99 عاماً على "وعد بلفور" : الفلسطينيون أكثر تشبثاً بوطنهم وإيماناً بالمقاومة كسبيل للتحرير

99 عاماً على "وعد بلفور" : الفلسطینیون أکثر تشبثاً بوطنهم وإیماناً بالمقاومة کسبیل للتحریر

غزة-تسنيم: يستحضر الشعب الفلسطيني على امتداد تواجده الجغرافي داخل الوطن السليب، وفي مخيمات اللجوء خارجه -بحسرة وغضب- قائمة طويلة من النكبات والمآسي التي صنعها "وعد بلفور" المشؤوم؛ ذاك الوعد الذي تمر ذكراه المئوية ، وأصحاب الحق المغتصب في أسوأ أحوالهم، بينما المحتل الذي صار له كياناً بقوة البطش والتنكيل يزداد تغولاً ووحشية ضد البشر والشجر والحجر في هذه الأرض.

وفي هذه المناسبة أكد القيادي في حركة "الجهاد الإسلامي" أحمد المدلل أن الرسالة الأهم من إحياء هذه المناسبة الحزينة هي إبراز تمسك الشعب الفلسطيني بحقه في العودة إلى دياره التي هُجّر منها قبل عقود.

وفي حديث لمراسل وكالة تسنيم الدولية للأنباء، نبّه "المدلل" إلى أن أساس النكبات التي يحييها الفلسطينيون طيلة السنوات الماضية، فضلاً عن المصائب والأزمات التي تلاحقه، مرده إلى الوعد البريطاني المجحف الذي سلب الأرض وخيراتها ، وأعطاها من دون وجه حق إلى المستعمرين الأغراب.

وشدد القيادي في "الجهاد" على أن لا سبيل لاستعادة الأرض والمقدسات سوى المضي قدماً في طريق المقاومة الذي أثبت نجاعته في ردع العدو ، وكبح جماح مخططاته التوسعية.

وتابع القول، :" قرن من الزمن مرّ على الوعد الظالم ، وخلال تلك الأعوام حاول المحتل وأعوانه بكل ما أوتوا من قوة أن يجعلوا باطلهم حقاً لكنهم لم يفلحوا في ذلك ، ونحن نؤكد أنهم لن يصلوا إلى هذا الهدف ، ورهاننا كان وما يزال على وعي شعبنا المقاوم ، وإيمانه بحتمية النصر".

ومن ناحيته قال عضو المكتب السياسي لـ"حزب الشعب" وليد العوض، :"إن هذه الذكرى الأليمة تعيد مجدداً تسليط الضوء باتجاه المسؤولية الكاملة التي تتحملها بريطانيا عن هذا الوعد، وما ترتب عليه من ظلم وإجحاف بحق الفلسطينيين".

وأوضح "العوض" في حديثه لمراسل تسنيم، أن "المجتمع الدولي" يتحمل كذلك مسؤولية أخلاقية عن ما تعرض له شعبنا من نكران ومصادرة لحقوقه وعدوان متواصل ، وبأشكال مختلفة.

ومن جهته أكد مدير مكتب غزة‏ لدى ‏المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الاستراتيجية (مسارات)‏‏ صلاح عبد العاطي، أن بريطانيا تتحمل المسؤولية التاريخية والقانونية تجاه الانتهاكات الجسيمة التي يتعرض لها الفلسطينيون منذ مائة عام؛ الأمر الذي يستوجب تقديمها الاعتذار، والتكفير عن جريمتها من خلال الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره، وتعويضه عما لحق من جراء هذا الوعد.

ولفت "عبد العاطي"، إلى أن "وعد بلفور" غير شرعي من حيث الأصل انطلاقاً من أنه صادر عن جهة لا تملك حق التصرف في فلسطين، فضلاً عن أنه يخالف القانونين الدولي والإنساني اللذين حددا مرجعيات واضحة لتقرير مصير الشعوب.

وتجمع الشخصيات السياسية والفعاليات المجتمعية الفلسطينية على ضرورة أن تتعدد أشكال ووسائل مناهضة هذا الوعد البريطاني الظالم الذي تحضُر تبعاته القاسية في اليوميات الفلسطينية.

ويُظهر مسار النضال الوطني إدراك الفلسطينيين بأن الصراع مع المشروع والكيان الصهيونيين هو صراع وجودي، وأنه مهما طالت فصوله ، فإن النصر سيكون حليفاً لهم في نهاية المطاف برغم جسامة المؤامرة التي يتعرضون لها من القريب والبعيد.

/انتهى/

أهم الأخبار انتفاضة الاقصي
عناوين مختارة