بعد المناطق الشرقية في حلب ليس كقبلها


بعد المناطق الشرقیة فی حلب لیس کقبلها

والان يمكن القول ان ملف مناطق شرقي حلب أصبح قيد الطي وما بعد المناطق الشرقية في حلب ليس كقبلها، حيث أنّ الجيش السوري وحلفائه سيطروا على اكثر من 60% من هذه المنطقة واعلنوا بعد تطهير المناطق المحررة انه أصبح من الميسر عودة الأهالي إلى منازلهم، هذا في الوقت الذي تواصل فيه طلائع الجيش السوري تحرير بقية المناطق.

وكانت جميع التحليلات والتقارير السياسية منها و العسكرية  حول ذلك قد اكدت أن الجيش السوري مدعوما بالقوات الرديفة سيتمكن خلال بضعة أسابيع أي حتى نهاية العام الجاري من إستعادة هذه المنطقة بشكل كامل وإنهاء الممارسات الوحشية للمجموعات الارهابية ولهذا السبب كانت قد تحدثت قيادة الجيش السوري عن ضرورة القيام بعملية عسكرية في مدينة الباب والتي تبعد حوالي 40 كيلو مترا عن شمال مدينة حلب حتى لاتسمح للقوات التركية احتلال هذ المدينة .

وفي المقابل، قد عملت المجموعات الارهابية وداعميها الاقليميين والغربيين، في ظل الظروف الراهنة، على تغيير التكتيك العسكري حتى تستطيع الحفاظ على ماتبقى لها من قوات وحتى لاترجح كفة الميزان لصالح الجيش السوري وحلفاءه في النهاية، لذلك فإنّ الحرب في سوريا تسرد رواية جديدة عبر إغلاق ملف المناطق الشرقية لمدينة حلب وضرورة انتظار تغيير لافت في المواقف.

وبعد ان رأت المجموعات الارهابية انهيار قاعدتها شرق حلب تخلت عن نمطية التلطي ومدت يد العون علنياً الى الصهاينة، حيث يظهر "فهد المصري" وهو أحد المعارضين البارزين وزعيم مايسمى "مجموعة الإنقاذ الوطني" مخاطبا نتنياهو، رئيس وزراء الكيان الصهيوني وباقي مسؤولي هذا الكيان مطالبا "بالإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد" ومقترحا على الصهاينة اقامة اتحاد اقليمي وتشكيل مجلس امن اقليمي.

من ناحيةٍ أخرى قد اقترح أعضاء مجلس النواب الامريكي في مشروعهم الدفاعي السنوي خيار  إرسال مضادات طيران محمولة على الكتف لما يسمى "بالمعارضة السورية المعتدلة" والمتبقي لكي يفتتح طريق ارسال هذه الاسلحة الى سوريا و تسليمها للمجموعات الارهابية، مصادقة مجلس الشيوخ الأمريكي.

على الرغم من أنّ أمريكا كانت منذ بداية الحرب السورية  احدى الداعمين الرئيسيين ماليا وعسكريا لهذه المجموعات لكنها لم تكن مستعدة لإرسال هذا النوع من الأسلحة ويبدو أن أعضاء الكونغرس يسعون الى تغيير السياسة الأمريكية تجاه سوريا على اقل تقدير، و يمكن تحليل هذه المساعي في ناحيتين: الأولى من ناحية عدم الثقة بسياسة دونالد ترامب الرئيس الأمريكي المنتخب حول الحرب في سوريا و الثانية من ناحية الاوضاع التي نتجت عن الوضع الميداني في الحرب السورية.

 وكان ترامب قد بين خلال معركته الانتخابية عدم رغبته في الخوض بالحرب السورية، بل كان قد أكد على الاستعداد للتعاون الوثيق مع سوريا في هذا الشأن، لكن الاشخاص الذين تم تعيينهم في وزارة الدفاع او مستشارين للأمن القومي هم من الوجوه المعروفة بإثارتها للحروب، ممّا يثير الشكوك حول السياسة التي سيتبعها ترامب حيال الأزمة السورية بعد دخوله للبيت الأبيض. كما بدأ أعضاء الكونغرس الأمريكي منذ الان بالعمل على تصويب ذلك القانون الذي يسمح بتسليم صفقة مضادات الطيران للمجموعات الارهابية  لكي لايتمكن ترامب من القيام بأي عمل مؤثر حيال عملية التدخل في حرب سوريا وانقاذ الارهابيين، وتشير اوضاع الميدان مع اغلاق ملف المناطق الشرقية في حلب الى ان الجماعات الأرهابية ليست قادرة على المحافظة على ماتبقى لها من مناطق في حلب والصمود في وجه الجيش السوري و القوات الرديفة .

ونوهت صحيفة واشنطن بوست بالنظر الى هذه الحقائق الميدانية الى احتمالين:  أول هذين الاحتمالين  أنّ المجموعات الارهابية ستتحالف مع تنظيم القاعدة والأحتمال الثاني هو تغيير الاستراتيجية الحربية الى حرب عصابات والقيام بهجمات محدودة على مواقع القوات السورية والروسية .

وبما ان "القاعدة" في سوريا ليست بعيدة عن الرؤى الامريكية كما تظهر طريقة تعامل امريكا مع جبهة النصرة وجيش الفتح حاليا، هذا الشىء، يجب القول أن الأحتمال الأول ليس مستثنى من قاعدة التدخل الامريكي في الحرب في سوريا ويجب ان نوحد هذا الاحتمال مع احتمال صحيفة واشنطن بوست الثاني وستكون نتيجة ذلك استراتيجية واشنطن بعد معركة حلب، هذه الاستراتيجية التي تدور حول محور  تشكيل مجموعات مسلحة صغيرة وبدلا من الاستقرار في منطقة محددة تنتشر في عدة أماكن وتقوم بما يسمى حرب عصابات كما ان مشروع إرسال وتسليم مضادات الطيران المحمولة على الكتف تتماهى مع هذه الاستراتيجية على أن لاننسى الدعم والمساندة التي سوف يقدمها الصهاينة لهذه المجموعات وعلى الأخص بعد تصريح فهد المصري.

على أي حال ان إغلاق ملف المناطق الشرقية لمدينة حلب ادى الى مواصلة المجموعات الارهابية وداعميها الحرب عبر تغيير الاستراتيجية والتوجه الى حرب العصابات رغم ان وتيرة زوال هذه المجموعات لن يبقي مجالا ثانية لمواصلة حربهم على شاكلة حرب العصابات.

المصدر: صحيفة جوان الإيرانية

/انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار ايران
أهم الأخبار ايران
عناوين مختارة