ما الذي حققه مؤتمر الازمات الجيوسياسية في العالم الإسلامي؟


ما الذی حققه مؤتمر الازمات الجیوسیاسیة فی العالم الإسلامی؟

خاص\طهران: زار مراسل وكالة تسنيم الدولية للأنباء، مقر معهد الدراسات المستقبلية للعالم الاسلامي التي أقامت مؤتمر الأزمات الجيوسياسية الأسبوع الماضي للاطلاع على ما حققه المؤتمر ودراسات المؤسسة في هذا المجال.

وأجرى مراسل وكالة تسنيم حوارا مفصلا مع المدير التنفيذي لمعهد الدراسات المستقبلية للعالم الاسلامي، الدكتور السيد حمزة صفوي تناول فيه أهداف إقامة مؤتمر الازمات الجيوسياسية في العالم الإسلامي ودعوة ضيوف من مختلف القوميات والأديان.

وفي هذا الصدد قال الدكتور صفوي: "يجب أن ندرس هذا الامر من زوايا مختلفة، إن الكثير من الأمور لا تحصل دفعة واحدة، بل تحتاج المرور بمراحل مختلفة، واحدى هذه المراحل هي مواجهة الأفكار المختلفة، والمرحلة الثانية هي النظر من زوايا ضيقة واستراتيجية مختلفة من داخل الموضوع ومن خارجه".

وأوضح في هذا المؤتمر كان لدينا من يمثل الفكر السعودي، لأن نظرتهم الى أزمات العالم الإسلامي تختلف تماما، كما كان لدينا في الوقت نفسه من يمثلون اليمن والعراق ولبنان ومصر، وان هذه المجموعات تمثل العالم الإسلامي، وبالطبع شارك في المؤتمر علماء من بلادنا أيضا، مضيفا: هذه هي النظرة الداخلية ولدينا الكثير من الاختلافات في ذلك.

 

ضيوف المؤتمر

أما النظر من الخارج، فمثلته المجموعة التي تنظر الى العالم الإسلامي من الخارج، وقد حاولنا وضع هاتين المجموعتين الى جانب بعضهما البعض ليطلع أحدهما على وجهة نظر الآخر ويتفهمها.
وأكد صفوي: هذا التباين في الآراء لم يؤثر علينا سلبا أبدا، بل نحن نرى فيه خيرا وبركة، فمن المهم أن نعلم المواقف والأفكار والدوافع التي تقف وراء هذه المواقف.

المؤتمر آلف بين القلوب

وقال صفوي: الامر الثاني هو التأليف بين القلوب، على الرغم من أنني كنت على معرفة بالأشخاص الذين شاركوا في المؤتمر وأعلم أن لا عداء بينهم، ولكن كانت لديهم علامات استفهام حول بعض الأمور، ونجحنا عبر هذا المؤتمر أن نتبادل الآراء وأن نصبح أقرب الى بعضنا البعض.

وعند سؤاله عن سبب ادانة الدور السعودي في المنطقة، فيما تمارس قطر والامارات وغيرهما أدوارا مثيرة للجدل في المنطقة قال: يجب أن نميز بين السعودية وقطر والامارات، يمكن التعامل مع بعض الدول تعاملا منطقيا، واستراتيجية الجمهورية الإسلامية هي الحد من التوتر ما دام ذلك ممكنا، لقد أقام قائد الثورة الإسلامية الحجة على السعودية ولكنها لم تتعظ، والامر يختلف مع قطر والأمارات، فهم يلتزمون أكثر ببعض الأمور وما يزال هناك مجال للعمل المشترك مع البلدين.

الدكتور حمزة صفوي

المؤتمر قد يصبح سنويا

وحول ما إذا كانت المؤسسة تخطط لعقد المؤتمر سنويا قال: الأمر صعب جدا، فنحن مؤسسة خاصة، وقد حاولنا الحصول على دعم حكومي ولكنه لم يتجاوز 20% من كلفة عقد المؤتمر، وكانت هذه الضغوط المالية شديدة علينا.

وأضاف: نحن نود عقد المؤتمر سنويا، ولكني لو عقدت مؤتمرا آخرا في هذا المجال، فإنه سيكون لتبادل الآراء حول تحديد الأزمات. ونحتاج مؤتمرا آخرا لعرض سبل التعامل مع الأزمات.

خلال العام القادم سنحاول تحديد الازمات في العالم الإسلامي، حيث أننا نسعى عبر هذه المؤسسة للعثور على السبيل الى الحل. نحن نريد أن نحدد الأوضاع القادمة، لدينا ازمة حدود، لدينا أزمة مياه، لدينا ازمة جيوسياسية ولدينا أزمة سكانية، بإذن الله سنقيم مؤتمرا لسبل حل هذه الازمات وتقديم حلول عملية.

ولفت الى أن القول بأن العالم الإسلامي يعاني من أزمات عديدة ويجب حل هذه الازمات، امر لا يقود الى حل.

نتيجة المؤتمر

وحول نتيجة المؤتمر وما ترتب عليه من استنتاجات قال: إن نتيجة المؤتمر والتقرير النهائي له سوف تقدم الى جميع المؤسسات ذات العلاقة. وقد ارسلنا رسائل حول هذا الموضوع، ولدينا علاقات مباشرة مع الكثير من المؤسسات من وزارة الخارجية الى جمعية التقريب بين المذاهب وجامعة المصطفى العالمية ومنظمة الثقافة والعلاقات الإسلامية.

وأوضح: إن نتائج المؤتمر كانت كثيرة جدا، ولدينا قرابة 200 حوار، وخلال هذا المؤتمر درسنا الكثير من الأمور، وسنقوم بتلخيص كل هذه الدراسات وحذف الأقوال المكررة ثم تقديم الخلاصة للمؤسسات ذات العلاقة، أي جميع المؤسسات المؤثرة في هذا المجال.

ومن ناحية أخرى سنقدم ذلك للطلاب والدارسين الذين يريدون العمل في هذا المجال، وسنضع هذه الخلاصات تحت تصرفهم مجانا، لتكون هذه الدراسات منطلقا لدراسات واقعية في العالم الإسلامي.

احد اصدارات المؤسسة

مراسل تسنيم: ما هي الأهداف التي تطمح مؤسستكم إلى تحقيقها؟

السيد حمزة صفوي: هدف مؤسستنا الأساسي هو دراسة وتحليل واقع الوحدة في العالم الإسلامي وكيفية العمل على تحقيقها، ومن المؤكد أن العمل على تحقيقه يعد تحدياً جاداً لجميع المعنيين والمتخصصين الذي يعتبرونه ضرباً من المحال.

لو تتبعنا تاريخ البشرية لالفينا أن الفكر الفلسفي يؤكد على إمكانية تحقق كل ما يتبادر إلى الذهن، وهذا الكلام لا يعني ضرورة وقوعه، بل مجرد احتمال ذلك على أقل تقدير، وإن ألقينا نظرة عابرة على شتى الأحداث التأريخية لوجدنا بعض الأحداث والنزاعات المحتدمة التي اندلعت لأي سبب كان، ولكننا نلاحظ حدوث نظم آخر بعدها إثر تغير الظروف الحاكمة.

مؤسف أن المسلم يقتل اخاه

وبالنسبة إلى العالم الإسلامي، فإني لا أرى استحالة تحقق هذا الأمر، وحتى لو أننا لم نتمكن من تحقيق الوحدة المنشودة فعلى أقل تقدير ستثمر مساعينا الوحدوية إلى تقليل من حدة أوضاعنا المتأزمة واستئصال النزاعات الموجودة فيما بيننا كأتباع لدين واحد، إذ من المؤسف اليوم نجد المسلم يقتل أخاه المسلم وبعض الشعوب الإسلامية ثرية وتنفق أموالها خدمة للأعداء في حين هناك شعوب مسلمة فقيرة بحاجة إلى هذه الأموال.

المال لا يضمن السلطة

وأؤكد لكم بأن المال لا يمكنه إعانة أية قدرة للتسلط على رقاب المسلمين، وأعني المملكة السعودية، فهي تنفق أموالاً طائلة لتفرض نفسها كرائد للأمم الإسلامية، ولكن هيهات لها ذلك، إذ من المستحيل بمكان امتلاك قلوب المسلمين عن طريق المال وحتى إن قلنا إنه ممكن فهو لا يدوم طويلاً بطبيعة الحال وسرعان ما يؤول إلى الأفول، فما دمت تمتلك المال بإمكانك السيطرة على أنفس البعض ولكن بعد أن تنتهي أموالك سوف يتخلى عنك هؤلاء ويضربونك عرض الجدار.

إذن، ما لم نتمكن من تحقيق هذا الهدف فسوف يؤول مصيرنا إلى الحروب والنزاعات، لذا فإن هدفنا هو العمل على إيجاد تقارب لدى العلماء والمفكرين في العالم الإسلامي.

منشور يشرح أهداف المؤسسة واصداراتها

موسوعة العالم الإسلامي

وأما هدفنا الثالث فهو العمل على إنتاج نصوص تتضمن معلومات حقيقية يمكن للمعنيين بهذا الشأن الاستفادة منها ويعملون بشكل حثيث على توحيد كلمة المسلمين، ومن هذا المنطلق طبعنا كتاباً في إطار ثمانية مجلدات بحيث يمكن اعتباره أهم موسوعة في العالم، وقبل ذلك طبعنا بعض المنشورات والأقراص المضغوطة حول هذا الموضوع، كما قمنا بترجمتها لكي يطلع المسلمون بجميع قومياتهم على ما دون فيها.
طبعنا المجلدات الثمانية بترتيب يتناسب مع الهدف الذي نروم تحقيقه، وفي المرحلة الثانية تطرقنا  إلى البلدان التي تحظى بأولوية بهدف التعرف على نقاط القوة والضعف والعقبات الكامنة في طريق الوحدة الإسلامية، وقد بذلنا قصارى جهودنا لتناول الموضوع بشكل أشمل وأدق وجمع معلومات معتبرة من المصادر الأساسية كي تكون بين يدي الباحثين، وقد نجحنا إلى حد ما إذ لدينا باحثون ثابتون وكذلك هناك باحثون مختصون يتعاونون معنا بشكل مؤقت، وعلى هذا الأساس فإن إنجازاتنا ممتازة مقارنة بعدد كوادرنا، في حين هناك مؤسسات تمتلك كوادر ضخمة ولكنها لا تتمكن من إنجاز ما قمنا به.
/ انتهى /

الأكثر قراءة الأخبار ايران
أهم الأخبار ايران
عناوين مختارة