رسائل قوية تلقاها أردوغان من موسكو وطهران ودمشق حول مدينة "الباب"

رسائل قویة تلقاها أردوغان من موسکو وطهران ودمشق حول مدینة "الباب"

قال الخبير الاستراتيجي الدكتور عقيل محفوض في حديثه لمراسل تسنيم في دمشق: إذا لم يخرج المسلحون من أحياء حلب بموجب تفاهم، فإنهم سيخرجون تحت ضغط القوة العسكرية لأن التقدم في حلب هو قرار نهائي ولن يقف الجيش السوري وحلفاؤه عن أي جزء من المدينة.

وعن احتمال أن نشهد توافقاً روسياً أمريكياً لإجلاء من تبقى من مسلحين في أحياء حلب الشرقية، قال الخبير عقيل محفوض: "أتصور أن أمريكا ليست جادة، لأنه سبق لها وأن أجهضت مجموعة من التفاهمات خلال العام الماضي، بما فيها مبادرة ديميستورا من أجل فتح ممرات وإخراج مقاتلي "جبهة النصرة" من شرق حلب إلى إدلب، حيث لم تكن واشنطن متعاونة في هذا الموضوع".

لافتاً أنه "طالما أمريكا تقوم بدور الواجهة أو الجناح السياسي للجماعات المسلحة فإنها بالتأكيد لن تفك بسهولة هذا الترابط بينها وبين المسلحين، وهي "غير قادرة" الآن  على القيام بهذه المهمة لأن الرئيس أوباما حالياً في فترة انتقالية وبالتالي هناك صعوبة باتخاذ قرارات حاسمة في المسألة السورية التي من غير الممكن  لرئيس منتهية ولايته أن يقرر أشياء أساسية فيها".

واعتبر محفوض أنه  "إذا لم يخرج المسلحون بموجب تفاهم فإنهم سيخرجون تحت ضغط القوة العسكرية لان التقدم في حلب هو قرار نهائي ولن يقف الجيش السوري وحلفاؤه عن أي جزء من المدينة".

وعن إمكانية أن تمارس بعض الأطراف ضغوطاً على الجانب الروسي لفرض هدنة جديدة في حلب، أكد الخبير عقيل محقوض أن "هذه المرحلة قد مضت لأن الروس أصبحوا مدركين أن عدة تفاهمات تم إجهاضها ولم تحقق مكاسب بل على العكس كانت فرصة للجماعات المسلحة وداعميها وخاصة تركيا وأمريكا والسعودية وغيرها من أجل إعادة تهيئة الظروف المناسبة للجماعات المسلحة".

لافتاً أنه "في الهدن الأولى حدث واستفادت المعارضة منها، أما الآن  فإن كلاً من موسكو ودمشق وطهران فهموا الدرس بشكل جيد وأتصور أنه في أي هدنة قادمة سيكون هناك ضمانات بأن لا  تكون مفيدة للجماعات المسلحة، خاصة بعد التقدم العسكري الكبير الذي حصل في حلب".

وحول الموقف التركي بعد تحرير الجيش السوري أكثر من 85 بالمئة من شرق مدينة حلب، قال الخبير عقيل محفوض: "أردوغان الآن ليس مقتنعاً أن يتوقف على تخوم "الباب" والظرف لا تسمح له بأن يفعل أكثر من ذلك، حيث أتته رسائل قوية من موسكو وطهران وأيضاً من دمشق".

مضيفاً: "أتصور أن أردوغان الآن في ظرف حرج يترقب أي احتمال بأن يخرج التفاهمات مع موسكو وطهران لأن رهان أردوغان على حلب هو رهان كبير ولا يستطيع أن يقبل باستعادة المدينة من قبل الجيش السوري إلا إذا كان يأمل أن يحصل على مكاسب في مكان ما، لذلك أتصور أنه يتحيّن أي فرصة من أجل أن يعود ليلعب بأوراق الصراع في حلب أو ريف أو حتى مدينة الباب."

وعن الخيارات المحتملة أمام التركي في حال حرر الجيش السوري كامل مدينة حلب، قال الخبير عقيل محفوض: "إذا تم استعادة مدينة حلب بالكامل فهو انتصار هام للجيش السوري وحلفائه ولكنه ليس نهاية المطاف، فنحن الآن نستعيد مدينة لتصبح تحت سيطرة الدولة، لكن الريف أيضاً يقع تحت سيطرة الجماعات المسلحة وهذه الجماعات موالية لأطراف منها تركيا وأطراف أخرى، لذلك ما تزال المسألة تابعة لتجاذبات واحتمالات كثيرة جداً".

لافتاً إلى أن "التدخل التركي محكوم بالتفاهمات وفي حال رأى أن لديه القدرة على تجاوز هذه التفاهمات فمن الممكن أن يعيد دعم أي جماعة مسلحة تحاول العودة إلى حلب"
واعتبر محفوض أن "مدينة حلب لن تكون آمنة طالما أن ريفها بيد الخصوم وبالتالي أعتقد أن المعركة لن تنتهي في وقت قريب والتركي لا يلعب لوحده بل هناك تفاهمات له مع أمريكا وفرنسا وغيرها وكما نعلم أنه في ريف حلب هناك قواعد للولايات المتحدة الأمريكية وقواعد للناتو والفرنسيين والأتراك، وما تزال هناك فصول كثيرة للمعركة أمام الجيش السوري وحلفائه في شمال البلاد."

وعن نظرته للواقع السوري وما إذا كنا قد دخلنا بالفعل مرحلة نهاية الإرهاب في سوريا قال الخبير محفوض: "إن ما كان يقال عن سوريا في بداية الأزمة، أصبح الآن مهجوراً إلى حد كبير ولم تعد تلك  العبارات والمسميات موجودة فحتى لغة التعبير السياسي قد تغيرت وهذا أمر جوهري".

لافتاً أن "سوريا تجاوزت مخاطر كثيرة ولكن ما يزال أمامها الكثير لأن داعمي الإرهاب مازالوا موجودين، وإذا أجرينا مقارنة بين ما كنا عليه وما آلت إليه الأمور فإن البلد في وضع أفضل بكثير ونأمل أن تستمر عملية مكافحة الإرهاب وأن تستمر جهود سوريا مع حلفائها في كسر هذه الحلقات الداعمة للإرهاب في هذا البلد."

/انتهى/

أهم الأخبار حوارات و المقالات
عناوين مختارة