تنظيم بيت المقدس في سيناء مرتبط حالياً بداعش

كامب ديفيد "،  مفتاح كل خراب ، تسببت بنودها في تحييد سيناء وتخريبها، وانحسر بسببها سلطان الدولة المصرية عن شبه الجزيرة التي ارتوت بدماء الشهداء من القوات المسلحة المصرية،  والفدائيين المجاهدين من المدنيين الذين استبسلوا في قتالهم للعدو الصهيوني في حروب الاستنزاف،  واقتصار إدارة الملف على عناصر استخباراتية وشرطية ينسقون مع مكتب روما،  الذي يدير قوات السلام في سيناء ، في ظل غياب كامل لروافد التنمية الأخرى، ضعفت إمكانيات الدولة وتجاهلت تعمير سيناء التي كان يسيطر عليها الصهيوني وما لاقاه أهلها من معاناة من الإسرائيلي، مشكلات اقتصادية واجتماعية وأمنية صحراء قاسية، لا تنبت إلا المخدرات، وأشجار الزيتون شاهدة على سلام تأبى يوما أغصانها أن تكون شعارا له ، هاربون من العدالة ، باحثون عن أكل عيشهم، مصدر رزق بعضهم الأنفاق الممتدة بين سيناء وغزة، يوم عيد إذا كانت نهاية نفق بدايته غزة هو غرفة نومه أو حديقة منزلة ، وكالعادة يتسلل الإرهاب عند انحسار دور الدولة يتخللون الفراغات الأمنية ويستغلون الفقر والحاجة وربما يلعبون على عواطف من تورط في تهريب السلاح أو المخدرات فسقط قتيلا نجله أو والده بيد حرس الحدود، الجماعات الإرهابية في سيناء " تنظيم أنصار بيت المقدس"  التاريخ، الجغرافيا، التمويل، والأفكار، علاقته بداعش واسرائيل وجماعة الإخوان، نقاط الحوار الذي أجراه مراسل وكالة "تسنيم" في مصر مع الباحث والمتخصص في شؤون الجماعات المسلحة ماهر فرغلي.

تسنيم : ما هي الجذور التاريخية للإرهاب في شبه جزيرة سيناء ؟

فرغلي : الإرهاب بداياته قديمة في سيناء ، لكن إن كنت تقصد العمليات الإرهابية المسلحة في سيناء ، فإنها بدأت فى العام 2004، وذلك حينما قام تنظيم "التوحيد والجهاد" وهو الأصل التاريخي لجماعة "أنصار بيت المقدس"  بأولى عملياته ، وهى تفجير فندق طابا ، وكان قائد التنظيم في ذلك الحين طبيب الأسنان "خالد مساعد"  ، وبعد هذا التفجير توالت عمليات التنظيم ، وازدادت وتيرة عملياته الإرهابية بعد أن تولى قيادة التنظيم "خميس الملاخى"  و "سالم الشنوب" ، فقامت الحكومة المصرية بقتل واعتقال أكثر من ألف شخص من سيناء بعد هذه العمليات ، هؤلاء المعتقلين خرجوا من سجنهم حاملين لأفكار جماعة التوقف والتبين ، وذلك بعد أن التقوا داخل السجن بجماعة "الناجون من النار" ، وحينما خرجوا من السجون ، نشروا هذا الفكر الذى أوصلنا إلى هذا الحال بسيناء.

تسنيم : ما هو الأصل التاريخي لتنظيم أنصار بيت المقدس وهل هو تنظيم واحد أم ائتلاف مكون من عدة تنظيمات؟

فرغلي : تنظيم بيت المقدس ببنيانه الحالي ، أعلن عن إنشائه رسميًا في العام 2011 ، وكانت أولي عملياته هي تفجير خط الغاز الواصل بين مصر والأردن وإسرائيل ، حينما هلل أتباع السلفية الجهادية في ميدان التحرير للعملية ، بعدها تحول التنظيم لمواجهة القوات المسلحة والشرطة المدنية ، وكما ذكرنا فإن الأصل التاريخي لتنظيم "أنصار بيت المقدس" ، هو تنظيم "التوحيد والجهاد"  ، إلا أن "توفيق فريج زيادة" هو المؤسس الحقيقي للتنظيم في مرحلته الثانية ، وهو الذي أطلق عليه "بيت المقدس" ، وجمع فيه بعض أهالي سيناء ، وبعض أعضاء السلفية الجهادية من قطاع غزة بعد أن هربوا منها بسبب ضغوط حركة حماس عليهم .

تسنيم : ما هي علاقة تنظيم بيت المقدس بداعش حاليا والقاعدة من قبل؟

فرغلي : لا فروق كثيرة في ذهنية عناصر تنظيم "أنصار بيت المقدس" بين تنظيمي "القاعدة وداعش" ، فكلا التنظيمين كانا تنظيمًا واحدًا من ذي قبل ، لذا فقد كان "بيت المقدس" تابعاً لتنظيم "القاعدة" ، إلا أن "أبو بكر البغدادى" حينما أعلن دولة الخلافة حدث صراع داخلى في شتى أجنحة التنظيم ، وكان الخلاف يرتبط ارتباطا وثيقا وبشكل كبير بالدعم المادى ، وعنصر الدعم المعنوي ، وكان "بيت المقدس" في حاجة للدعاية الجاذبة لتنظيم "داعش" ، فقرروا البيعة ، فاختلفوا ، ورفض هشام عشماوى ذلك ، فأعلن عن إنشائه لجماعة (المرابطون).

تسنيم : هل يوجد ترابط تنظيمي بين تنظيمي "داعش" و"بيت المقدس" في سيناء؟

فرغلي : هذا السؤال شائك وإجابته أكثر ، لأننا لو قلنا بوجود رباط فهذا ما يريده الغرب،  أن نربط بين التنظيمين ، ليكون ذلك مبررا للتدخل الغربي في مصر بحجة القضاء على فرع تنظيم داعش بسيناء ، وإذا لم نقل بوجود رباط بين التنظيمين لخدعنا الناس ، فالتنظيمين مترابطين بشكل كبير، وليس هناك دليل على هذا أبلغ من إطلاق تنظيم بيت المقدس على نفسه (ولاية سيناء) وذلك بعد أن بايعوا البغدادى ، والبغدادى هو من يعين أمير التنظيم في سيناء، وهو من يقدم له الدعم.

تسنيم : ماهي أدبيات تنظيم أنصار بيت المقدس ومن هم آبائه الروحيين؟

فرغلي : أدبيات "تنظيم أنصار بيت المقدس" ،  هي كل أدبيات تنظيم القاعدة ، ومن بعدها تنظيم الدولة ، ومشايخ السلفية الجهادية، وهم الآباء الروحيين للتنظيم ، بما فيهم كبار مشايخ السلفية الوهابية ، وسيد قطب ، وأبو محمد المقدسي ، وأبو قتادة وغيرهما ، ولا توجد للتنظيم أدبيات خاصة به .

تسنيم : ما هي مصادر تمويل التنظيم بالأموال في سيناء وما هي روافد حصوله على السلاح ؟

فرغلي : هناك داعمون محليون ، وبيئة حاضنة في الداخل السيناوي ، يدعمونه بالأموال ويقدمون له الدعم اللوجستي ، فضلاً عما يأتيه من دعم خارجى ، من قبل عناصر التنظيم في بعض الدول العربية ، وللعلم التنظيم استغل فترة الثورة والفراغ الأمني ، وخزن أسلحة كثيرة اشتراها من ليبيا بعد تفكك جيشها ، فضلاً عن تحالفه غير المعلن مع الهاربين وتجار السلاح بسيناء المطلوبين للعدالة .

تسنيم : هل هناك دول تقف وراء هذا التنظيم؟

فرغلي : أعتقد أن هناك بعض الدول تستفيد من هذا الوضع ، لكنها لا تقدم الدعم المباشر للتنظيم ، فهذا صعب جدا ، ودعمهم يتم عبر أفراد وجماعات أخرى .

تسنيم : هل لجماعة الإخوان المسلمين علاقة فكرية أو تنظيمية بجماعة بيت المقدس؟

فرغلي : لا توجد علاقة فكرية بين الإخوان وهذا التنظيم، فتنظيم بيت المقدس أطلق عدة بيانات لتكفير الإخوان ، ومشكلة الإخوان فقط ، انها تسوى بينه وبين النظام المصرى، ولا تستنكر أفعاله مطلقًا .

تسنيم : هل لإسرائيل دور ما معلوماتي أو تمويلي لبيت المقدس؟

فرغلي : من المؤكد أن إسرائيل تراقب التنظيم ، وحاولت اختراقه أكثر من مرة ، مثل العملية (شيكما) ، ورد التنظيم بعد ضعف ذلك على قتل إبراهيم عويضة ، وقد حاولت إسرائيل اختراق التنظيم واستغلاله ، وأعتقد أنها فشلت.

تسنيم : هل المواجهة العسكرية وحدها كفيلة بالقضاء على هذا التنظيم؟

فرغلي : كلا مطلقاً ، لا بد أن تكون هناك مقاربات كثيرة لحل المشكلة المتعددة الروافض أمنية، واقتصادية، وتنموية، وثقافية، ودينية، وهذا لا بد أن تتضافر فيه كل شرائح الدولة ، وأن تتعاون فيه كل المؤسسات .

تسنيم : ما هو الفكر المشترك الذي تحمله جميع التنظيمات الإرهابية التكفيرية المنتشرة في ربوع العالم؟

فرغلي : الفكر المتفق عليه ، هو "تكفير الحكام" و "أعوان الحاكم" و "قتال الطائفة الممتنعة"  و "تكفير الشيعة" ، فهناك قواعد مشتركة، فالسلفية العالمية تتفق في جميع الأصول ، أما الفروع، وهى "التربية"  و "التصفية" ، ثم ما يطلقون عليه "التصفية" ، يختلفون فيها .

/انتهي/