السفير السعودي يُطرد من بغداد .."كش ملك"

السفیر السعودی یُطرد من بغداد .."کش ملک"

خاص\تسنيم: ثمانية أشهر ونيف كانت كفيلة لكشف سمّ الثعبان الذي وضع داخل القلعة العراقية تحت مسمى سفارة آل سعود بل الأدق تعبيرا كفيلة بأن يوقعه العراقيون في شرك مؤامراته التي خرجت عن الأعراف والأطر الدبلوماسية.

هكذا هي المفردات التي يطرحها الشارع العراقي إبان الطلب الرسمي الذي قدم من الخارجية العراقية الى نظيرتها السعودية لاستبدال سفيرها ورجل الـ""C.I.A ثامر السبهان الذي كان عربونا لترميم العلاقات العراقية - السعودية بعد جمود دم لأكثر من ثلاثة عقود لكن السبهان وبالوثائق التي قدمتها بعض الجهات السياسية الى الحكومة تؤكد أن السفارة السعودية بدأت تحذو حذو نظيرتها الاميركية في بغداد لإيجاد بيضة قبان لها تضعها على الكفة التي تُرجح إذكاء المشروعات الطائفية وإحداث شرخ في العلاقات بين المكونات السياسية.

وكمثال يطرح في الوثائق اجتماعاته المركزة مع اتحاد القوى العراقية الذي ينتمي إليه رئيس البرلمان تضاف إليها طائرة "المساعدات" لمدن ذات مكون معين والتي تبين بعد حين أنها أسلحة ومواد غذائية ومعدات لوجستية لـ"داعش" فضلا عن الصور الأرشيفية التي حصل عليها الحشد الشعبي في صلاح الدين والأنبار وديالى كانت تحمل شعار المملكة والتي تنصل منها السبهان واتهم الحشد بالطائفية وعلى إثر ذلك خرجت تظاهرات عمّت مدن العراق وكان شعارها طرد "السبهان" وقد طلبت الخارجية العراقية حينها استيضاحا من الجبير لكنه لم يرد على وزير خارجيتنا " الجعفري" بردّ شاف.

ومن هنا بدأ العد التنازلي لبقاء السبهان في بغداد الذي ما انفك يغرد على حسابه في تويتر بنبرة طائفية ويجري مقابلات تلفزيونية مبتغاها تعميق هوة الخلاف بين الأطراف العراقية والميل مع كفة داعش من خلال الطعن بالحشد الشعبي وهو مؤسسة رسمية مرتبطة بالقائد العام للقوات المسلحة د. حيدر العبادي فضلا عن مقاطع من مسرحية "اغتيال السبهان" الذي روج لها وأراد من خلالها أن يشيّد مبنى ضخما للسفارة على غرار سفارة واشنطن واستقدام قوة كبيرة للحماية معززة بدعم مالي ولوجستي كبير قيل عنها بأنها ستكون أداة الردع للحفاظ على مشروع الأقلمة وكذا الحال في حماية الأقلية السُنية في بغداد ممن وصفها بالميليشيات التي حاول مرارا وتكرارا أن يعقد صفقات معها نكاية بأطراف يدعي أنها على ارتباط بالجمهورية الإسلامية.

لكنه فشل في مسعاه وبات يحصد الشوك من أفعاله حتى أصبح لا يستقر في بغداد فتارة يريد نقل السفارة الى أربيل وأخرى نجده في جدة لأنه على يقين بأن العراقيين لا يريدونه وهذا ما عززته مداخلته التلفزيونية مع قناة الحدث غداة طلب طرده من بغداد لذا فإن المعطيات وعلى وفق ما هو بائن تسير باتجاه تغييره بشخصية أخرى لأن الملك "سلمان" أو المحيطين به من مستشارين أميركيين يحاولون ترطيب الأجواء مع بغداد استثمارا منهم لئلا تسيطر عليها أطراف أخرى وتُحدث توازنا جديدا يقلب طاولة "الحزم" عليهم وبخاصة بعد فشل الانقلاب التركي والتقارب بين طهران وأنقرة وقتل مرتزقتهم في اليمن ، ومن هنا يخشى آل سعود من وزير مجهول أو لاعب من تحت الطاولة يستثمر طرد السبهان وتوتر العلاقات بين بغداد والرياض ليقول لهم"كش ملك".

محمد قاسم الخزاعي
كاتب واعلامي عراقي\ مدير أخبار قناة المسار الأولى

أهم الأخبار حوارات و المقالات
عناوين مختارة