هل طلبت أمريكا بدء معركة "تحرير الرقة" لخلط الأوراق في المنطقة؟

هل طلبت أمریکا بدء معرکة "تحریر الرقة" لخلط الأوراق فی المنطقة؟

دمشق – تسنيم :لم يكن إعلان قوات سوريا الديمقراطية عن بدء ما أسمته معركة "غضب الفرات" لتحرير مدينة الرقة السورية من تنظيم "داعش"، مجرد حدث عابر في سياق التطورات الميدانية، فالتوقيت الذي اختارته هذه القوات، يترك كثيرا من التساؤلات، خاصة أنه يتزامن مع إطلاق الجيش السوري معركة الحسم في حلب، والسيطرة على كامل المدينة.

القوات الكردية أصدرت بياناً أعلنت فيه عن بدء عملية تحرير الرقة مستبعدةً أي دور تركي في العملية  باعتبار أنها  لا تريد لأنقرة التدخل في الشأن السوري الداخلي على حد زعمها، إلا أن الشهبات تحوم حول كل تفصيل في هذه العملية.

يبدو أن اختيار القوات الكردية لهذا التوقيت الذي يسبق إعلان الجيش السوري وحلفائه عملية عسكرية حاسمة في حلب، جاء ليخلط أوراق الأزمة السورية من جديد، فالإدارة الأمريكية "الداعم والمحفز الأول لوحدات حماية الشعب الكردية"، تعي تماماً أن معركة حلب محسومة مسبقا لصالح الجيش السوري والروس، حيث تشير عشرات التقارير الغربية وخاصة الأمريكية أن معركة حسم حلب ستبدأ خلال أيام، وأن الرئيس بوتين سيصدر أوامره للقوات الجوية بعد الهدنة الأخيرة لإعادة تفعيل الغارات ضد مواقع الإرهابيين في مدينة حلب.

الأمر اللافت أيضاً في الإعلان الكردي عن معركة الرقة أنه جاء بالتوازي مع دخول القوات العراقية والحشد الشعبي إلى مدينة الموصل العراقية، ما يشير إلى واشنطن ترغب بالظهور على أنها المحارب الأول للإرهاب في المنطقة لذلك سارعت للإعلان عن المعركة ضد داعش قبل أن يعلن الجيش السوري بشكل رسمي عن معركته ضد الإرهابيين في حلب، وخاصة بعد الاتهامات الروسية الموجهة للادارة الأمريكية في أنها تستهدف المدنيين في الموصل، وأنها تعارض فصل "المعارضة المعتدلة" عن "جبهة النصرة" في حلب.

المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية كان قد أعلن قبل أيام أن بلاده ستبدأ معركة لتحرير مدينة الرقة السورية من داعش خلال أسبوعين، لكنه لم يصرح حينها بأن القوات الكردية هي من سيتولى الهجوم على التنظيم في الرقة، يضاف إلى ذلك أن الولايات المتحدة استبعدت أي دور تركي في عملية "تحرير الرقة"، نظرا للخلاف الحاد بين أنقرة والأكراد، حيث تعتبر تركيا وحدات الحماية الكردية عدوها الأول، وتصنفها كمنظمة إرهابية، وبالتالي فإن واشنطن لا تريد أي عامل قد يعيق تقدم الأكراد في الرقة، خاصة وأن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بدأ يستدير في الآونة الأخيرة نحو الروسي بعد أن كان على علاقة طيبة بالأمريكي.

بالإضافة إلى المعطيات السابقة، فإن الولايات المتحدة اﻷمريكية تعلم أن حسم الروس والجيش السوري لمعركة حلب لن يكون في صالحها على الإطلاق وسيسحب منها الورقة الأكبر عند أي تفاوض سياسي، لذلك كان لابد من افتعال تطور جديد يقلب المعادلة ويخلط الأوراق، إما لتأخير عملية الجيش السوري والحلفاء باتجاه حلب، أو لكسب ودّ الرأي العام الأمريكي الذي بات على أبواب الانتخابات الرئاسية، أو الظهور في مظهر المحارب الأول والوحيد للإرهاب في العالم أو للأسباب الثلاثة مجتمعة.

/انتهى/

أهم الأخبار حوارات و المقالات
عناوين مختارة