المجموعات الإرهابية في سوريا.. بين الواقع الأليم والمصير المحتوم


المجموعات الإرهابیة فی سوریا.. بین الواقع الألیم والمصیر المحتوم

دمشق-تسنيم: تعيش المجموعات الإرهابية في سوريا اليوم واقعاً مغايراً تماماً لما كانت عليه قبل خمس سنوات، حيث كانت تحتل مناطق سيطرة واسعة وتتمتع بنفوذ كبير ودعم مالي وعسكري ضخم من دول غربية وخليجية.

وغالبا ما كانت هذه المجموعات الارهابية في موقع المهاجم للجيش السوري، إلا أن المعطيات اليوم تبدلت كثيراً، بعد أن أمسك الجيش زمام المبادرة وباتت المجموعات الإرهابية تنتظر مصيرها المحتوم، فمنذ حوالي سنة إلى الآن تغيّر حال المجموعات المسلحة المقاتلة في سوريا، نتيجة عوامل عدة، حتى بات الحديث الأبرز  بين عناصر تلك الفصائل يتمحور بين خيارين أساسيين، إما الاستسلام أو الموت، ويمكن تلخيص واقع المجموعات الإرهابية في سوريا اليوم في خيارات ثلاث:

أولاً: الخلافات المستمرة والمتصاعدة بين الفصائل المتقاتلة:

أحد أوجه هذا الخلاف تجلى منذ بدء الأزمة السورية في السباق على قيادة وزعامة المحاور والبلدات، وتقاسم الغنائم نتيجة الأطماع والأهواء، إلا أن الخلاف تطور اليوم ليصبح عنوانه الأساس الصراع على الأيديولوجيات واختلاف الجهات الداعمة والأهداف الخاصة لكل جهة، ما نجم عنه اقتتال وعمليات تصفية أدت لهلاك العديد من الإرهابيين، كما يجري اليوم في ريف حلب الشمالي بين "حركة أحرار الشام" و"الجبهة الشامية"، وكما يحدث أيضاً داخل الغوطة الشرقية لدمشق، بين "جيش الإسلام" وباقي الفصائل التي تقف ضده.

ثانياً: اضطرار بعض الفصائل الإرهابية إلى تغيير إيديولوجيتها:

أجبرت بعض المجموعات المسلحة على ترك النهج الذي كانت تعتنقه  منذ بداية الأزمة السورية، لتلجأ إلى تيار وعقيدة أخرى، إما بسبب ضعفها أمام الفصائل القوية الأخرى ذات التوجه المختلف، أو لشحّ الدعم الذي يأتيها من الجهات الداعمة لها، وربما كان السبب الرئيسي لدى تلك الفصائل هو الابتعاد عن تنظيمي "داعش" و"النصرة" خوفاً من الضربات الروسية، فيما أجبرت بعض المجموعات المسلحة على الخضوع لهيمنة "جبهة النصرة" لأسباب عديدة منها استخدام أساليب الترهيب والحزم والتحكم بمناطق السيطرة كما هو الحال داخل مدينة إدلب، التي تسيطر عليها "جبهة النصرة"، وتتحكم بباقي المجموعات المنضوية تحتها، وهذا ما يدل على هشاشة العقيدة لدى الإرهابيين الذين يتبدلون ويتغيرون تبعاً للظروف المحيطة.

ثالثاً: الاستسلام هو الخيار الأخير:

بدأت حالة الاستسلام تأخذ منحىً تصاعدياً في صفوف الجماعات المسلحة في عدد من القرى والبلدات السورية، خاصة مع تقدم الجيش السوري وحلفائه على أكثر من محور، وتيقّن الإرهابيين بأنهم باتوا في وضع لا يحسدون عليه وأن التصفية النهائية باتت قريبة وحتمية، وهو الأمر الذي حدث مؤخراً في بلدة "خان الشيح" بالغوطة الغربية لدمشق، وفي عدد من بلدات محافظة درعا جنوب البلاد، حيث أقدم عدد من الإرهابيين على تسليم أنفسهم للجهات المختصة السورية.

جميع المشاهد التي تسيطر على الواقع الحالي للمجموعات الإرهابية، أتت نتيجة عوامل عدة منها استعادة الجيش السوري وحلفائه لمناطق جغرافية واسعة، وتراجع الفصائل المسلحة في أكثر من مدينة، وتراجع الدعم الغربي عما كان عليه مع بداية الأزمة، وتمكن الجيش من قطع إمدادات الإرهابيين العسكرية واللوجستية عن كثير من المناطق، ما أدى لانتشار الخوف والرعب في صفوف الإرهابيين الذين وجدوا في الخيار الثالث (الاستسلام) ملجأ لهم ينجيهم من موت مؤكد.

/انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار الدولي
أهم الأخبار الدولي
عناوين مختارة