معركة ريف اللاذقية الشمالي .. البوابة إلى إدلب وحرب استنزاف مفتوحة


معرکة ریف اللاذقیة الشمالی .. البوابة إلى إدلب وحرب استنزاف مفتوحة

اقترب الجيش السوري من حسم معركة ريف اللاذقية الشمالي لمصلحته، وبالتالي إخراج المنطقة بشكل كامل من دائرة الصراع، والتوجه أكثر نحو مدينة إدلب شمال سوريا، التي تشكل المعقل الرئيسي لتنظيم "جبهة النصرة" الإرهابية.

العملية الخاطفة للجيش السوري ومجموعات الدفاع الشعبية، والتي انتهت بالسيطرة على قريتي عين القنطرة ونحشبا وتلتي رشا والعويزرات وضهرة أبو أسعد ورويسة الكتف شمال شرق مدينة اللاذقية موجهة صفعة قوية للمجموعات الإرهابية وهذا ما بدا واضحاً من خلال السقوط المتسارع للإرهابيين في تلك المناطق.

وبهذه السيطرة يكون الجيش السوري قد اقترب من الوصول إلى آخر النقاط التي يتحصن بها الإرهابيون في الريف الشمالي الشرقي لمدينة اللاذقية، وبالتالي الاقتراب من السيطرة على المنطقة بشكل كامل.

وتكمن أهمية معركة ريف اللاذقية الشمالي في عدة نقاط أهمها:

أولاً: تأمين الجيش السوري لمنطقة استراتيجية هامة قريبة من الساحل، وبالتالي منع أي تهديد إرهابي من الوصول إلى المنافذ البحرية وإبعاد الخطر عن مدينتي اللاذقية وطرطوس الاستراتيجيتين، بعد أن جهدت المجموعات الإرهابية للوصول إليهما.

ثانياً: تأمين كامل الحدود التركية المتصلة مع ريف اللاذقية الشمالي، التي تشكل خطوط الإمداد الآتية باتجاه ريف اللاذقية، ونحو ريف إدلب أيضاً، حيث تعبر يومياً سيارات محملة بالأسلحة والذخيرة تحت إشراف الجيش التركي.

ثالثاً: في حال سيطر الجيش السوري على كامل ريف اللاذقية، يصبح مشرفا تماماً على مدينة إدلب، المعقل الرئيسي لتنظيم "جبهة النصرة" الإرهابي في سوريا، وبالتالي باتت المعركة في إدلب، قاب قوسين أو أدنى من الانطلاق.

ونظراً للأهمية الكبيرة لمنطقة ريف اللاذقية، جندت الفصائل الإرهابية آلاف المقاتلين، لمنع سقوطها، كما أشرفت مخابرات تركية وخليجية بشكل مباشر على العمليات، ولعل أبرز الجماعات التي تقاتل الجيش السوري هناك هي: حركة أحرار الشام، والحزب التركستاني، إضافة إلى الجبهة الشامية، وتنظيم "جبهة النصرة" وبعض الفصائل المنضوية تحت لواء "جيش الفتح"، حيث تستفيد تلك الفصائل من الدعم غير المحدود من الجانب التركي.

ولعل أبرز الصعوبات التي يواجهها الجيش السوري في ريف اللاذقية:

أولاً: الطبيعة الجغرافية الجبلية للمنطقة، والتي تشكل عائقاً أمام تقدم القوات البرية دون إسناد ناري كبير، حيث أصبحت المعركة في المنطقة "التحكم بالتلال والجبال العالية"، ولذلك في معظم الأحيان تكون العمليات عبارة عن كر وفر بين الجيش السوري والمجموعات الإرهابية.

ثانياً: الدعم الكبير من الجانب التركي، خاصة عبر الحدود، لجهة دخول المرتزقة والذخيرة.

ثالثاً: استخدام المجموعات الإرهابية لأعداد كبيرة من الانتحاريين والسيارات المفخخة، التي تعيق تقدم الجيش في بعض الأحيان.

رابعاً: استماتة الإرهابيين لمنع وصول الجيش السوري والحلفاء إلى مدينة إدلب.

من المتوقع أن تكون معركة إدلب هي الأكبر بين الجيش السوري والحلفاء من جهة وتنظيم "جبهة النصرة" الإرهابي والفصائل المتحالفة معه من جهة أخرى وذلك بعد تحرير كامل  ريف اللاذقية.

/انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار الدولي
أهم الأخبار الدولي
عناوين مختارة