تسنيم تستطلع.. كيف يرى الخبراء السياسيون تأثير سياسات ترامب على سوريا والمنطقة؟

تسنیم تستطلع.. کیف یرى الخبراء السیاسیون تأثیر سیاسات ترامب على سوریا والمنطقة؟

شعاراتٌ كثيرة رفعها الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب خلال حملته الانتخابية، توحي بأنه يعارض بشدة سياسة الرئيس السابق باراك أوباما، في العديد من القضايا أبرزها ما يحدث في الشرق الأوسط كمسألة محاربة الإرهاب والتدخل العسكري والتقارب الأمريكي الروسي، فهل سينعكس هذا الاختلاف إيجاباً على ما يجري في سوريا والمنطقة.

يبدو واضحاً من خلال المناظرات التي جرت بين كلينتون وترامب أن الأخير لا يريد أن يكرر الخطأ الذي وقعت به الإدارة الأمريكية السابقة تجاه قضية جوهرية بالنسبة  لسوريا وهي تحديد مصير الرئيس السوري بشار الأسد، حتى ولو لم يأت ذلك صراحة على لسان ترامب الذي قال أمام منافسته: "إنني لست معجبا بالأسد على الإطلاق، لكن الأسد يقتل "داعش" في إشارة واضحة إلى أنه لا يعارض وجود الرئيس الأسد في المرحلة القادمة.

قضية أخرى أثارها ترامب وهي موقف بلاده من الخيار العسكري تجاه ما يجري في البلدان الأخرى، حيث بدا واضحاً أن الرئيس الجديد يريد تركيز اهتمامه على معالجة القضايا الداخلية، بدلا من التوجه لبناء  الخارج  معرباً عن تحفظه بشأن خيار التدخل العسكري في البلدان الأخرى، على عكس ما كان عليه أوباما ووزيرة خارجيته كلينتون اللذين كانا يلجأ ان للحديث عن الخيار العسكري بين الحين والآخر، حيث وصف ترامب سياسة أوباما تجاه سوريا على أنها "غير مدروسة".

وحول هذا الاختلاف بين سياسة كلينتون وترامب قال الخبير الاستراتيجي أحمد الحاج علي لمراسل تسنيم في دمشق: "إن الصورة العامة الآن هي أن كلينتون كانت متشنجة وهي المسؤولة عن تدمير العراق وتهييج الإرهاب وإطلاقه في سوريا والعراق ورأينا كمية الخداع والنفاق في سياستها سواء كانت وزيرة للخارجية أو في مراحلها السابقة"

وتابع الحاج علي: "نحن نعرف أن الإدارة الأمريكية إنما تقول شيئاً لكنها تفعل عكسه في معظم الأحيان لذلك سوف نتابع مجريات الأمور لكن مع التأكيد على ذاتنا وموقفنا وهذا هو الذي يجبر الولايات المتحدة على أن تغير سياساتها تجاهنا، أما هي فلديها ثوابت مهمة بالنسبة لها هي الولاء لإسرائيل بصورة كاملة والعداء للعرب والمسلمين بصورة كاملة"

نقطة خلاف أخرى جوهرية، بين سياسة أوباما وترامب هي طبيعة العلاقة الأمريكية الروسية، حيث أبدا ترامب مرونة واضحة لدى الحديث عن روسيا، وصلت حد الإعجاب بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، معرباً عن عزمه بناء علاقات جيدة مع روسيا، بما في ذلك التعاون في محاربة الإرهاب، إذا صرّح ترامب خلال مناظراته أن "روسيا تقتل داعش" ما يمكن أن ينعكس إيجاباً على المنطقة بأكملها خاصة وأن الرئيس بوتين من أوائل الرؤساء الذين هنأوا ترامب على توليه الرئاسة.

وتعليقاً على العلاقات المستقبلية بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا واحتمال انعكاسها بشكل إيجابي على المنطقة قال الحاج علي: "نحن نحترم الشعوب التي تختار رئيسها ومن هذا القبيل جاءت تهنئة بوتين لترامب، أما عن وجود تأثيرات أو تحولات في المسائل الدولية فأنا أعتقد أنه سيكون هناك مرحلة مراجعة للسياسة الأمريكية، بحكم عاملين؛ الأول وجود الإخفاقات السابقة وثانياً عامل الجدية في أداء الرئيس الأمريكي وهذا له علاقة بالكاريزما والنمط الذي يتمتع به هذا الرئيس".


وعن المقارنة بين كلينتون وترامب وأيهما أفضل بالنسبة لسوريا والشرق الأوسط قال المحلل السياسي اللبناني فيصل عبد الساتر لمراسل تسنيم: "عندما نقارن بين كلينتون وترامب فنحن نقارن الآن بين السيء والأسوأ، وربما كان ترامب هو أكثر حكمة وأكثر قدرة على التعاطي مع الأمور، فعلى عكس كل السائد الذي كان يعبر عنه الرأي العام بأن ترامب الذي يحمل في مضامين خطابه بذوراً عنصرية وأنه يريد مواجهة المسلمين والعرب والجاليات الموجودة وبما لديه موقف متشدد من الاتفاق النووي مع إيران، لكن أعتقد أن مثل هذا الشخص ربما يكون أكثر قدرة على الاستدارة في اللحظة المناسبة لأن كلينتون التي تتميز بباع طويل في إدارتها للملفات الخارجية كان لديها خبث واضح في إدارة التوجهات الأمريكية في السياسة الخارجية"

الخبير الاستراتيجي أحمد الحاج علي شارك عبد الساتر في رؤيته مؤكداً أيضاً "أننا مخيرون بين السيء والأسوأ والفرق بين جمهوري وديمقراطي هو الفرق بين درجة العداء بيننا وبينه وكمية القتل بالنسبة لنا، ونحن نحلل ونراقب ولكن علينا ألا نقع في فخ أن هناك مزايا وخصائص مختلفة نوعياً بين ترامب وكلينتون".

أهم الأخبار حوارات و المقالات
عناوين مختارة