المتاحف الموروثة من العهد الزندي؛ أبرزها عمارة "كلاه فرنگي" و متحف "پارس" ونقوش "هفت تنان" في شيراز+صور وفيديو


محافظة فارس تعد واحدة من أجمل المدن في إيران لكونها تجمع بين التراث العريق والطبيعة الخلابة، ولا حصر لمعالمها الأثرية التي تضرب بجذورها في مختلف العصور.

خاص بوكالة تسنيم الدولية للأنباء - متحف بارس- إلى جانب قلعة كريم خان زند التأريخية في مدينة شيراز هناك حديقة جميلة تسمّى "حديقة نظر" ويتوسّطها مبنى تراثي جميل ثماني الأضلاح تم تشييده بأمر من كريم خان زند وقد كان آنذاك دار ضيافة للشخصيات المعروفة والسفراء الأجانب كما كانت تقام فيها مختلف المراسيم والاحتفالات الرسمية، ويطلق عليه "كلاه فرنجي" وهو اليوم يسمى "متحف بارس".

تنتشر في مختلف أكناف هذه الحديقة الغناء أشجار الصنوبر الشاهقة والكثير من أشجار النارنج الخضراء، وفن العمارة الذي شيد به المبنى "متحف بارس" إيراني تقليدي على هيئة ثمانية الأضلاع وتمت زخرفته بالفسيفساء المنقوشة بصور زهور وطيور، وتعلو زوايا أضلاعه وأغطيته زخارف فسيفساء جميلة نقش فيها منظر طبيعي لصيد الحيوانات ورسوم أخرى تحكي قصة جلوس النبي سليمان (ع) على العرش.

 

ومن الميزات المعمارية الفريدة لهذا المبنى رسومه التي نقشت بالطابوق والفسيفساء والألوان واستخدام قطع حجرية كبيرة في زواياه، وكذلك فيه مقرنسات من الجبس ونقوش مضلعة مطلية بأصباغ طبيعية، وفي داخله نقشت صور لمختلف أنواع الزهور والطيور المحلية في مدينة شيراز حيث يعود تأريخها إلى العصر الزندي، وفي كل واحدة من الجهات الأربعة هناك أحواض مياه لكن الحوض الواقع في الجهة الشمالية تم تخريبه حينما شق طريق فيه.

النطاق الداخلي للمبنى يتضمن قسماً مركزياً وأربعة أروقة فاخرة وحوضاً مشيداً من الرخام، وعلى مر العصور أطلقت عليه عدة أسماء كما يلي: حديقة نظر، عمارة الفصول الأربعة، الحديقة الحكومية، عمارة كلاه فرنجي، متحف بارس.

حديقة نظر تم تأسيسها بأمر من كريم خان زند وإلى جانب المبنى المذكور، هنا مبنى آخر لكنه اندرس اليوم ولم يبق منه اليوم سوى مبنى ثماني الأضلاع، وفي الباحتين الخلفية والأمامية توجد أشجار كثيرة وحوضان كبيران يضيفان إلى روعة الحديقة طلاوة خاصة، وفي داخلة قبر كريم خان زند.

وأما الآثار المعروضة للسائحين في متحف بارس الذي يعد أقدم المتاحف في محافظة فارس فيعود تأريخها إلى ثلاثة عصور، هي عصر ما قبل التأريخ وعصر ما قبل الإسلام والعصر الإسلامي، ومن جملتها جرار وأواني خزفية وأقمشة ومنمنمات يعود تأريخيها إلى العهدين الصفوي والزندي، كما فيه آثار أخرى عديدة حجرة ومعدنية وخزفية، كالمسكوكات القدمية والخضل التي يرجع تأريخ بعضها إلى الألفية الرابعة قبل الميلاد.

 

- متحف سنك 

حديقة هفت تنان أو هفت تن - كما يسميها السكان المحليون - الواقعة في مدينة شيراز تعتبر مقبرة للعرفاء السالفين واليوم يطلق عليها "متحف سنك" وقد تم تأسيسها قديماً بأمر من كريم خان زند، حيث تقع على سفح جبل "تشهل مقام"، وهي تقع بمحاذاة مفترق شارع معروف بنفس اسمها، والسبب في تسميتها بهذا الاسم هو أنها تحتضن سبعة من عرفاء القرون السالفة. في الجهة الشمالية من هذه الحديقة هناك مبنى فيه غرفتان إحداهما على يمينه والأخرى على يساره، ومساحته تبلغ 28 متراً مربعاً حيث يبلغ عرضه 5,5 متراً وطوله 12 متراً، وهو متقوم على عمودين حجريين كل واحد منهما مكون من قطعة حجرية واحدة، ويعتبره الخبراء بأنه أحد الإنجازات العظيمة لكريم خان زند، وأمامه رواق سقفه من الخشب تحته أطواق فيها خمسة نقوش رائعة ملونة بالأصباغ الزيتية وقد نقشها الفنان الشهير في العهد الزندي "آغا صادق" ونظراً لروعتها وجمالها يمكن القول إنها من بدائع الرسوم الموروثة من ذلك العهد.

هذه النقوش الخمسة من اليسار إلى اليمين هي كما يلي:

الصورة الأولى: عارف ذو لحية بيضاء بيده إناء يعرف باللغة الفارسية باسم "كشكول" وفأس.

الصورة الثانية: النبي موسى (ع) وهو يرعى الغنم، حيث يصور هذا النقش الأغنام وهي تقتات في المرعى.

الصورة الثالثة: هذه الصورة في وسط الرواق وهو تصور حكاية عشق الشيخ صنعان لبنت نصرانية، وفيها الشيخ جالس بين محبيه وصورة البنت على رأسه وهو يحدق فيها.

الصورة الرابعة: تعكس هذه الصورة محاولة النبي إبراهيم (ع) لذبح ولده إسماعيل (ع) امتثالاً لأمر الله تعالى.

الصورة الخامسة: فيها عارف اختلفت الأقوال في شخصيته الحقيقية، فقيل إنه الشاعر سعدي وقيل حافظ وقيل الشاه عباس الكبير.

في باحة الحديقة وفي الجانب الواقع أسفل المنصة بالتحديد هناك عدة أشجار تتوسطها سبعة قبور متشابهة من حيث الحجم والشكل لكن لم ينقش عليها شيء، فستة منها متراصفة إلى جانب بعضها في حين أن القبر السابع يقع بمفرده إلى جانب القبر السادس، ويبلغ طول الواحد منها 360 سم وعرضه 78 سم ويعود تأريخها إلى العهد الزندي.

هذا المبنى كان صومعة قبل سنوات ليست بالبعيدة إلا أنه اليوم تحول إلى متحف فيه العديد من الآثار وبما فيها أحجار تأريخية ونقوش تراثية فريدة من نوعها.