ما حدث في الفلوجة لن يتكرر في الموصل لو ترك العراقيون وشأنهم

ما حدث فی الفلوجة لن یتکرر فی الموصل لو ترک العراقیون وشأنهم

التقى مراسل وكالة تسنيم الدولية للأنباء بالسيد حسن كاظمي قمي سفير الجمهورية الإسلامية السابق في بغداد، تمحور حول العمليات العسكرية الجارية في محافظة نينوى حيث أكد على أن إرهابيي داعش سوف لن يتمكنوا من الفرار فيما لو لم يتدخل الأمريكان ويمدوا يد العون للارهابيين كما حدث في الفلوجة.

وأشار السفير الإيراني السابق في العراق السيد حسن كاظمي قمي إلى العمليات العسكرية الجارية في محافظة نينوى لتحرير مدينة الموصل من دنس إرهابيي داعش وانتقد مزاعم الساسة والخبراء العسكريين الأمريكان الذين طالما أكدوا على أن عمليات تحرير الموصل ستدوم مدة طويلة لا أحد يعرف أمدها، لذلك دعاهم إلى ترك العراقيين وشأنهم لتحرير أراضيهم وإنقاذ شعبهم فقال: لقد تم التخطيط لتحرير مدينة الموصل من قبل خبراء عسكريين عراقيين، وخلافاً لرغبة ساسة البيت الأبيض فالقيادة والإشراف أيضاً عراقية مئة بالمئة ناهيك عن أن جميع القوات المشاركة هي عراقية أيضاً وبما فيها قوات الجيش والشرطة الاتحادية والبيشمركة والحشد الشعبي.

العراق في غنى عن القوات الأجنبية

وتطرق السفير الإيراني السابق في العراق إلى التحذيرات التي أطلقها رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بصفته القائد العام للقوات المسلحة وصرح قائلاً: أعلن السيد العبادي بأن القوات العراقية ليست بحاجة إلى أية قوات أجنبية في العمليات العسكرية البرية في محافظة نينوى، وهذه رسالة واضحة للأمريكان والأتراك ودليل واضح على تنامي الامكانيات الدفاعية للقوات العراقية وقدرتها على القيام بعمليات عسكرية بشكل مستقل دون الحاجة إلى أية قوات غير عراقية.

ونوه السيد حسن كاظمي قمي إلى المساعي الأمريكية الفاشلة للتدخل في عمليات تحرير الموصل وأضاف: حاول الأمريكان حشر أنفسهم في هذه العمليات الهامة وتسجيل الإنجازات التي تحدث باسمهم كما عارضوا تدخل قوات الحشد الشعبي التي تمثل جميع مكونات وأطياف الشعب العراقي، إلا أن الحكومة العراقية رفضت هذه المواقف وتجاهلتها بالكامل بحيث جعلت قيادة العمليات عراقية مئة بالمئة وسمحت لقوات الحشد الشعبي بالمشاركة الفاعلة فيها.

عمليات الموصل فندت مزاعم الأمريكان

وفي السياق ذاته أضاف قائلاً: من السخرية أن الساسة والخبراء العسكريين الأمريكان طالما حاولوا إيهام الرأي العام بزعم أن عمليات تحرير الموصل ستدوم مدة طويلة معتبراً أن هذه التصريحات مجرد هواء في شبك ولا تمت بصلة لما يجري اليوم في محافظة نينوى ذات المساحة الشاسعة، إذ قرر العراقيون بأن يخططوا لهذه العمليات وينجزوها بأنفسهم دون الحاجة إلى أي مسؤول أو خبير أمريكي، لذا لا نجد اليوم أي دور للأمريكان في هذه العمليات الهامة كما أنهم التزموا جانب الصمت حيال السرعة الفائقة في عمليات التحرير والتي فندت كل مزاعمهم الواهية التي كانوا يطلقونها بكل ثقة سابقاً.

وأكد السفير الإيراني السابق في بغداد على أن الأمريكان يرومون من هكذا تصريحات إيهام الرأي العام العالمي وفي الحين ذاته إرغام الحكومة العراقية على إيكال عمليات التحرير لهم، إذ إنهم دائماً ما يتصيدون في الماء العكر ويستغلون كل أزمة لصالحهم ولا يتوانون عن جهد لتسجيل كل إنجاز باسمهم، وهذا الأمر قد بدا جلياً في عمليات تحرير الموصل قبل انطلاقها حيث حاولوا تجييرها لمصالح انتخابية لأنها مادة دسمة تندرج ضمن ما يسمى بعمليات مكافحة الإرهاب التي يقودها التحالف الأمريكي.

كما اعتبر السيد كاظمي قمي أن ساسة البيت الأبيض يريدون تثبيت موطئ قدم لهم في جميع مناطق الشرق الأوسط ويعملون على إدارة الأزمات وفق طموحاتهم ومصالحهم الخاصة متجاهلين مصالح الشعوب التي تعاني من دنس الإرهابي الوهابي التكفيري.

عمليات تحرير الموصل فريدة من نوعها

وبالنسبة إلى المدة الزمنية المتوقعة لإتمام عمليات تحرير جميع أرجاء محافظة نينوى، صرح بالقول: عمليات تحرير الموصل تعتبر عمليات فريدة من نوعها، فهي تجري بنسق متوازن ولها أبعادها العسكرية والأمنية والاستخبارية الخاصة بها نظراً لتعقيد ساحات القتال والفعاليات العسكرية فيها، حيث احتل الإرهابيون التكفيريون مناطق شاسعة ذات كثافة سكانية كبيرة، وعلى هذا الأساس فقد بادروا إلى اتخاذ المواطنين الأبرياء كدروع بشرية الأمر الذي يقلق القيادة العراقية.

وأشار هذا الخبير في شؤون غرب آسيا إلى أن الموصل خضعت لسيطرة إرهابيي داعش لمدة تفوق السنتين والنصف، وقال: من المؤكد بأنهم طوال هذه الفترة قد عززوا مواقعهم الدفاعية وجهزوا أنفسهم بشتى الدفاعات العسكرية كالسواتر والخنادق والأنفاق وتلغيم جميع الأماكن وزرع العبوات الناسفة في كل مكان مما يجعل العمليات العسكرية تسير ببطء بعض الشيء، وما يزيد من تعقيد هذه العمليات الواسعة أنهم جعلوا المواطنين الموصليين كحوائط صد تصونهم من هجمات القوات العراقية بمختلف مكوناتها.

وأكد على أن هذه العمليات تختلف في خططها عما جرى في الفلوجة التي تمكن الأمريكان فيها من فتح ممرات آمنة للإرهابيين كي يفروا منها، لكن العراقيين اليوم شنوا هجوماً من أربعة محاور بغية قطع الطريق على الدواعش وعدم السماح لهم بالفرار إلى مناطق أخرى ولا سيما سوريا، لذا لو ترك العراقيون وشأنهم ولم يتدخل الأمريكان وحلفاؤهم في المنطقة سوف لا ينجو الدواعش من قبضة القوات العراقية كما حدث في الفلوجة حينما فرت أعداد كبيرة منهم إلى بلدان الجوار بمعونة أمريكية وإقليمية.

/ انتهى/

أهم الأخبار حوارات و المقالات
عناوين مختارة