المعالم الأساسية لسياسة الرئيس الأمريكي الجديد تجاه ايران

المعالم الأساسیة لسیاسة الرئیس الأمریکی الجدید تجاه ایران

الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب انتقد خلال حملته الانتخابية الاتفاق النووي الذي أبرم بين الجمهورية الإسلامية والمجموعة السداسية وأكد على ضرورة إعادة النظر في مضمونه دون أن يذكر تفاصيل أكثر حول الموضوع أو أن يحدد موقفه النهائي قبال هذه الأزمة الدبلوماسية.

وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء أن الرئيس الأمريكي الجديد الذي سيحط رحاله في أروقة البيت الأبيض قريباً، قد تطرق إبان حملته الانتخابية مراراً للاتفاق النووي الذي أبرمته البلدان الستة مع الجمهورية الإسلامية، وأعرب عن عدم رضاه لما حصل وانتقد النتائج التي تمخضت المحادثات النووية وصرح بأنه سيدعو إلى محادثات جديدة وذلك من منطلق معارضته لما تم التوصل إليه.

خلال كلمة له في شهر آذار / مارس من العام الجاري اعتبر إيران بأنها أكثر البلدان دعماً للإرهاب في العالم ووعد الشعب الأمريكي بأنه إذا تصدى لمنصب رئاسة الجمهورية سوف يتصدى لعدم استقرار منطقة الشرق الأوسط وسيادة بعض البلدان فيها، لكنه لم يشر إلى تفاصيل أكثر حول برامجه المستقبلية.

وفي كلمة له ألقاها في بداية هذا العام قال: لعد أبرمنا اتفاقا مع إيران، وهذا هو اسوأ اتفاق شاهدته في حياتي، إنه فضيحة، بل إنه اتفاق مخجل ومخزٍ.

وابنه أريك أعلن في لقاء أجرته معه إحدى وسائل الإعلام بأن الاتفاق النووي مع طهران كان أحد الأسباب الرئيسية التي حفزت والده على الترشيح لمنصب رئاسة الجمهورية في الولايات المتحدة الأمريكية حيث اعتبر السلك الدبلوماسي في حكومة الرئيس الحالي باراك أوباما لم يكن يمتلك البراعة اللازمة في المحادثات المشار إليها.

ولكن على الرغم من هذا الموقف المتشدد الذي اتخذه دونالد ترامب إزاء المحادثات النووية وما تمخضت عنه، إلا أنه يعتبر أحد الدعاة إلى الحوار مع طهران في السنوات الماضية، ففي شهر كانون الأول / ديسمبر عام 2011 م صرح في لقاء أجرته معه قناة سي أن أن الأمريكية قائلاً: أنظروا، لا أحد من حكومة أوباما مستعد للحوار مع إيران، إن هذا البلد قد يكون إمبراطورية شيطانية ولكن المسؤولين فيه قد لا يكونون كذلك، لماذا لا نتحاور معهم ؟

والطريف أنه أعلن عن استعداده للحوار مع الرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد الذي وصفه بأنه تسبب في إظهار الوجه القبيح للولايات المتحدة الأمريكية في العالم، وأكد لوسائل الإعلام بأن عقم السياسة التي تنتهجها حكومة باراك أوباما قد يتسبب باندلاع حرب مع إيران، وهذه الحرب قد يتصورها باراك أوباما فرصة للاستحواذ على منصب الرئاسة من جديد.

في لقاء أجري معه عام 2015 م في قناة ان بي سي صرح بأن الاتفاق النووي مع طهران قد يسفر عن حدوث هولوكوست نووي، لذلك اعتبره أسوأ اتفاق في تأريخ الولايات المتحدة الأمريكية لأنه مهد الطريق للحكومة الإيرانية بأن تصنع سلاحاً نووياً، حيث أكد على فشل دبلوماسية أوباما في هذا المضمار وضعف مواقفه الاستراتيجية لكونه لم يشدد الحظر ضد الجمهورية الإسلامية ولم يعارض التجارة مع طهران وبيونغ يانغ، كما أكد ترامب على وجوب السعي لتحرير السجناء الأمريكان القابعين في السجون الإيرانية وعدم تحرير الأموال الإيرانية المجمدة في البنوك الأمريكية، ناهيك عن أنه دعا إلى اتخاذ مواقف أكثر صرامة إزاء إيران.

وفي شهر تموز / جولاي عام 2015 م قال في مقابلة مع قناة سي أن أن:  علينا مضاعفة الحظر المفروض على إيران ضعفين أو ثلاثة أضعاف لكي نجبر الإيرانيين على اللجوء إلينا.

وفي مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز صرح قائلاً: يجب علينا مضاعفة الحظر ضد إيران لتحقيق اتفاق أفضل.

ورغم كل ذلك، نجد تناقضاً في مواقفه، إذ في العديد من جلساته الدعائية للانتخابات الرئاسية أعرب عن عدم موافقته على الرأي القائل بضرورة تمزيق الاتفاقية التي أبرمت مع طهران، وأكد على أنه يشعر بغبطة حينما يتعامل مع الملفات المعقدة والمعاهدات السيئة، فحسب زعمه هناك من يهدم وهو يبني، لذا سوف يبذل قصارى جهوده لإجراء تعديلات مناسبة على جميع الاتفاقيات السيئة لكي تنصب في نهاية المطاف لمصلحة واشنطن.

/ انتهى /

أهم الأخبار حوارات و المقالات
عناوين مختارة