن اعتبارها أعظم أثر تأريخي في إيران والعالم حيث تم تشييدها في عهد داريوش الأول سنة 518 ق. م. بهدف اتخاذها عاصمة دينية آنذاك لذلك اختير سفح جبل "رحمت" المقدس لدى الإخمينيين كمقر لها وقد استمر بناؤها لفترة قاربت 120 عاماً.

مساحة هذا الأثر التأريخي العظيم تبلغ 135000 متر مربع تقريباً وهو مشيد من صخور كبيرة وقد تم رصفها إلى جانب بعضها وفوق بعضها البعضها دون استخدام أية مادة بنائية كالجبس أو الإسمنت ولكن تم وصل بعض قطعاتها بروابط حديدية ومكابس من الرصاص.

هذه المنطقة الأثرية فيها سبعة قصور كبيرة محفوفة بمختلف أنواع النقوش والمدرجات والأعمدة العظيمة وفيها مقبرتان حجريتان، ويبلغ عدد النقوش البارزة على الحجر في مختلف مبانيها ومقابرها أكثر من ثلاثة آلاف نقش فائق الروعة.

هناك مقبرتان في الجانب الأعلا من "تخت جمشيد" إحداهما للملك أردشير الثاني والأخرى للملك أردشير الثالث، وقد كانت هذه المنطقة مقراً استوطنه الملوك الإخمينيون مدة قرنين من الزمن حيث تم تدميرها وإحراقها بواسطة الإسكندر المقدوني سنة 330 ق. م. وتجدر الإشارة هنا إلى أن قصر "آبادانا" يعتبر أقدم قصور تخت جمشيد وأجملها حيث تم تشييده بأمر من داريوش سنة 515 ق. م. وتم إنجازه بعد 30 عاماً ومساحته الإجمالية تبلغ 3660 متراً مربعاً. أهم النقوش المعروفة في تخت جمشيد تقع في مدرجات الرواق الشرقي الذي كان المدخل الأصلي للقصر في بادئ الأمر كما يبدو، وأما ارتفاع أعمدة قصر آبادانا فيبلغ 20 م وهي مصنوعة من الصخور الصلدة وقد بقيت 13 منها قائمة حتى أيام الحكومة القاجارية.

تزامناً مع بناء قصر آبادانا تم تشييد قصر داريوش (تـَشَـر) الذي كانت مكوناته من الحجر المصقول بغاية الدقة لدرجة أن الناس آنذاك أطلقوا عليه اسم "رواق المرايا" وقد استوطنه الملك واتخذه مقراً لإقامته.

والقصر الآخر في تخت جمشيد هو قصر "صد ستون" بمعنى (مئة عمود) والذي بدأ العمل بتشييده بأمر من الملك خشايار سنة 470 ق. م. وانتهي من العمل به بعد 20 عاماً.

المدرجات الأصلية التي تتقدم بوابة تخت جمشيد تقع في الجانب الشمالي الغربي من هذا المبنى التأريخي وقد شيدت بأمر من الملك خشايار شاه وهي مكونة من 111 درجة في كل ناحية، ويبلغ طول الواحدة منها 6,90 م وعرضها 38 سم وارتفاعها 10 سم حيث يسهل ارتقاؤها والنزول منها وتعلوها بوابة الشعوب المعروفة بـ "دروازه ملل" التي تتضمن مسلات منقوشة بثلاثة لغات هي الفارسية القديمة والإيلامية والبابلية وفي كل مسلة تم تدوين عشرين سطراً من تلك اللغات تضمنت شكراً لـ "أهورا مزدا" وتعريفاً بشخصية الملك خشايار شاه.

قصر الملك خشايار هو الجزء المركزي في تخت جمشيد وهو المسمى بـ "تالار شورا" أي رواق الشورى، ومن جملة القصور والبنايات الأخرى في هذا المبنى التراثي العريق: القصر الداخلي، مبنى الحريم، قصر خزانه.