ما المكاسب التي يريد أردوغان تحقيقها عبر دعمه المسلحين في سوريا؟


ما المکاسب التی یرید أردوغان تحقیقها عبر دعمه المسلحین فی سوریا؟

دمشق - تسنيم : يختلف المتابعون والمراقبون حول طبيعة تعاطي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع الأزمة السورية منذ بدايتها وحتى اللحظة، فالبعض يرى أنه يريد إعادة ما يعتبره "مجد الدولة العثمانية"، فيما يرى آخرون أنه يدافع عن بلاده من خطر التنظيمات التكفيرية التي باتت أنقرة تعتبرها إرهابية بعد ما دعمتها لوقت طويل حسب مراقبين، بينما تعتقد فئة اخرى أن أردوغان قد غرق في الأزمة السورية ويبحث عن طريق للخروج.

ومع بداية الأزمة السورية قبل حوالي خمس سنوات، اتخذ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان موقفاً داعماً للمعارضة السورية التي طالبت بإسقاط حكم الرئيس بشار الأسد، وذلك رغم العلاقة الوطيدة التي كانت تربط الرئيسين قبل انطلاق ما سمي "الربيع العربي".

اعتبر أردوغان في الكثير  من تصريحاته أن الرئيس الأسد "ديكتاتور" يواجه شعباً أعزل، على الرغم من عشرات التقارير الاستخباراتية والشخصيات الأمنية التي كشفت آنذاك عن طرق تهريب السلاح إلى المعارضة السورية، سواء من الأردن أو عبر الحدود التركية، ما يدّل على  أن الجيش والحكومة السورية كانا يواجهان عدواً مسلحاً وليس تمرداً سياسياً أعزل.

ومع بداية العام 2012 أكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم أن "دولاً مجاورة وتحديداً تركيا، عمدت إلى إقامة مخيمات لاستقبال اللاجئين السوريين قبل اندلاع الأزمة  ما يشكّل دليلاً على نوايا أنقرة بزعامة أردوغان لزعزعة الاستقرار في سوريا، ومساعدة التنظيمات الإرهابية لأسباب عديدة، يمكن تلخيصها في الآتي:

أولاً؛ الدعوات المستمرة لاردوغان لإقامة منطقة عازلة في الشمال السوري،  ما ينمّ عن نية توسعية لأنقر في سوريا، عبر احتلال ممنهج تحت غطاء إنساني سياسي.

ثانياً؛ مع سيطرة تنظيم "داعش" على مدينة الرقة، أصبح الرئيس التركي مشرفا بشكل مباشر على النفط السوري، حيث بدأ تسيير قوافل من شاحنات النفط إلى تركيا، وهو الأمر الذي كشفت عنه وزارة الدفاع الروسية عبر لقطات أخذت من الطائرات الحربية، وهو أيضا ما أكده الرئيس الأسد في مقابلاته التلفزيونية الأخيرة، في أن أردوغان وعائلته متورطون بشكل مباشر في التجارة بالنفط السوري.

ثالثاً؛ يريد أردوغان الدخول بشكل مباشر في الحرب السورية والعراقية، لمواجهة الخطر الأساسي على بلاده المتمثل بالأكراد، والذين تعتبرهم أنقرة العدو الإرهابي الأول لها، لذلك تشير التحليلات إلى أن أردوغان يريد مواجهة الأكراد خارج حدود بلاده، لأن ذلك أفضل من مواجهتهم على الأرض التركية، وهذا ما يفسر تشكيل قوات مدعومة تركياً داخل الأراضي السورية تحت مسمى "درع الفرات"، بهدفٍ معلنٍ هو محاربة "داعش" وهدف ضمني هو منع الأكراد من التمدد ووصل الشمال الشرقي لسوريا بغربها.

رابعاً؛ مع تطور الأزمة السورية، بدأ أردوغان يستغل قضية اللاجئين السوريين، طالباً الدعم المالي والاقتصادي من أوروبا والأمم المتحدة، والضغط على دول الاتحاد الأوروبي من أجل الموافقة على انضمام تركيا إليه.

خامساً؛ مدينة حلب شمال سوريا وما تشكله  لأردوغان من عمق استراتيجي لبلاده، وهو يسعى كي لا يسيطر أي طرف لا تدعمه أنقرة على هذه المدينة.

سادساً؛ قبل بدء الأزمة السورية، باتت مدينة حلب إحدى أهم المدن الاقتصادية والصناعية في الشرق الأوسط، ما دفع أردوغان لسرقة معامل المدينة مستغلاً الأزمة الحاصلة في البلاد وهذا ما أكدته العديد من التقارير التي تحدثت عن نقل الآلات والمعدات على شكل قطع صغيرة إلى تركيا ليعاد تركيبها هناك، حتى أصبح الحلبيون ينعتون أردوغان بـ "سارق حلب".

الأسباب السابقة مجتمعة تشير إلى رغبة أردوغان في إعادة حلم السلطنة العثمانية، ليضاف إليها تصريحه الشهير عن نيته الصلاة "قريباً" في المسجد الأموي وسط العاصمة دمشق، بعد إسقاط الرئيس الأسد "على حد قوله"، ما يشكل دليلاً إضافياً عن رغبته في أن يكون سلطان المنطقة الجديد!.

/انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار الدولي
أهم الأخبار الدولي
عناوين مختارة