إسقاط الرئيس بشار الأسد سوف يؤدي إلى انهيار سوريا بالكامل .. السعودية والمهام الأربعة تجاه "إسرائيل"

إسقاط الرئیس بشار الأسد سوف یؤدی إلى انهیار سوریا بالکامل .. السعودیة والمهام الأربعة تجاه "إسرائیل"

حذر رئيس حزب الوطن التركي من مغبة استمرار عدد من دول المنطقة في زعزعة الأمن والاستقرار في سوريا خدمة لمصالح الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية، مؤكدا أن إسقاط الرئيس بشار الأسد سيتسبب في نتائج كارثية على دول المنطقة و سوف يؤدي إلى انهيار سوريا بالكامل.

هذا وقد أجرى مراسل وكالة تسنيم الدولية للأنباء في مدينة أسطنبول مقابلة خاصة مع الأميرال التركي المتقاعد السيد سونر بلات الذي يشغل منصب رئيس حزب الوطن في الوقت الراهن، وقد تمحور اللقاء حول واقع العلاقات الإيرانية التركية وتأثيرها على مختلف ملفات المنطقة والعالم ولا سيما الأزمات التي تشهدها بلدان الجوار.

مراسل تسنيم: لقد أكدتم مراراً على ضرورة النهوض بواقع العلاقات بين طهران وأنقرة، فيا ترى ما الذي دعاكم إلى تبني هذا الرأي؟

سونر بلات: ألفت كتاباً تحت عنوان "مسيرة المبادئ الجيوسياسية" وأكدت فيه على الدور الهام الذي تفيه الجمهورية الإسلامية الإيرانية بصفتها أهم بلد إلى جانب تركيا في المنطقة من الناحية الجيوسياسية، فهذه العلاقة فريدة من نوعها ولا يمكن استبدالها بالعلاقات مع أذربيجان أو العراق أو سوريا، بل إيران وحدها التي تفي بهذا الدور الهام.

لا شك في أن طهران وأنقرة منافسان إقليميان وحكومتا البلدين تعرفان حق المعرفة شأن بعضهما البعض، وهذه المنافسة يمكن أن تكون طبيعية إلى حد ما بحيث لا تتجاوز المستوى المعقول، ومن المؤكد أن الظروف التي تعاني منها المنطقة تضطر الجانبين للتعاون المشترك بغية التصدي للنظام الإمبريالي العالمي الذي لا يمكن أن يدع هذين البلدين وشأنهما بتاتاً.

وأود أن أخبركم هنا بأن جميع مقررات ونشاطات منظمة أوراسيا ستصبح عقيمة فيما لو تخلت عن إيران وتركيا، فاتحاد هذين البلدين يعتبر أساساً للأمن والاستقرار في العالم.

وأنا بصفتي مديراً سابقاً للاستبخارات العسكرية التركية أعرف حق المعرفة أن منظمة شانغهاي للتعاون رفضت عضوية إيران الدائمة واكتفت بتعيينها عضواً مراقباً لأسباب سياسية ومشاكل بين طهران والغرب، لذا إن اتحدت تركيا والجمهورية الإسلامية سوف تكون لهما مواقف مشتركة أكثر قوة قبال الغرب وحتى منظمة أوراسيا.

سواء شئنا أم أبينا فالاتحاد بين إيران وتركيا سوف يمهد الأرضية لإيجاد جغرافيا موحدة عارية من كل الأزمات في المنطقة بحيث يعم الأمن والاستقرار كلاً من لبنان والأردن وحتى العراق وسوريا وجمهورية أذربيجان، وفي هذه الحالة لو تعرضت تركيا لأية هجمة غربية فسوف تلجأ إلى الجمهورية الإسلامية، والعكس صحيح كما أن طهران لها القدرة على الرقي والتطور إلى أقصى الحدود فيما لو اعتمدت على أنقرة، فبلدنا هو الطريق الذي يربط بلدكم بقارة أوروبا وبلدكم يربطنا بقارة آسيا، ولكن من المؤسف أن هذا الموضوع الهام لم يحظ باهتمام كما ينبغي في كلا البلدين، لذا يجب علينا اتخاذ القرارات اللازمة بغية تحقيقه بأنسب وجه ولا بد هنا من اللجوء إلى وسائل الإعلام وطباعة الكتب والمقالات على هذا الصعيد وإقامة ندوات علمية تجمع مفكري البلدين بغية اقتراح مشاريع تؤخذ بعين الجد والاعتبار.

إن التعاون المشترك بين إيران وتركيا لا يعتبر مجرد استراتيجية سياسية فحسب، وإنما هو ضرورة جيوسياسية وواجبنا جميعاً العمل على إقراره وتوسيع نطاقه وبيان أهدافه وثماره لشعبينا، وأنا بدروي قد أكدت على هذا الأمر في جميع الندوات والمؤتمرات التي حضرتها في كافة نواحي تركيا وشتى أرجاء العالم، ولو أنني اليوم أتولى منصباً رسمياً سياسياً في البلاد لأعرضت عن جميع المشاريع وركزت نشاطي بشكل أساسي على تحسين واقع العلاقات بين الجمهورية الإسلامية وتركيا والرقي بها إلى أعلا المستويات، وهذا الأمر بطبيعة الحال لا يمكن أن يتحقق إلا في رحاب الثقة المتبادلة.

ولا شك في أن بلدنا له القابلية على تلبية الكثير من متطلبات السوق الإيرانية، كما بلدكم أيضاً له القدرة على توفير حاجتنا من الطاقة، لذا إن وحدنا صفوفنا سوف نصبح قدرة عالمية لا يمكن لأحد التجاوز عليها ، بل سينجم هذا الأمر عن تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة بأسرها، وبالتالي سوف لا تبقى أدنى فائدة من بعض الأنظمة الحاكمة المرتبطة بالولايات المتحدة الأمريكية كالسعودية وقطر والكويت، وبالتالي ستنهار وتؤول إلى الأفول والزوال.

الاتحاد بين إيران وتركيا يعد البنية الأساسية لتوحيد صفوف المسلمين شيعة وسنة ومن ثم سيؤدي إلى انهيار بعض الحكومات كالحكومتين السعودية والكويتية والقطرية ليتحول نظام الحكم فيها شعبياً مناهضاً للإمبريالية والقومية.

مراسل تسنيم: بعد الانقلاب العسكري الفاشل الذي حدث في الخامس عشر من شهر تموز / جولاي المنصرم دخلت تركياً في مرحلة تأريخية جديدة، وهذا الأمر أسفر عن حدوث تغييرات متسارعة في السياسة التركية إزاء بعض ملفات المنطقة. الخبراء في الجمهورية الإسلامية انقسموا بعد هذه الحادثة إلى فئتين، فهناك من يعتقد بتغيير سياسة حكومة حزب العدالة والتنمية إزاء الأزمتين العراقية والسورية، في حين يرى آخرون غير ذلك ويؤكدون على أن حكومة رجب طيب أردوغان غيرت من تكتيكها بحيث ما زالت تتدخل في الشأنين العراقي والسوري بشكل مباشر ولكن بأسلوب آخر، فيا ترى ما رأيكم بما حدث بعد ذلك الانقلاب وما هو تقييمكم لمواقف الحكومة التركية إزاء أزمات المنطقة؟

سونر بلات: يجب علينا أن نتحدث عن الأوضاع بواقعية، فالولايات المتحدة الأمريكية تعتبر الحزب الديمقراطي الكردي السوري " ب ك ك " بديلاً عن القوات البرية الأمريكية في شمال سوريا، وفي الرابع والعشرين من شهر تموز / جولاي عام 2015 م شنت القوات الجوية التركية هجمات مكثفة على فرع هذا الحزب الكردي في شمال العراق رغم أنه كان تحت حماية الولايات المتحدة الأمريكية، كما أن القوات البرية التركية تخوض معارك ضارية متواصلة مع فرع هذا الحزب في تركيا.

كما تعلمون فالأمريكان لهم علاقات وطيدة مع الأكراد لدرجة أنهم يعتبرونهم بدائل عن قواتهم البرية على الأراضي السورية والعراقية، ناهيك عن أن البلدان الغربية هي الأخرى تدعمهم غاية الدعم، لذا علينا النظر إلى الأوضاع بواقعية وعقلانية فعمليات درع الفرات التي تجري في سوريا حالياً تحت إمرة القيادة التركية لا تحظى بتأييد أمريكي لا من قريب ولا من بعيد، لكن واشنطن لم تجرؤ على إعلان مخالفتها لها بشكل صريح خشية من انضمام تركيا لمنظمة أوراسيا، وهذا الأمر بطبيعة الحال يتعارض مع المصالح الأمريكية في المنطقة، بل ويتعارض مع مصالحها في جميع أنحاء العالم.

إذن يجب على كل من روسيا وإيران وسوريا تقييم هذه الأوضاع بشكل صائب وتحليل أوضاع تركيا ومواقفها بأنسب شكل دون أية نزعات شخصية أو مبالغة، وفي هذه الحالة سوف يتوصلون إلى نتيجة أن المسؤولين في تركيا وسوريا وكذلك إيران لا بد وأن يتحادثون حول مستقبل سوريا ومناقشة الأهداف التي يطمح تحقيقها من وراء عمليات درع الفرات، إذ إن الهدف منها الحيلولة دون إيجاد ممر إرهابي كردي آمن شمالي سوريا.

أؤكد لكم أن داعش ليس هو الهدف الأساسي من هذه العمليات، فهذه الحركة الإرهابية هي مجرد ألعوبة بأيدي الأمريكان، فهم أسسوها لذلك دائماً ما أكدت على هشاشتها؛ لذا فالهدف الأساسي لتركيا في عمليات درع الفرات هو القضاء على الحركات الكردية المعارضة للحيلولة دون إيجاد ممر إرهابي آمن في حدودنا الجنوبية، وبطبيعة الحال ليس هناك بلد يرضى بأن يجاور مناطق تديرها مجاميع إرهابية.

الحكومة التركية في الوقت الراهن عاجزة عن اتخاذ سياسات واضحة لتحقيق أهدافها لكونها منذ عام 1952 م وحتى الآن عضواً في حلف شمال الأطلسي الناتو لدرجة أن النظام السياسي الغربي قد ترسخ في أروقة مؤسساتها الحكومية، وأعتقد بأن هذا النظام سوف ينهار يوماً ما وسيتبنى الساسة الأتراك منهجاً أكثر عقلانية.

وبالنسبة إلى التغييرات التي طرأت على سياسة حكومتنا الخارجية بعد الانقلاب العسكري الفاشل، أود أن أخبركم بأن اعتبار ما تم اتخاذه بكونه تغييراً تكتيكياً محدوداً هو استنتاج خاطئ، وأنا بدوري كنت إلى جانب بعض زملائي العسكر معارضين لسياسة رجب طيب أردوغان لكننا لم نقطع ارتباطنا معه وكنا على استعداد دائم في التعاون معه، فهذا الرجل أمر واقع لا يمكن التغاضي عنه في الحكومة التركية، وأعتقد أنه أمسى اليوم أقوى من كل وقت مضى بحيث لا يمكن هزيمته سياسياً.

مراسل تسنيم: ما هو تقييكم للسياسات التي تتبعها أنقرة إزاء ما يجري في الموصل العراقية والرقة السورية؟ وما هو رأيكم بالمواقف الأمريكية في هذا المضمار؟

سونر بلات: الحكومة التركية في الوقت الراهن منهمكة في عمليات درع الفرات الجارية في شمال سوريا، وقواتنا العسكرية متواجدة هناك وكما تعلمون فإن مدينة الرقة فيها مساحات مفتوحة شاسعة تبلغ 240 كم لذلك سوف تكلف هذه العمليات تركيا مبالغ طائلة وقد أكدت على هذه الحقيقة في لقاء تلفزيوني أجري معي مؤخراً، والآن أيضاً أؤكد لكم بأن العمليات العسكرية في الرقة السورية من شأنها أن تؤثر سلباً على عمليات درع الفرات وربما تسفر عن فشلها، ناهيك عن أن بعض الحركات الكردية المعارضة متواجدة في هذه المدينة حالياً، إلا أن هذا الموضوع لا يحظى بأهمية سياسية بالغة.

أعتقد أن عمليات الرقة السورية إن أريد لها النجاح فهي يجب وأن تنطلق بإشراف روسي سوري إيراني بالتعاون مع تركيا، كما أن هذا التحالف سوف تكون نتائج إيجابية فيما لو تم العمل تحت مظلته في مدينة الموصل.

بالنسبة إلى عمليات الموصل، إذا ما تمكنت تركيا من طرح حلها السياسي عن طريق الولايات المتحدة الأمريكية ففي هذه الحالة سوف ينتصر الأمريكان وبالتالي يهمشون الأتراك دون أن يكون لهم أي نصيب، ومن هذا المنطلق أعتقد بأن الحكومة التركية عليها أن تنزل إلى الساحة بشكل أقوى في عمليات الموصل بالتعاون مع الحكومة العراقية وسائر القوى في المنطقة، ومن المؤكد لو أن أنقرة تعاونت مع الحركات المعارضة للحكومة العراقية سوف لا تتمكن من تحقيق شيء يذكر وإنما ستتحمل نفقات طائلة فحسب.

يجب على الحكومة التركية أن تبذل قصارى جهودها للحيلولة دون تأسيس حكومة كردية مستقلة شمالي العراق، لذلك يجب عليها العمل خارج نطاق النزعات الطائفية الشيعية السنية وتتعامل مع الملف وفق مصالحها الوطنية، وهذا الأمر بطبيعة الحال يقتضي التعاون مع حكومة بغداد إذ في غير هذه الحالة سوف تتقوى دعائم سلطة مسعود البارزاني الذي يسيطر على إقليم كردستان العراق، ومن المؤسف أن إيران لا تبدي رغبة جادة في التصدي لسلطة الأكراد في شمال العراق لذا أعتقد بأنها ترتكب اليوم أكبر خطأ، فلو تأسست دولة كردية مستقلة شمالي العراق سوف تتزعزع أوضاع إيران وتركيا وسوريا بين ليلة وضحاها ومن ثم لا يقر لنا بال بتاتاً، لذا لا بد من إيجاد تحالف ثلاثي للتصدي لهذا الأمر والحؤول دون إقامة حكومة كردية مستقلة، وحسب علمي هناك معاملات سرية تجري وراء الكواليس بين حكومتي طهران وأنقرة وبين مسعود البارزاني، ومن المؤكد أن هذا الأمر لا يليق بهما، فالبلدان العظمى لا تبادر إلى ارتكاب هذه الأفعال التافهة، لذا على جميع الساسة الإيرانيين والأتراك معرفة أن الدولة الكردية خطر محدق يهدد كيان كلا البلدين على حد سواء.

مراسل تسنيم: أنقرة لديها علاقات حميمة مع أربيل العراقية، وكما تعلمون فقد التقى الرئيس رجب طيب أردوغان مع مسعود البارزاني في ديار بكر، ولا أحد ينكر أن حكومتكم أوجدت خلافات مع الحكومة الرسمية في بغداد ورسخت علاقاتها مع سلطة البارزاني؛ فيا ترى ما هو تقييمكم لهذه المواقف؟

سونر بلات: نعم، كلامكم صحيح مئة بالمئة وأنا بدوري أحد المعارضين لهذه المواقف، ورئيس حزب الوطن صرح بشكل علني بأن سياسة أردوغان إزاء العراق ليست صائبة وأن حزبنا يعارضها بالكامل، فنحن نسعى في حزبنا إلى تحقيق انسجام مع بلدان الجوار وترسيخ أسس التعاون المشترك مع سائر البلدان، لذا أؤكد لكم مرة أخرى بأن هذه السياسة التركية خاطئة جملة وتفصيلاً، وحتى لو قلنا بأن إيران تدعم بعض الحركات الكردية في المنطقة وتعمل على تقويتها فهذا لا يعني عملنا على إيجاد ارتباط معها.

لا ريب في أن تأسيس أية حكومة كردية سوف تكون نتائجه سلبية على تركيا وإيران والعراق وسوريا، ولكن إن اتحدت هذه البلدان فهي ستتمكن من وضع حل للأزمة الكردية بيسر وسهولة لأن الأكراد سوف يحاصرون ولا يبقى لهم أي متنفس للقيام بعمليات عسكرية دامية.

وأود أن أخبركم بأن الصراع في منطقتنا ليس صراعاً طائفياً بين الشيعة والسنة، وإنما هو أزمة عابرة يمكن حلها عن طريق توحيد الصف بين بلدان المنطقة ولا سيما إيران وتركيا.

مراسل تسنيم: هل تعتقدون أن النظام السعودي له دخل في واقع العلاقات التركية الإيرانية؟ هناك الكثير من الخبراء السياسيين والمتابعين للشأن الدولي يعتقدون بأن أنقرة منخرطة ضمن التيار السعودي، وبعد زيارة وزير خارجيتنا الدكتور محمد جواد ظريف لأنقرة بادر وزير الخارجية السعودي مباشرة إلى شد الرحال نحو تركيا أيضاً. 

سونر بلات: السياسة التركية إزاء السعودية خاطئة برأيي، فهي متقومة في أساسها على النزعة الطائفية السنية، ومن المؤسف أن هذا الأمر هو أحد الأهداف الإمبريالية التي لا يحرى بنا السير في ركبها.

السعودية لها علاقات وطيدة وحميمة مع إسرائيل وقد كانت لها محادثات رسمية في أرفع المستويات وبشكل سري معها بحيث عقدت سبعة اجتماعات بحضور أرفع المسؤولين في البلدين وهذا الأمر اعترف به السعوديون أنفسهم حيث تمخض عنها عقد اتفاقيات هامة يقال إنها أربعة، وهي عبارة عن: تغيير النظام الحاكم في إيران، تأسيس دولية كردية بين إيران وتركيا، إقرار السلام بين إسرائيل وفلسطين، تأسيس جيش سني موحد في المنطقة.

ومن المؤكد أن هذه الاتفاقيات السعودية الإسرائيلية الأربعة لا تخدم تركيا وإيران على حد سواء، وكما تعلمون فالولايات المتحدة تقدم دعماً لا محدوداً للحكومة السعودية، إلا أن شعبنا التركي المثقف والواعي يعارض بعض أنظمة الحكم في المنطقة وعلى رأسها النظام الحاكم في الرياض، وأؤكد لكم بأن سياسات أنقرة إزاء السعودية وقطر ليست دائمة بل ستطرأ عليها تغييرات جذرية مستقبلاً.

مراسل تسنيم: الجميع يعرف بأنك من أولئك الذين بذلوا جهوداً واسعة لإعادة العلاقات بين أنقرة ودمشق لذلك سافرت إلى سوريا عدة مرات، فيا ترى ما هو تقييمكم لها في الوقت الراهن؟

سونر بلات: نعم، سافرت إلى دمشق عدة مرات وبذلت قصارى جهودي لتحسين العلاقات الثنائية بين تركيا وسوريا حيث نقلت وجهات نظر الجانبين من وإلى دمشق وأنقرة، وكانت لدي نشاطات مشابهة لتوسيع العلاقات وتحسينها مع كل من مصر وروسيا أيضاً، وأكدت مراراً على أن إسقاط الرئيس بشار الأسد سوف يؤدي إلى انهيار سوريا بالكامل، والأمثلة على هذه الحقيقة في التأريخ المعاصر كثيرة مثل انهيار يوغسلافيا بعد سقوط ميروسلاف ميلوسوفيج وتزعزع أوضاع ليبيا إثر سقوط معمر القذافي وتأزم أوضاع العراق بعد سقوط صدام حسين.

إن حزبنا يؤمن بالحوار ولديه سياساته الخاصة إزاء كل بلد فنحن نتعامل وفق الأصول والمصالح مع إيران والعراق وسوريا وروسيا، لذلك ندعو إلى التعاون بين بلدان المنطقة والنهوض بواقع العلاقات بين هذه البلدان وجميع بلدان أوراسيا.

لو لم تتمكن الجمهورية الإسلامية في إيران وحكومتنا التركية من تأسيس تحالف مقتدر، سوف تواجهان مواقف مناهضة من قبل الغرب وبعض بلدان أوراسيا ولربما يتعرض نظام الحكم فيهما للانهيار، وعلى هذا الأساس لا بد وأن يتحدا لكي تكون لهما كلمة الفصل في المنطقة والعالم على حد سواء، ولحسن الحظ فإن مساعينا سوف تثمر قريباً عن نتائج مريحة ومرضية، والرأي العام بدوره يؤازرنا ناهيك عن أن بعض المسؤولين أيضاً يتفقون معنا بالرأي فوزير العدل التركي صرح مؤخراً بأن أمن أنقرة مرهون باستتباب الأمن في دمشق؛ ولكن رغم ذلك أمامنا طريق شاق وصعب في مواجهة بعض القوى العالمية مثل حلف شمال الأطلسي الناتو.

إذن لا بد وأن نوحد كلمتنا اقتصادياً وثقافياً واجتماعياً، وهذا الموقف ليس بالأمر اليسير طبعاً لكنه ممكن.

/انتهى/

أهم الأخبار حوارات و المقالات
عناوين مختارة