أحدث خرائط سيطرة الجيش السوري على جبهات القتال ضد الإرهابيين


أحدث خرائط سیطرة الجیش السوری على جبهات القتال ضد الإرهابیین

من يتابع تغير خريطة السيطرة على الميدان السوري، يتجلى له بشكل واضح التقدم الكبير الذي حققه الجيش السوري وحلفاؤه منذ شهر حتى اليوم على امتداد كامل الجغرافيا السورية، مقابل التراجع والانكسارات التي أصابت المجموعات الإرهابية ومن يدعمها من دول إقليمية ومجاورة.

جبهات عدة فتحها الجيش السوري خلال الأيام الماضية، استطاع خلالها أن يسيطر على مناطق ذات أهمية استراتيجية ويبعد في الوقت نفسه خطر المجموعات الإرهابية ومن وراءها من جهات داعمة أبرزها التركي ومشروعه في إنشاء منطقة عازلة في الشمال السوري.

الجبهة الغربية لمدينة حلب:
إنجازٌ كبيرٌ حققه الجيش السوري على الجبهة الغربية لمدينة حلب والتي تعرضت خلال الأسابيع الماضية لهجوم إرهابي شارك فيه أكثر من 5000 إرهابي مدعومين بشكل مباشر من تركيا، حيث كان الهدف من الهجوم فتح ثغرة في الطوق الذي يفرضه الجيش السوري على المجموعات الإرهابية في أحياء حلب الشرقية.
نجحت المجموعات الإرهابية عن طريق المفخخات والانتحاريين الأجانب، في تحقيق تقدم على المحور الغربي لحلب وسيطروا على مدرسة "الحكمة" وجزء كبير من مشروع "1070 شقة"، ليبدأ الجيش بعدها عملية معاكسة ويستعيد النقاط المخترقة ويتابع توسيع سيطرته ليشرف على منطقة "الراشدين" أحد أكبر معاقل الإرهابيين غرب حلب.
التقدم المعاكس للجيش السوري رافقه العديد من الغارات الجوية على طرق إمداد المجموعات الإرهابية القادمة من أرياف إدلب وحماه لمساندة المهاجمين غرب حلب، ما بدّد أحلامهم في إحداث خرق وأصابهم بإحباط شديد، الأمر الذي دفع قيادات المسلحين إلى إعلان وقف الهجوم وبالتالي فشله.


الجبهة الشرقية لمدينة حلب:
في الوقت الذي كان الجيش السوري يعزز نطاق الأمان على الجبهة الغربية لحلب، بدأ عملية عسكرية على عدة محاور في أحياء حلب الشرقية، حقق خلالها تقدماً ملحوظاً، حيث سيطر مؤخراً على كامل حي "مساكن هنانو" من الجهة الشرقية لحلب وصولاً للأتوستراد جنوباً، وباتت القوات السورية تشرف على حي  "الحيدرية وجبل بدر" ومنطقة "الصاخور" لتقترب بذلك من فصل الأحياء الشرقية إلى نصفين، حيث أصبحت المسافة التي تفصل القوات السورية المتقدمة من جهة "مساكن هنانو" شرقاً عن تلك المتقدمة من دوار "الصاخور" غرباً، لا تتعدى 1.5 كيلومتر، كما هو موضح في الخريطة.
بالتزامن مع تقدمه على محاور الأحياء الشرقية، واصل الجيش السوري نداءه للأهالي  ليخرجوا باتجاه الأحياء الغربية لحلب، مستخدماً طرقاً عدة منها إلقاء منشورات تدعوا المسلحين لترك الأهالي وعدم اتخاذهم دروعاً بشرية أو تأمين 6 معابر للمدنيين ومعبرين للمسلحين الراغبين بتسليم أنفسهم للدولة السورية، ومع هذا لم يستطع إلا عدد قليل من الأهالي  (250 شخص) من الخروج باتجاه نقاط الجيش السوري من دون أن تلمحهم أعين المسلحين.


سباق السيطرة على مدينة الباب الاستراتيجية:
مدينة الباب الاستراتيجية القريبة من الحدود السورية التركية، كان لها الوزن الأكبر خلال الأيام القليلة الماضية، نظراً للصراع الحاصل بين العديد من القوى للسيطرة عليها، حيث أن لكل طرف مشروعه الخاص الذي يسعى لتحقيقه، فقد برز التدخل التركي المباشر للسيطرة على الباب من خلال وجود ضباط وجنود أتراك يقاتلون إلى جانب فصائل ما يسمى "درع الفرات" على الجبهة الشمالية من مدينة "الباب"، وما يثبت التدخل التركي الصريح، مقتل 3 جنود أتراك وجرح عشرة آخرين خلال اليومين الماضيين إثر غارة جوية شمال مدينة الباب، اتهمت بها أنقرة الجانب السوري.
وفي هذا السياق صرح اللواء "محمد عباس" لمراسل تسنيم أن هناك العشرات من الآليات والدبابات والمدرعات والمدفعية ذاتية الحركة التي دخلت الأرض السورية ومن يقودها هم أشخاص أتراك" منوهاً "يبدو أن الجيش التركي دخل في هذه الحرب بصفته الأصيلة وزيه العسكري ودباباته وشكله النظامي"
الجيش السوري الذي لن يسمح لتركيا أن تنشئ مشروع المنطقة العازلة على الأرض السورية (حسب تصرحات القادة السوريين)، لم يقف ساكناً بل بادر إلى خطوة استباقية تمكن خلالها من السيطرة على 25 قرية ومزرعة على الجهة الغربية من مدينة الباب ابتداءاً من مدرسة "المشاة" العسكرية وصولاً إلى بلدة "النيربية" شمالاً، ليصبح بذلك محيطاً بمدينة الباب من الجهة الجنوبية والغربية. 

 


الريف الشرقي للعاصمة دمشق:
تجلى الحدث الأبرز في الريف الشرقي للعاصمة دمشق بعملية عسكرية بدأها الجيش السوري على محور منطقة "حرستا" تهدف إلى إعادة تأمين طريق "دمشق – حمص" الدولي.
كما واصل الجيش السوري تقطيع أوصال المسلحين المسيطرين على ما تبقى من الغوطة الشرقية، عبر عمليه عسكرية بدأها من محور بلدة "البحارية" باتجاه بلدة "الميدعاني" بالتزامن مع تقدمه في بلدة "الريحان" ليصبح الجيش على بعد 2 كيلومتر فقط عن مركز مدينة "دوما" معقل "جيش الإسلام" – الفصيل الأخطر في الغوطة الشرقية –



الريف الجنوبي والغربي لدمشق: 
وفي الريف الجنوبي الغربي لمدينة دمشق، نجح الجيش السوري في فرض شروطه على المجموعات المسلحة في بلدة "خان الشيح" بعد حصار خانق ليعلن المسلحون استسلامهم وتسليم البلدة للدولة السورية وقبولهم التوجه إلى مدينة إدلب.
يشار إلى أن "خان الشيح" آخر معاقل جبهة النصرة في الريف الجنوبي الغربي لمدينة دمشق، وخلوها من الإرهابيين يعزز من نطاق الأمان حول العاصمة السورية، خاصة بعد مجموعة من التسويات المشابهة التي حيّدت بلدات عدة عن دائرة الصراع كمدينة داريا المتاخمة للعاصمة وبلدة المعضمية المتاخمة لخان الشيح، إضافة إلى أن تلك المصالحات دفعت الأهالي في عدد من البلدات المجاورة أن يرفعوا صوتهم عالياً مطالبين بتسوية مماثلة وطرد المسلحين إلى الخارج، كما يحصل هذه الأيام في مدينة "التل" بالريف الشمالي لدمشق وبلدات "ببيلا ويلدا وبيت سحم" في الريف الغربي.


جبهة القنيطرة جنوباً:
تقدم ملحوظ حققه الجيش السوري على جبهة "القنيطرة" جنوب البلاد بعد أن سيطر  على تلة "النقار" الغربي بالريف الشمالي بعد معارك مع تنظيم "جبهة النصرة" الإرهابي، ليتمكن بذلك من تأمين طريق "حضر ـ القنيطرة" الرئيسي فضلاً عن السيطرة النارية على موقعي "الكشي" و"طرنجة" بعد استعادة تلة النقار الواقعة شمال "السرية الرابعة" بكيلومتر واحد بريف القنيطرة الشمالي.


في المحصلة، من الواضح حسب ما ذكر أن الأفضلية في الميدان تعود للجيش السوري الذي يسير في خطين متوازيين، الأول دحر المجموعات الإرهابية عبر العمليات العسكرية، أما الخط الثاني فهو التسويات والمصالحات التي تعطي فرصه لمن يودّ العودة إلى كنف الدولة من أبنائها الذين غُرر بهم، ما يحفظ الكثير من الدماء وينهي معاناة الآلاف دون اللجوء إلى الحرب.

/انتهى/

 

الأكثر قراءة الأخبار الدولي
أهم الأخبار الدولي
عناوين مختارة