محلل مصري: القاهرة تتبنى مواقف روسيا وايران في المنطقة وتبتعد عن السعودية

أجرى مراسل وكالة تسنيم الدولية للأنباء في مصر حوارا خاصّاً مع المحلل السياسي الدكتور محمد سيد أحمد وقد تمحور حول عدّة مسائل أساسية على الساحتين المصرية والعربية.

وقد اكد الخبير السياسي المصري في هذا الحوار ان مصر باتت تتبنى مواقف "المعسكر الشرقي"  المؤلف من سوريا وروسيا والصين وإيران قائلا ان الخلافات السعودية المصرية باتت واضحة للعيان.

وفيما يلي ننقل اليكم نص هذا الحوار الذي اجراه مراسل وكالة تسنيم:
 
تسنيم: برأيكم هل موقف مصر الجديد سيساهم في تحقيق الاستقرار للدول العربية؟

مصر تخوض هذه المعركة بتكتيك مراوغ و الرئيس السيسي يملك من المعلومات ما يؤهله لخوض المعارك بدقة ويستطيع العبور بمصر من هذه الأزمات وأيضا المجتمع العربي الذي يواجه تطورات وتحديات و مشاكل كبري مثل اليمن وليبيا وسوريا ومصر في صدد معالجة هذه الأمور بشكل جيد جدا عبر دعمها للسياسات التي يتبناها المعسكر الشرقي المؤلف من سوريا وروسيا والصين وإيران وقد اتضح ذلك جليا في جلسة التصويت بمجلس الأمن التي صوتت فيها مصر لصالح القرار الروسي.

تسنيم : هل من الممكن أن نشهد تحولا علنيا في موقف مصر من محاولات السعودية تفتيت الدول العربية... ؟

موقف مصر واضح في هذا الشأن فالخلاف بين مصر والسعودية بدأ يظهر للعلن، السعودية مع الجماعات الإرهابية والاستمرار في دعمها على الأرض السورية ، وموقف الرئيس السيسي مختلف تماما، والموقف المصري المعلن الآن هو ضرورة المحافظة على وحدة التراب السوري والحؤول دون تقسيم سوريا، أيضا مصر لا يمكن أن تعبث في أمن اليمن وقواتها لا تشترك في العمليات العسكرية ضد اليمن ، بل إن مصر تسعى لكبح جماح السعودي ليس هذا فقط فهناك خلاف بين مصر والسعودية تجلى في مجلس الأمن عقب تصويت مصر  لصالح القرار الروسي مما دعا ممثل السعوديه إلى الهجوم على مصر في الأمم المتحدة كنوع من اللوم لمصر  على تصويتها على القرار الفرنسي في مجلس الأمن.

تسنيم :هل تتخذ مصر خطوات عملية لدعم سوريا انطلاقا من أمنها القومي... ؟

أن التنسيق الأمني بين مصر وسوريا ليس وليد اللحظة فهو مستمر منذ بداية الأزمة وحتى هذه اللحظة وقد سبق لي أن سألت الرئيس بشار الأسد في أواخر العام 2013 سؤالا مباشراً :
"هل هناك علاقة ما بينكم وبين مصر الفريق عبد الفتاح السيسي قبل الصعود لسدة الحكم.... ؟؟
فكانت إجابته : نعم... يوجد تنسيق عسكري وأمني كبير بين الطرفين لأن هذا التنسيق تقتضيه مصلحة الأمن القومي للبلدين ويكفي أن مصر تقف حجر عثرة في مواجهه تقسيم سوريا ودعم الجيش العربي السوري في مواجهه الجماعات الإرهابية.

نعم هناك تنسيق وليس بالضرورة أن يكون معلنا ليس بالضرورة أن يكون معلنا فهناك أشياء تتم من تحت الطاولة.

تسنيم : لقد قمتم بزيارة للجمهورية العربية السورية، برأيكم ما هي آخر التطورات التي أنجزها الجيش السوري وحلفاؤه؟

أعتقد أن الجيش العربي السوري استطاع خلال الفترة الماضية حسم كثير من القضايا وإنجاز انتصارات عديدة وحقيقة على الأرض، الجيش العربي السوري استطاع تأمين المواقع الرئيسية داخل العاصمة وتعمل قواته باستراتيجية جديدة ستدرس في الحروب مع الجماعات التكفيريه، في الغالب الجيش يطوق الأماكن التي يسيطر عليها المسلحين ويخلق ممرا آمنا ويطالب هذه الجماعات بالخروج الأمن هذا الخروج الآمن يعترض عليه البعض لكني أري أن هذه الاستراتيجية من أهم الاستراتيجيات في حروب العصابات وما يقوم به الجيش العربي السوري سيدرس في كبريات المعاهد العسكرية في العالم تحت عنوان كيف تتعامل الجيوش النظامية مع الجماعات المسلحة على الأرض عبر تطبيق استراتيجية تطويق المكان ثم فتح ممر آمن للمسلحين وهذا المسلك تعترض عليه الكثير من القوى الدولية وبالخصوص الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاءها حيث يرفض هؤلاء هذه المصالحات ووجدوا أن هذه المصالحات والخروج الأمن لهذه الجماعات الإرهابية يؤثر على وضعهم كما يحدث الآن في حلب فالجيش السوري يطوق حلب بشكل حقيقي ويرسل للمسلحين رسائل بالخروج الآمن، هذا التكتيك الهائل يتم تنفيذه في المناطق التي يتم فيها خنق المسلحين فيضطر المسلحين إلى الاستسلام  أو يكون المصير التعرض لنيران الجيش عبر دك حصون هذه الجماعات التكفيرية هذا هو الجديد على ساحة القتال، أما علي الساحة السياسية أعتقد ان القياده السورية تقود معركة سياسية في المحافل الدولية وتحرر فيها تقدما ملموسا وبنجاح شديد والدليل على هذا أن الولايات المتحدة الأمريكية قالت للروسي إنه لابد من وقف القتال في حلب فالجيش العربي السوري  ملتزم بتعليمات الرئيس بشار الأسد وقياداته العسكرية.

تسنيم: المنطقة العربية إلى أين تتجه؟

محمد سيد أحمد : المنطقة العربية لابد لها من التوحد خلف الجيش المصري والجيش العربي السوري لأنهم الضمانة الحقيقية والوحيدة لبقاء المشروع العربي وإجهاض المشروع الصهيو-أمريكي والذي يستهدف في الأساس النيل من الجيوش العربية وهو مشروع قديم يستهدف الثلاث جيوش "المصري ، العراقي ، السوري" وقد تم النيل بالفعل من الجيش العراقي بعد الغزو الأميركي للعراق في 2003 وبعد ذلك الربيع العربي المزعوم الذي تسبب في قيام الحرب على الجيشين السوري والمصري والنجاحات التي حققها الجيش المصري والجيش العربي السوري في هذه المعركة هو الذي حفظ للامه العربيه موقفها الصعب للغاية وعلى كل البلدان العربية مقاومة الإرهاب وإجهاض مشروع سايكس-بيكو الجديد والذي يستهدف تفتيت المنطقه على أسس عرقية ومنهجية وأعتقد أننا في لحظه فارقة إن مايقوم به الجيش السوري ليس فقط الدفاع عن سوريا إنه في الحقيقة دفاع عن الأمة العربية.

تسنيم  :كيف تلقيت جريمة قصف العزاء في اليمن؟

تلقيتها ببالغ الحزن والأسى وانا منذ اللحظة الأولى داعم للشعب اليمني وأرى أن التدخل السعودي وقوات التحالف السعوديه التي تخوض حربا غير مشروعة وظالمة ضد الشعب  اليمني إنما هي حرب بالوكالة لصالح الأمريكي والصهيوني فالأخيرين هما الطرف الأصيل في هذه الحرب، منذ عام يتم قصف الشعب اليمني الأعزل وتتم إبادته،إن قصف عزاء آل الرويشان جريمة في حق الإنسانية فما حدث من حرق 700مواطن أثناء أدائهم لواجب العزاء لهو جريمه ضد الإنسانية لابد أن يحاسب عليها السعودي ومن يدعم السعودي في هذه الحرب .

تسنيم : هل إقدامهم على هذه الجريمة رد فعل للانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري؟

المستهدف من هذه الحرب هي الأمة العربية ونجاحات الجيش السوري تلقى بظلالها على المشروع بأكمله سواء في اليمن أو في ليبيا أو لبنان أو مصر وأعتقد أن الخيارات أمام الأمريكي والصهيوني مفتوحة للنيل من انتصارات الجيش العربي السوري والجيش المصري.

تسنيم : بقراءتكم للمشهد السوري هل شارفت سوريا على إحباط مؤامرة تقسيمها؟

 أعتقد أن سوريا في الخمس دقائق الأخيرة من هذه المعركة، سوريا استطاعت أن تكسب المعركه على المستويين الميداني والسياسي فعلى المستوى الميداني فإن نجاحات الجيش العربي السوري وحلفاؤه عبر تجفيف منابع الإرهاب على الأرض السورية و الولايات المتحدة الأمريكية تصرخ من نجاحات الجيش العربي السوري وإنجازاته على الأرض خصوصا في حلب، إن مشروع المؤامرة قد تم إجهاضه بالفعل ليس هذا وفقط بل تم أيضا إجهاض محاولات تمرير المشروع الفرنسي في مجلس الأمن وهذا دليل على أن الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها قد هزموا على المستوى السياسي  وسوريا قد استطاعت خلال الفترة الماضية تحقيق نجاحات نوعية في مجال تحقيق الأمن والاستقرار داخل الشارع السوري هذا هو المهم على نحو أدى لرفع الروح المعنوية للشارع السوري فعندما تمشي في شوارع سوريا تجد هناك دولة حاضرة ، ومواطن يعيش رغم أن هناك قذائف وكذا التفجيرات التي تحدث من قبل الجماعات التكفيرية ورغم كل هذا فإن الحياة مستمرة وبقوة الشعب العربي السوري ستنقضي الخمس دقائق الأخيرة.

/انتهى/