تحرّك مصر الأقليمي مرتكز إلى ثوابتها، وهو وفق ما يحقق مصلحة مصر والوطن العربي

تحرّک مصر الأقلیمی مرتکز إلى ثوابتها، وهو وفق ما یحقق مصلحة مصر والوطن العربی

مصر - تسنيم: لم تجد السعودية من سبيل أمامها لتفرض نفسها دولة أقليمية وازنة وذات تأثير دولي إلا من خلال تفتيت المنطقة وتدمير الدول وتنفيذ الأجندة الصهيونية للأمة العربية والإسلامية، لتحظى بما تصبو إليه من مكانة بين الدول.

وسعيا منها في تحقيق مآربها عاثت فساداً في العديد من الدول العربية، خاصة سوريا التي اشرفت الحرب فيها على عامها السادس، والسعودية ترفض ايقاف القتل والوصول الى تسوية وحل سياسي.

مصر التي تهدَّدَ أمنها القومي جرّاء الإرهاب المدعوم والممول سعوديا في سوريا، ووصلت الخلايا إلى أرض الكنانة وبدأت بتنفيذ عملياتها الإرهابية ضد الجيش والشعب والمصالح القومية للبلد، والآن مصر خارجة من ثورة وانقلاب وتبدلات استراتيجية في سياساتها وعلاقاتها، ولأن سوريا بالنسبة لمصر هي عمق عربي وقومي وأمني، كان لا بد لها من التنبه كثيرا قبل أي موقف ستتخذه، لأنه يحسب عليها بميزان الذهب.

فبين طموح الحكومة المصرية الحالية للخروج من الأزمات الاقتصادية، او الاضرار بأمنها القومي، كانت تدرس كل خطوة على حدى، وبميزان الربح والخسارة.

أخيرا، وبعد التطورات الخطيرة على المستوى الأمني والجيوسياسي في المنطقة، ومعاندة السعودية في ايقاف الحرب السورية واستمرار دعم الارهاب، وبعد طرح مشروع قرار روسي في مجلس الأمن ينص على وقف اطلاق النار والبدء بالحل السياسي، كان لا بد لمصر إلا ان تكون مع هكذا مشروع لما فيه من مصلحة لها، أمنيا واجتماعيا وغير ذلك.

وما إن نطق مندوب مصر بكلمة التأييد لمشروع القرار الروسي، حتى كان المندوب السعودي يسارع للخروج عن اللياقات الدبلوماسية، والرد على مصر بكلام لا يليق بخطاب الدول.

وتزامناً مع هذا فتح الإعلام السعودي والقطري منابرهم لشتم مصر، وكيل الاتهامات لها، وتذكيرها بمنحهم المالية ومشاريعهم الاقتصادية.

واستقراءً للمشهد كان لوكالة تسنيم الدولية للأنباء حديثاً مع وزير الخارجية المصري الأسبق ورئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب المصري محمد العرابي الذي كان له تصريح للاعلام المصري، في نفس يوم تصويت مصر لصالح القرار الروسي، والهجمة الخليجية على مصر، قال فيه "تصويت مصر لصالح القرار الروسي في مجلس الأمن بشأن سوريا، يعبر عن موقف مصر الثابت منذ اندلاع الأزمة السورية"، مشدداً على أن موقف مصر واضح من الأزمة السورية، الدولة والشعب السوري خط أحمر ".

وحول تعليقه على التوتر الحاصل الآن في العلاقات المصرية السعودية اكد محمد العرابي أن المواقف بين البلدين ثابتة ومعروفة لكلا الجانبين منذ البداية ، والأمر لا يعد مفاجئا للجانب السعودي، وللأسف نحن دخلنا في مهاترات وأنا لا أوافق على ذلك ، أما بخصوص حالة التراشق الإعلامي بين البلدين فإني أدعو العقلاء من الجانبين التوقف فورا عن مثل هذه الأمور.

تسنيم : ما رؤيتكم لمستقبل العلاقات بين البلدين؟

العرابي : الرباط بين مصر والسعودية لا يمكن أن ينفصم إذ توجد بين البلدين روابط تاريخية واستراتيجية حالة وآجلة وذلك نتاجا طبيعيا للأخطار المحدقة بالعالم العربي كله وبالتالي من الصعب حدوث تباعد مصري سعودي لأن التباعد ليس في مصلحة البلدين وليس في مصلحة الأمن القومي العربي في العموم ولا أعتقد أن يرتقي هذا التراشق الإعلامي بين البلدين ليصبح على المستوى الرسمي .

تسنيم: هل يمكن أن نشهد في القريب العاجل تغيرا في خارطة التحالفات الإقليمية بين مصر ودول الإقليم؟

العرابي : لا يوجد تحالف بين أي قوي في العالم يطرأ بشكل مفاجئ ورغم أن التغيرات في المنطقة تجري بوتيرة متسارعة جدا، إلا أن مصر تتحرك دوليا وإقليميا انطلاقا من مبادئها الثابتة، وموقفها ثابت في بعض التحالفات، فلو كان هناك تقارب مع بعض الجهات الإقليمية وتباعد مع البعض الآخر فإن هذا يستهدف تحقيق مصلحة مصر في الأساس ومصلحة الوطن العربي.

/انتهى/

أهم الأخبار حوارات و المقالات
عناوين مختارة