تصريحات الخبراء والمسؤولين لتسنيم حول انتخاب" ترامب"

تصریحات الخبراء والمسؤولین لتسنیم حول انتخاب" ترامب"

لو تابعنا قضية فوز دونالد ترامب بمنصب رئاسة الجمهورية على ضوء ما ذكرته أهم وسائل الإعلام الأمريكية، لوجدنا أن غالبية الخبراء والمحللين السياسيين قد أصيبوا بالذهول وعبروا عن نتائجها بأنها صدمة لم تكن متوقعة، ولكن ما هي آراء الخبراء والمسؤولين غير الأمريكان في هذا الصدد ؟

وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء أن فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة عصف بجيمع التوقعات وجعل الخبراء يتساءلون عن السبب في اعتماد الشعب الأمريكي على سياسة هذا الوافد الجديد إلى البيت الأبيض، في حين أن آخرين توقعوا حدوث تغييرات جذرية في السياسة الخارجية الأمريكية، ولأجل متابعة تفاصيل هذا الحدث غير المرتقب أجرى مراسلو وكالة تسنيم لقاءات خاصة مع العديد من الخبراء والمسؤولين في الجمهورية الإسلامية الإيرانية وفي مختلف البلدان في العالم، وفيما يلي نذكر جانباً من هذه اللقاءات:

- ناتالي جوليه: نائبة رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الأعيان الفرنسي

لقد صدم الجميع بفوز دونالد ترامب، فقد شهد التأريخ المعاصر للولايات المتحدة الأمريكية صراعاً انتخابياً محتدماً اكتنفه الخوف الشعبوية، والأمر الذي يدعو للقلق أكثر من أي شيء آخر هو مصير السياسة الخارجية الأمريكية في عهد حكومة هذا الرجل، إذ ليست لدينا تفاصيل كافية حول الموضوع وكل ما نعرفه يتمحور حول بعض التصريحات المجملة نستشف منها أن تختلف عما تبناه الرئيس الحالي باراك أوباما وهذا التغيير قد يلقي بظلاله على واقع العلاقات الأمريكية الإيرانية لكنه لا يغير شيئاً بالنسبة إلى علاقة واشنطن ببلدان الخليج الفارسي، لذلك أرجو أن يبادر الرئيس أوباما خلال الشهر ونصف الشهر من عمر حكومته بتفعيل الاتفاق النووي والمصادقة عليه بشكل لا يقدح به مستقبلاً.

- جوليان بيرغر: مديرة التحرير في القسم العالمي لصحيفة الغارديان

إنها حقاً صدمة قوية! فاستطلاعات الرأي أثبتت مدى سخط الطبقة الفقيرة ومتوسطة الدخل على نظام الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية، وبعد هذه الانتخابات سوف تدخل السياسة الخارجية الأمريكية أتون عالم مجهول، لذا نحن لا نمتلك معلومات كافية حول مستقبل السياسة الأمريكية ولكننا متأكدون بأن ما سيجري يختلف تماماً عما هو عليه الحال اليوم.

_ علي هاشم: مسؤول عن البث الإنترنيتي المباشر لقناة الميادين الخبرية، ومحلل سياسي في موقع إلمونيتور

باعتقادي أن أصوات الشعب الأمريكي لم تمنح لشخص دونالد ترامب، وإنما هي عبارة عن صرخة معارضة للتيار السياسي الحاكم في البيت الأبيض، فهذا الرجل ليس رئيساً مناسباً لدولة عظمى مثل الولايات المتحدة الأمريكية والتي تدير شؤون العالم بأسره كيفما تشاء، لذا لا بد لنا من انتظار أن يستوطن البيت الأبيض رئيس أمريكي من طراز جديد، فقد تمكن من الفوز بنتائج الانتخابات رغم تشكيك الكثير من وسائل الإعلام بمدى مصداقية تصريحاته وتحقير آرائه وأطروحاته، ولا أدري إلى أي مدى سيحترمه العالم بصفته رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية ؟ وأرجو بأن يغير وجهات نظره المتشددة ويؤسس حكومة أمريكية جديدة لا تعرض العالم للخطر، وإن قيل إن هذا الأمر غير متوقع نقول إن فوزه في الانتخابات لم يكن متوقعاً أيضاً.

- علي رضا مير يوسفي: رئيس قسم دراسات الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الإيرانية

لقد أكد قائد الثورة الإسلامية آية الله العظمى السيد الإمام علي الخامنئي (حفظه الله) في إحدى كلماته على ضرورة التحري عن التوجهات الفكرية للشعب الأمريكي، وأنا بدوري أعتقد بأن دونالد ترامب قد طرح إبان حملته الانتخابية مشاكل أبناء شعبه بشجاعة وصراحة دونما تعتيم يذكر، ولكن نرجو أن تبقى هذه الصراحة على حالها بعد إقامته في البيت الأبيض ويطبقها على صعيد السياستين الداخلية والخارجية على حد سواء ولا سيما على صعيد تعامله مع ملفات منطقة الشرق الأوسط، إذ إن الولايات المتحدة تفي بدور سلبي في هذه المنطقة أدى إلى تفاقم أزماتها بشكل كبير.

- إيلي غرانمايا: خبيرة بشؤون الشرق الأوسط في لجنة العلاقات الخارجية للاتحاد الأوروبي

غالبية الأوروبيين كانوا يتوقعون فوز المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، ولكن ما حدث عصف بكل هذه التوقعات لذلك بادر الحكام والمسؤولون الأوروبيون إلى الترحيب برئاسة دونالد ترامب ببرود وحذر بالغ، فأهم أمر يقلقهم يكمن في عدم التنبؤ بالقرارات التي قد تتخذها حكومة ترامب المقبلة في التعامل مع ملفات السياسة الخارجية ولا سيما على صعيد الأمن والدفاع وعلاقات واشنطن بحلف شمال الأطلسي " الناتو "، وهناك توقعات أيضاً بطروء تغييرات على واقع العلاقات الأمريكية الروسية.
ولا شك في أن فوز ترامب سوف يلقي بظلاله أيضاً على السياسة الداخلية للبلدان الأوروبية، فكل من ألمانيا وفرنسا ستشهدان انتخابات رئاسية في عام 2017 م ومن المحتمل أن يتولى التيار اليميني في هذين البلدين زمام الأمور؛ ومن ناحية أخرى نحن نتوقع بأن التقارب الروسي الأميريكي من شأنه توحيد وجهات النظر حول كيفية محاربة الإرهاب في العالم وبالأخص مواجهة تنظيم داعش الإرهابي.

وعلى الرغم من التصريحات النارية التي أطلقها دونالد ترامب تجاه الجمهورية الإسلامية الإيرانية إبان حملته الانتخابية، لكن ليس من المتوقع أن يبادر هذا الرئيس الجديد إلى القدح بما تم الاتفاق عليه بعد المحادثات النووية التي أجريت بين طهران والمجموعة السداسية.

- ستانيسلاف بريتشيان: مدير القسم التحليلي في مؤسسة الدراسات الشرقية الروسية

فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية سوف تؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر على العلاقات الدولية، إذ إن هذا الرجل وخلافاً لمنافسته هيلاري كلينتون، ذو تجربة سياسية ضحلة للغاية ناهيك عن لا يلتزم بالمواثيق التي يقطعها مع الآخرين، لذا أنا أتوقع حدوث برود نسبي في العلاقات الروسية الأمريكية إبان فترة رئاسته، وعلى الرغم من كل تلك التصريحات النارية التي أطلقها أثناء حملته الانتخابية بالنسبة إلى برامجه المتوقعى على صعيد السياسة الخارجية، إلا أنني على ثقة بأنه بعد يدخل في أروقة البيت الأبيض سوف يتورع عن تكرار هذه التصريحات وسيلتزم جانب الحذر إلى حد كبير، وبالتالي من الصعب بمكان التنبؤ حول ما ستؤول إليه السياسة الخارجية الأمريكية مستقبلاً.

- دياكو حسيني: خبير في العلاقات الدولية

أعتقد بأن أول رسالة حملتها هذه الانتخابات هي الإعلان بشكل صريح عن سوء أداء السياسة الأمريكية، فالأصوات الانتخابية قد دلت بوضوح على سخط الشعب الأمريكي على النظام الحاكم وذلك بعد أن انصبت لمصلحة شخص وعد بالقضاء على هذا النظام وتأسيس نظام سياسي جديد.

لا ريب في أن انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية سيؤدي إلى حلول عهد جديد في التأريخ السياسي للولايات المتحدة الأمريكية وسينجم عنه تزعزع أركان النظام الليبرالي الدولي الذي شهد استقراراً نسبياً طوال نصف قرن من الزمن بقيادة واشنطن، وهذا الأمر نستشفه بوضوح من تصريحات دونالد ترامب إبان حملته الانتخابية.

إن تصدي دونالد ترامب لمنصب رئاسة الجمهورية قد يسفر عن تغيير وجهات النظر الأمريكية في التعامل مع ملفات منطقة الشرق الأوسط ولا سيما الملف الإيراني، وربما سيسفر عن تغيير موازنة القوى في العالم ولا سيما بين أمريكا من جهة وروسيا والصين من جهة أخرى، وبالطبع فإن أطماع البلدان الكبرى من الممكن أن تتسبب بأضرار للبلدان الصغيرة.

- السيد حسين موسويان: عضو في المحادثات النووية بين الجمهورية الإسلامية و المجموعة السداسية وباحث في جامعة برينستون الأمريكية

البلدان الأوروبية شعرت بقلق شديد جراء فوز دونالد ترامب بمنصب رئاسة الجمهورية الأمريكية ولكنها عاجلاً أم آجلاً سوف تتعامل معه، ورغم أن الروس فرحوا بهذا النجاح الباهر ولكنهم في الحين ذاته لا يمكنهم التبنؤ بما سيحدث لاحقاً.

على الرغم من أن نجاح ترامب في هذه الانتخابات قد تمخض عنه حدوث أزمات شديدة في المؤسسات الحاكمة على المجتمع الأمريكي، ولكن سيتم احتواؤها بسرعة كما هو متوقع.

- شين ليو: خبير صيني ومدير مكتب قناة سي سي تي في الصينية في جنيف

ينبغي للولايات المتحدة الأمريكية التخلي عن مواقفها المتشددة إزاء ملفات سياستها الخارجية وأن لا تواصل تمثيلها دور الشرطي في العالم، وبالتالي لا بد لها من تسخير ثرواتها المالية خدمة لشعبها لأجل حلحلة مشاكلها الداخلية من قبيل تقوية البنى التحتية، وهي تمتلك المقومات الكافية التي تؤهلها لذلك بسرعة فائقة.

- شارمين نارفاني: كاتبة ومحللة مختصة بالشؤون الجيوسياسية لمنطقة الشرق الأوسط

النتائج التي تمخضت عنها الانتخابات الأمريكية في الليلة الماضية كانت كالزلزال السياسي الذي ستبقى هزاته الارتجاعية تتوالى طوال السنوات اللاحقة في العالم بأسره، فهذه الانتخابات المصيرية ستلبي طموح أولئك الذين يدعون إلى إحداث تغييرات عالمية أساسية بشكل متسارع وجذري، وهذا التغيير بطبيعة الحال سيجتاح الساحة الأمريكية أيضاً التي تعتبر آخر قدرة عالمية مطلقة في طريقها نحو الأفول.

إن دونالد ترامب ليس سياسياً محنكاً ولا يمتلك شخصية حاذقة، لذا فإن فوزه في هذه الانتخابات المثيرة أثبت أن الشعب الأمريكي قد ضاق ذرعاً بالسياسات التي تنتهجها حكومته الحالية لكونها لا تغير أدنى أهمية لمصالحه بعد أن أصبح شغلها الشاغل بسط نفوذها في العالم وإجراء تغييرات في مختلف البلدان في عين تجاهلها للشارع الأمريكي.

ولا أحد يعرف ما هي البرامج المستقبلية في السياسة الخارجية الأمريكية وفق وجهات نظر الرئيس الجديد دونالد ترامب، ولكن هناك بوادر أمل بسيرها في الطريق الصحيح ولا سيما بعد التصريحات التي أطلقها هذا الرجل حول التعامل مع مختلف الملفات الخارجية وبما فيها قضية التعامل مع الإرهاب.

- أُميد نوري بور: نائب في البرلمان الألماني

لقد أصبت بصدمة كبيرة حينما سمعت بفوز دونالد ترامب، فهذا الرئيس الجديد قد حقق نجاحاً إثر تصريحاته النارية إزاء الأقليات القاطنة في الولايات المتحدة الأمريكية ودعوته إلى تعميق الهوة السحيقة بين طبقات الشعب الأمريكي، ولا أحد يتمكن من كبح جموحه في الوقت الراهن سوى الهيئة الرئيسة في الحزب الجمهوري.

- فؤاد إيزدي: أستاذ في جامعة طهران وخبير في الشأن الأمريكي

سوف يواجه الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب مشاكل مع السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، وهو لا يختلف في عدائه لنا عن نظيرته هيلاري كلينتون.

لو أن كلينتون تمكنت من الفوز بهذه الانتخابات الصاخبة لم تكن تتوانى عن إرسال الملف الإيراني إلى الكونغرس لمتابعته هناك لأن بعض وزرائها المقترحين كانوا ضمن الوفد الأمريكي المفاوض في المحادثات النووية التي أجريت بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمجموعة السياسية، أي أن هؤلاء كانوا سيمثلون دور الشرطي المؤدب والكونغرس يمثل دور الشرطي السيئ الذي يزاول ضغوطاً شديدة ضد طهران.

المشكلة التي يواجهها دونالد ترامب تكمن في أنه سيواجه مشاكل على صعيد التعامل مع الملفات الدولية وربما سيعجز عن تحقيق إجماع عالمي بالنسبة إلى القرارات ستتخذها واشنطن مستقبلاً في رحاب سياستها الخارجية.

- بهروز كمال وندي: الناطق الرسمي باسم منظمة الطاقة النووية الإيرانية

الجمهورية الإسلامية على أهبة الاستعداد لمواجهة أي تغيير يطرأ بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية، لذا سوف نسعى إلى مواصلة الطريق وتطبيق ما تم الاتفاق عليه في المحادثات النووية مع مجموعة الستة، وسنواصل تنفيذ مشاريعنا بعيدة الأمد.

- أبو الفضل ظهره وند: خبير في الشؤون الدولية وسفير إيران في إيطاليا سابقاً

أعتقد بأن الاتفاق النووي الذي أبرم مع المجموعة السياسية سيكون نهائياً وسوف لن تحدث أية اتفاقات أخرى تخل بما تضمنه هذا الاتفاق، والجمهورية الإسلامية سوف لن توافق على أية تغييرات مستقبلية في هذا الصدد؛ وأتوقع أن تشدد دونالد ترامب سوف يسفر عن فرض مقررات جديدة بالنسبة إلى الحظر المفروض علينا، إذ إن الأغلبية في الكونغرس للتيار الجمهوري وهذا الأمر من شأنه تأزيم الاتفاق النووي ومزاولة ضغوط أكثر ضد الجمهورية الإسلامية.

/ انتهى/

أهم الأخبار حوارات و المقالات
عناوين مختارة