أنيس نقاش: لا أجد مجالاً لتنفيذ الاتفاق الأمريكي الروسي على الأرض السورية

أنیس نقاش: لا أجد مجالاً لتنفیذ الاتفاق الأمریکی الروسی على الأرض السوریة

قال الخبير الاستراتيجي أنيس نقاش في حديثه لمراسل تسنيم في دمشق: لا أجد مجالاً لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار على الأرض السورية لأن طريقة فصل القوى عن بعضها مسألة صعبة للغاية، إلا إذا كان هناك ضغوط إقليمية على بعض المجموعات المسلحة.

وقال الخبير الاستراتيجي أنيس نقاش: "من الواضح أن هذا الاتفاق يستهدف بشكل أساسي جبهة حلب والسؤال هنا كيف سيتم فصل مقاتلي "جبهة النصرة" عن باقي التنظيمات التي تعتبر بنظر الأمريكي غير إرهابية؟ هل سيتم الفصل من خلال تقسيم الشوراع، بمعنى أن هذا الشارع هو لك والشارع الآخر هو لي؟ أم أنه سيتم على طريقة داريا والمعضمية في إعطاء الخيار للإرهابيين بالخروج، فإما أن تخرج التنظيمات الإرهابية لتفتح ساحات قتال جديدة أو أن المنظمات التي تسمى "معتدلة" هي التي ستخرج  لتترك وراءها جبهة النصرة تلاقي نيران التحالف"

وتعليقاً على التخوف الأمريكي من ألا يلتزم الجيش السوري وحلفاؤه بوقف إطلاق النار، قال النقاش: "حلفاء سوريا يلتزمون بشكل كامل ودقيق بما تقرره القيادة السورية ويشجعون على الهدنة وإعادة فتح المسارات السياسية لحل الأزمة" مؤكداً أن  "من يتحمل مستوى الالتزام بالهدنة أم لا هو الراعي الروسي والأمركي"

وأضاف النقاش: "الجبهة السورية متماسكة ولديها قيادة واحدة وعندما  تعلن وقف إطلاق النار فليس هناك مشكلة بين حلفاء الجيش السوري على الإطلاق بل المشكلة في الجبهة الأخرى، حيث يوجد قوى تُعلن عن أنها "معتدلة" ويريد التحالف الدولي أن يجنبها القصف والاشتباك، بينما القسم الآخر يُعتبر إرهابياً وتُعلن عليه  الحرب وحتماً لن يكون هذا القسم معنياً بوقف إطلاق النار، فماذا سيكون سلوكه في هذه الحال؟"

ولفت الخبير الاستراتيجي النقاش إلى أن "طريقة فصل القوى عن بعضها مسألة صعبة، لذلك لا أجد مجالاً لتنفيذ أي شيء على الأرض إلا إذا كان هناك ضغوط إقليمية على بعض المجموعات المسلحة لإجراء عملية الفصل على نمط داريا"

مضيفاً: "شهدنا في نماذج سابقة كمخيم اليرموك أن أي قوة تريد أن تتفاهم مع الدولة السورية أو تنسحب من المعركة أو تغير من واقعها كان يؤدي ذلك إلى اشتباك دموي مع المجموعات الأخرى وبالتالي هذا سيناريو أيضا للاقتتال بين المجموعات المسلحة في المستقبل القريب"

وقال الخبير النقاش: "الذي لفت نظري أن كل هذا الاتفاق كان حول المسائل العسكرية ولم يأت على أي إطار سياسي أو بحث مسألة سياسية" مضيفاً: "في السابق كان هناك حديث عن وقف إطلاق النار والتوجه إلى جنيف من أجل بدء مفاوضات، إلا أن هذه المرة ليس هناك أجندة لا لمفاوضات ولا لتواريخ وديميستورا كان "شاهداً غائباً"، شاهداً على سيناريو وقف إطلاق النار، دون أي دور سياسي للحوار المستقبلي"

وعن تزامن اتفاق وقف إطلاق النار مع المعركة التي أعلتنها الفصائل جنوب البلاد تحت مسمى "معركة قادسية الجنوب" والدعم "الإسرائيلي" العلني الذي تقدمه للمجموعات الإرهابي، علّق النقاش: "هذا أكبر دليل على أن إعلان وقف إطلاق النار في جنيف لا يعني كافة الأطراف التي تقاتل على الأرض في سوريا، أو الأطراف الإقليمية المتضررة من هكذا وقف لإطلاق النار، كما أنه لا يعني البحث عن حل سياسي لأن الإعلان اليوم عما سمي "معركة القادسية" في الجنوب لن تكون ساعة أو ساعتين بل هي بداية تحدي لوقف إطلاق النار"  متسائلاً؛ " ماذا سيكون عندها موقف التحالف الدولي إذا استمرت هذه المعركة والتي تشكل خرقاً واضحاً للاتفاق؟"

ونوه النقاش إلى أن "التدخل الإسرائيلي شيئاً فشيئاً، ما هو إلا بداية لدعم المجموعات المسلحة بشكل علني على نمط ما كان في جنوب لبنان، أن  يقاتل المسلحون على الأرض وإذا ما احتاجوا إلى دعم فعندها يتدخل الطيران أو المدفعية "الإسرائيلية" لدعمهم وهذا ما يسمى (بناء تحالف الضرورة تحت النيران) لكي يتمظهر في المستقبل على أنه أمر لابد منه وأن هذه المجموعات المسلحة أجبرت على ذلك"

وشدد النقاش في الختام أن "الذي يحصل جنوب سوريا ما من شك أنه بداية للتدخل العلني "الإسرائيلي" على جبهة القتال لتغيير موازين القوى وحفظ مصالح "إسرائيل" في المنطقة بشكل أقوى خوفاً من أن تصبح المنطقة تحت سيطرة الجيش السوري وحلفائه لأن "إسرائيل" تعرف مدى هذا الخطر عليها لذلك هي تأخذ احتياطاتها من الآن في عمليات تدخلها التكتيكية حفظاً لمصالحها في المستقبل"

/انتهي/

أهم الأخبار حوارات و المقالات
عناوين مختارة