مشيخات الخليج تشوش على دور إيران في حل الأزمة السورية.. الأسباب والخلفيات


مشیخات الخلیج تشوش على دور إیران فی حل الأزمة السوریة.. الأسباب والخلفیات

دمشق - تسنيم : من الواضح أن سعي الجمهورية الإسلامية الإيرانية لحل الأزمة السورية وانشغال اللاعب الأمريكي بترتيب بيته الجديد واضمحلال الدور السعودي، دفع وسائل إعلام الدول العربية بالخليج الفارسي للتشويش على الدور الإيراني ومحاولة خلق عداء وبلبلة مع موسكو بعد التقارب الروسي التركي الأخير.

بات العالم بأسره يدرك حجم الدعم الذي تقدمه الجمهورية الإسلامية الإيرانية للدولة السورية، في حربها ضد الإرهاب، سواء كان هذا الدعم سياسياً، أم اقتصادياً أم اجتماعياً، أم حتى عسكرياً، حيث تنطلق طهران بمواقفها هذه، من مبادئها الثابتة وفي مقدمتها، ضرورة عدم تغيير الحكومات الشرعية بطرق لا تتماشى مع القانون الدولي، وإيمان الجمهورية الإسلامية الراسخ، بأن دمشق تواجه إرهاباً عالمياً يجب مكافحته بشتى الطرق.

ونظراً للدور الأساسي والمحوري للجمهورية الإسلامية الإيرانية في سعيها لحل الأزمة السورية، عمدت وسائل الإعلام الغربية والخليجية وأبرزها السعودية، إلى التشويش ومحاولة التعتيم على الدعم المقدم من طهران لدمشق، في مقابل الدعم الذي تقدمه روسيا للدولة السورية.

فمنذ بداية الأزمة السورية، وقفت طهران مع دمشق جنباً إلى جنب في حربها المفتوحة ضد الإرهاب، وواجهت كافة المحاولات الغربية الرامية لإظهار حلفاء سوريا على أنهم يقتلون الشعب السوري، وتجلى ذلك في المحافل الدولية التي تكون فيها إيران حاضرة، أو حتى في لقاءات المسؤوليين الإيرانيين مع نظرائهم الغربيين، إضافة إلى توقيع عدد كبير من الاتفاقيات الاقتصادية والبروتوكولات بين إيران وسوريا،  ناهيك عن وجود المستشارين العسكريين الإيرانيين على الأرض السورية.

على الرغم من كل الدعم الذي تقدمه طهران لحليفتها دمشق في السياسية والميدان، تسعى وسائل الإعلام الغربية والخليجية إلى التعتيم على الدور الإيراني من خلال نقاط أبرزها:

أولاً: إجراء عمليات مقارنة مغلوطة بين حجم الدعم المقدم من روسيا والدعم الذي تقدمه الجمهورية الإسلامية إلى سوريا، والعمل على تقزيم الدور الإيراني، بعد الدخول الجانب الروسي على خط الأزمة السورية.

ثانياً: الترويج لفكرة أن حلفاء سوريا والجيش السوري، همهم الوحيد "قتل الشعب السوري" خدمة للمصلحة الشخصية، وتدمير ما يسمى "الثورة السورية".

ثالثاً: إثارة النزعات الطائفية وتصوير الدور الإيراني في سوريا على أنه دعم للشيعة في قتال أهل السنّة، وذلك بهدف تأجيج الرأي العام العربي والعالمي ضد الدور الإيراني في الأزمة السورية.

لكن على الرغم من هذا التحريض الواسع من قبل الإعلام العربي والغربي، لم يتأثر الدور الإيراني تجاه القضية السوري، بل على العكس تماماً، فقد لوحظ في المرحلة الأخيرة حراك إيراني سوري مشترك على أعلى المستويات، ما يشير إلى حجم التنسيق العالي المستوى بين الدولتين السورية والإيرانية، وهو ما يُلاحظ من خلال الزيارات المتبادلة بين الطرفين، والتي كان آخرها زيارة وزير الخارجية والمغتربين السوري وليد المعلم، واللواء علي مملوك رئيس مكتب الأمن الوطني السوري إلى طهران، ولقائهم كبار المسؤولين الإيرانيين، إضافة إلى توجه وفد إيراني رفيع المستوى إلى دمشق برئاسة رئيس لجنة الأمن القومي في مجلس الشورى الإسلامي الدكتور علاء الدين بروجردي وذلك بعد يومين فقط على زيارة الوفد السوري إلى طهران.

من الواضح أن سعي الجمهورية الإسلامية الإيرانية لحل الأزمة السورية وانشغال اللاعب الأمريكي بترتيب بيته الجديد واضمحلال الدور السعودي، دفع وسائل الإعلام الخليجية للتشويش على الدور الإيراني ومحاولة خلق عداء وبلبلة مع موسكو بعد التقارب الروسي التركي الأخير.

/انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار الدولي
أهم الأخبار الدولي
عناوين مختارة