حرب العراق ضد إيران بعد 36 عاماً؛ ما هو رأي العرب حول ذكريات المقاتلين الإيرانيين؟

حرب العراق ضد إیران بعد 36 عاماً؛ ما هو رأی العرب حول ذکریات المقاتلین الإیرانیین؟

في يوم الأربعاء المنصرم والذي صادف 21 أيلول / سبتمبر حلت الذكرى السنوية السادسة والثلاثون للحرب المفروضة التي شنها نظام الدكتاتور صدام حسين ضد الشعب الإيراني، وطوال هذه الفترة دونت الكثير من القصص والروايات في هذا الصدد وتمت ترجمة بعضها إلى مختلف اللغات وبما فيها العربية.

خاص بوكالة تسنيم الدولية للأنباء - في الحادي والعشرين من شهر أيلول / سبتمبر عام 1980 م شن النظام البعثي البائد بقيادة الدكتاتور المقبور صدام حسين حرباً شعواء ضد الجمهورية الإسلامية التي كانت فتية آنذاك، فبادرت جميع طبقات الشعب الإيراني للدفاع عن وطنها وتوحدت كلمتها في مواجهة الأعداء، وفي هذا الصدد ومنذ تلك الآونة بدأت القصص والحكايات حول هذه الحرب المفروضة تنتشر وإلى يومنا هذا ما زالت هذه القصص والحكايات تسرد وتدون وتطبع على نطاق واسع في مختلف الدور النشر والمراكز الثقافية، حيث يدون الكتاب جميع ذكريات المقاتلين وذويهم ويسردون سير الشهداء والجرحى ضمن قصص وكتب ومقالات وخواطر، وهذا الأمر استقطب الكثير من القراء بحيث أصبحت هذه المدونات هي الأكثر مبيعاً في سوق الكتب والمقالات والقصص، ناهيك عن أنها كانت المادة الأساسية للكثير من الأفلام والمسلسلات التلفزيونية التي ما زالت تنتج إلى يومنا هذا.

قائد الثورة الإسلامية آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي (حفظه الله) أكد على ضرورة ترجمة بعض هذه الآثار إلى مختلف اللغات العالمية ونشرها في جميع البلدان، وبالفعل فقد تم ذلك ولكن كما هو متعارف فترجمة النصوص ليس بإمكانها تصوير ما ذكر باللغة الأصلية وهي بالطبع لا تفي بالغرض كما ينبغي.

تمت ترجمة العديد من هذه الآثار الثقافية إلى اللغة العربية ومن ثم نشرت في بعض البلدان العربية ولا سيما بلدان الجوار وإثر ذلك اطلع المواطنون العرب في هذه البلدان على التراث الثقافي الحربي للشعب الإيراني عن كثب، ومن الجدير بالذكر هنا أن الذكريات المدونة في هذه الكتب تعكس جانباً من تأريخ العراق المعاصر أيضاً.

بعد مضي 36 عاماً على الحرب المفروضة بدأ العالم يدرك حقيقتها فقد تم وصفها على لسان الشعب الإيراني ويمكن اعتبارها ذكريات تحيي تلك المعاناة والمصاعب التي تسبب بها النظام العراقي للشعب الإيراني، واليوم هناك الكثير من هذه الكتب قد دخلت في المكتبات العربية.

من جملة هذه الكتب المترجمة، كتاب "خاك‌هاي نرم كوشك" الذي ترجم إلى العربية عنوان "«تراب كوشك الناعم» وهو من تأليف سعيد عاكف، وقد حظي باستقبال واسع من قبل القراء الإيرانيين والعرب على حد سواء حيث تتمحور قصته حول سيرة الشهيد "برونسي"، وقد ترجمه إلى العربية عدد من المترجمين المتطوعين ومن ثم نشر في البلدان العربية.

السيد أحمد الساري هو أحد المواطنين العرب الذين قرؤوا هذا الكتاب، وقال في وصفه: إن حياة الشهيد برونسي تعتبر درساً هاماً لنا، ومؤلف الكتاب جمع ذكريات ومشاهدات زملاء هذا الشهيد في جبهة القتال، ومطالعة هذا الكتاب تجعلنا نغور في عمق حياة هذا الشهيد؛ إنه كتاب رائع.

السيدة بتول هي الأخرى قرأت هذا الكتاب حيث اعتبرته مصداقاً لكلام الإمام الخميني (رحمه الله) الذي أشار إلى الحديث القدسي التالي: " من طلبني وجدني، ومن وجدني عشقني، ومن عشقني عشقته، ومن عشقته قتلته، ومن قتلته فعليَّ ديَّته، ومن عليَّ ديَّته فأنا ديَّته ". وأكدت على أن حياة الشهيد برونسي هي نموذج على تفاهة الحياة الدنيا وضروة عدم التشبث بها.

ومن الكتب الأخرى التي ألفها السيد سعيد عاكف ونشرها في الأجواء الإلكترونية ونالت أصداء واسعة، هو كتاب "هاجر در انتظار" والذي ترجم إلى العربية تحت عنوان «هاجر تنتظر»  وهو عبارة عن قصة تتمحور أحداثها حول حياة الشهيد الحاج عباس كريمي على لسان زوجته.

وأحد متصفحي الشبكة العنكبوتية باسم "السيد" طلب من المتصفحين بأن يطالعوا هذه القصة، واعتبر أن رواية سعيد عاكف هذه عبارة عن تنويه للضمائر. والسيدة زهراء القمقم كتبت حول هذه القصة ما يلي: في هذه الصفحات تتعرفون على إنسان جديد وعظيم، فهو يتضمن رواية تحكيها زوجة عن زوجها، وعند مطالعة هذا الكتاب سوف تستشعرون عبق هذا الشهيد وستتعرفون على عظمة شخصيته.

وبعض المتصفحين تحدثون عن رؤية المرأة بالنسبة إلى الحرب، مثلاً السيد ماحد عقيل دون ما يلي: هذا القصة هي حكاية عشق وكأنها قصة من قصص هوليوود، بل هي من سنخ المقاومة والشهادة.

وأما الأثر الآخر على هذا الصعيد فهو كتاب"پايي كه جا ماند" والذي ترجم إلى العربية تحت عنوان «القدم التي بقيت»، ولو أن متصفح الانترنيت بحث عنه سيجد بعض صفحاته باللغة العربية وبما فيها تلك الصفحات التي تعرفه.

التجارب في الآونة الأخيرة أثبتت أن الاختيار السليم والإجراء المتخذ في الوقت المناسب من شأنهما تعريف ثقافة الجبهة والحرب للعالم، فعلى سبيل المثال تم نشر كتاب "من زنده‌ام" الذي تضمن ذكريات السيدة معصومة آباد التي كانت أسيرة لدى النظام البعثي، وقد تم توزيعه إبان مسيرة الأربعين المليونية في العراق بحيث حظي بترحيب من قبل القراء العراقيين الذين مجدوا هذه المرأة المقاومة.

قبل سنوات شرعت الأبواب أمام نشر وترويج آثار الدفاع المقدس إلى خارج الحدود الإيرانية وقد تمت ترجمة كتب خارج نطاق كتب الحرب والجبهة وهي لا نفع فيها ولا طائل منها، لذا لا بد من ترجمة كتب الحرب والجبهة على نطاق واسع لاستقطاب أكبر عدد من المخاطبين وكذلك لا بد من ترجمتها بشكل أدبي مناسب يعجب القراء لكي يتعرف العالم على بطولات الشعب الإيراني لكون ما حدث إبان الدفاع المقدس هو جانب من تأريخ إيران المعاصر.

/ انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار ثقافة ، فن ومنوعات
أهم الأخبار ثقافة ، فن ومنوعات
عناوين مختارة