محافظة خراسان رضوي أرض التراث والحضارات وموقوفات المرحوم "عباس قلي خان" خير شاهد على ذلك+ صور


محافظة خراسان رضوي تضم في أكنافها أماكن تراثية عريقة تضرب بجذورها في شتى العصور ومعالمها الأثرية روعة في الفن المعماري الأصيل الذي لا نظير له في العالم، ومدرسة المرحوم عباس قلي خان شاملو ما زالت مناراً للعلم والمعرفة وموقوفاته تتعدى نطاق الجمهورية الإسلامية والكثير منها اليوم جزء من الحدود الجغرافية لدولة أفغانستان.

خاص بوكالة تسنيم الدولية للأنباء -هذا التقرير هو من سلسلة التقارير الخاصة بوكالة تسنيم الدولية للأنباء حول أجمل المعالم الأثرية والأماكن السياحية والدينية في إيران والتي تستقطب سنوياً الملايين من السائحين والزائرين المحليين والأجانب، وهناك الكثير من المناطق التي ما زالت بكراً ولم تشيد فيها مواقع خاصة لتقديم خدمات سياحية لكن يمكن للمتكتشفين ومحبي الطبيعة شد الرحال إليها لاستطلاع معالمها عن كثب والتلذذ بمناظرها الطبيعية والجغرافية الفريدة من نوعها، وإيران هي واحدة من البلدان الأكثر أماناً في العالم وجميع السائحين والزائرين يمضون أوقات ممتعة في أجواء آمنة حين يقصدونها كما أن نفقاتهم المالية أقل بكثير مما ينفقونه فيما لو قصدوا أي بلد سياحي آخر، لذلك فإن أعدادهم تتزايد عاماً بعد عام.

محافظة خراسان رضوي بمركزية مدينة مشهد المقدسة تزخر بالمعالم الأثرية التي تضرب بجذورها في شتى الحقب التأريخية، ولا ريب في أن العتبة الرضوية المقدسة تعد أهم وأعظم معلم أثري ديني في هذه المدينة حيث يقصده في كل يوم الآلاف من الزائرين الوافدين من الجمهورية الإسلامية ومختلف أصقاع العالم.

* مدرسة عباس قلي خان شاملو

مدرسة عباس قلي خان شاملو تقع في شارع نواب وقد تم تشييدها قبل أكثر من 360 عاماً وقد سميت باسم مؤسسها الذي كان محافظ خراسان آنذاك ومنذ تلك الآونة كانت تستقطب طلاب العلوم الدينة ليتخرج منها علماء بارزون.

شارع نواب الذي تقع فيه هذه المدرسة مزدحم بالزائرين نظراً لقربه من مرقد الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) ولكن بعد اجتياز بوابة هذه المدرسة والدخول فيها تلاشى كل تلك الضجة ويسود الهدوء بين تلك الأشجار والمساحات الخضراء في باحتها الواسعة.

الفن المعماري الذي تم تشييد هذه المدرسة العريقة على أساسه هو فن فريد من نوعه ويبهر أعين الناظرين، حيث تستقر بوابتها تحت إيوان كبير مزخرف بشتى أنواع الزخارف التي تعكس فن العمارة الإيراني وتحيط به نقوش الفسيفساء الرائعة والمقرنسات الجميلة.

* أصالة أسرة شاملو التي ينحدر منها مؤسس هذه المدرسة

يتولى الإشراف على هذه المدرسة في عصرنا الراهن مرتضى خان سبهري شاملو حفيد عباس قلي خان شاملو مؤسس هذه المدرسة، وقد صرح لموفد وكالة تسنيم الدولية للأنباء قائلاً: جميع أهالي مشهد يعرفون جدي عباس قلي خان وأشعاره مشهورة بينهم، وأرجو أن يتعرفوا على شخصيته الفذة أكثر، وأسرتنا - أسرة شاملو - تنحدر من أصول تركية أناضولية وقد تشرفوا بالدين الإسلامي الحنيف في أواخر القرن الرابع الهجر.
وأضاف: قبل تأسيس الحكومة الصفوية عرفت أسرة شاملو باسم "عزل باش" وقد أسسوا النواة الأولى للحكومة آنذاك وكان لهم دور مؤثر في هذا الصدد فتصدوا لأهم المناصب الإدارية والسياسية في البلاد ومن ثم ناسبوا الأسرة الصفوية.

وأكد على أن أسرة شاملو تولت زمام الحكم لمدة 74 عاماً في عهد الملك طهماسب وقد نالوا احترام واهتمام الأسرة الصفوية ولا سيما الملك إسماعيل الصفوي الثاني الذي ترعرع في طفولته في أكناف هذه الأسرة العريقة.

السيد مرتضى خان سبهري شاملو هو الحفيد السابع لعباس قلي خان وقد أعرب عن أهمية هذه المدرسة علمياً وتراثياً وقال: مساحة هذه المدرسة تبلغ 3200 متر مربع وفيها 92 غرفة ويدرس فيها اليوم 200 طالب من طلاب العلوم الدينية وهم في الحقيقة خريجون من الجامعات الأكاديمية في مختلف التخصصات العلمية، وتجدر الإشارة إلى أن عقد الوقف لهذه المدرسة دون فيه أن كل غرفة تخصص لطالب واحد فقط لكي يتمكن من الانقطاع للدراسة بأفضل شكل وأداء عباداته بانقطاع إلى الله عز وجل براحة وطمأنينة.

* موقوفات عباس قلي خان في دولة أفغانستان

وأضاف السيد مرتضى خان سبهري شاملو قائلاً: أسرتنا اليوم تدير 2 بالمئة فقط من مجمل موقوفات جدنا المرحوم عباس قلي خان وفي مدينة مشهد بالتحديد، ولكن هناك موقوفات في خارج المدينة وقد تلاشى بعضها ولكن ما يقارب 40 بالمئة من موقوفاته اليوم تقع ضمن الحدود الجغرافية لدولة أفغانستان وفي مدينة هرات بالتحديد ونحن اليوم نسعى إلى إحياء هذه الموقوفات.

وأكد على أن موقوفات المرحوم عباس قلي خان كثيرة للغاية وفيها حدائق كبيرة وبنايات قديمة وحتى أزقة وقرى بأكملها ومن ضمنا قرية باسم شاملو، وأما عمر المدرسة فهو عدة قرون وقد كانت وما زالت مناراً للعلم والمعرفة.

/انتهى/