حلب واحياء الاقتصاد السوري

حلب واحیاء الاقتصاد السوری

طهران - تسنيم: مما لاشك فيه ان تحرير مدينة حلب من المجموعات الارهابية كان له صدى كبيرا وشكل مادة اعلامية دسمة شغلت وسائل الاعلام المسموع والمقروء والمرئي في كل انحاء العالم لما لهذه المدينة من اهمية استراتيجة وعسكرية في الحرب السورية ولان مدينة حلب معروفة بانها العاصمة الاقتصادية لسوريا،كيف سيؤثر تحرير حلب على الواقع الاقتصادي السوري؟

مدينة حلب اكبر المدن السورية من ناحية عدد السكان وتعد واحدة من اقدم المدن المأهولة في التاريخ وكان موقعها الجغرافي الهام الواقع على الطريق التجاري بين الهند والصين من الشرق واوربا من الغرب اهم الاسباب التي اكسبتها هذه الاهمية الاقتصادية، وتتركز معظم الصناعات في سوريا في هذه المدينة منها الصناعات الحرفية واليدوية العريقة مثل الحفر والنقش على الزجاج  والصناعات النحاسية وهي مركز هام للمشغولات الذهبية والاحجار الكريمة بالاضافة الى الصناعات الحديثة كالصناعات الكيميائية والكهربائية والصناعات الدوائية وايضا الصناعات النسيجية التي كانت تصدر لكل دول العالم بسبب جودة القطن السوري الممتازة.

لماذا حلب؟

تشكلت في حلب غرفة للتجارة عام 1885 مما جعلها اقدم غرفة تجارة في الشرق الاوسط، وتبلغ صادرات حلب الصناعية حوالي 50 بالمئة من مجمل الصادرات السورية حيث بلغت قيمة الصادرات في عام 2010 حسب احصائية غرفة التجارة في حلب 508 مليون دولار امريكي، وتعد مدينة الشيخ نجار الصناعية الموجودة في حلب من اضخم المدن الصناعية في الوطن العربي بحوالي 4412 هكتارا، حيث بلغ حجم الاستثمار فيها اكثر من 2 مليار دولار امريكي حتى العام 2009 وتؤمن مدينة الشيخ نجار الاف فرص العمل للمواطنين.

التخريب الممنهج:

منذ بداية الازمة السورية كان التركيز كبيرا على مدينة حلب من قبل المجموعات الارهابية والدول الداعمة لها لعلمها بان ضرب الحركة الاقتصادية والصناعية سيؤثر بشكل كبير على الاقتصاد السوري وبالتالي سيشكل ورقة ضغط على الدولة.

من اللحظة الاولى لدخول الارهابيين الى قسم من احياء حلب عمدوا الى تخريب البنية التحتية للمدينة وقاموا بتفكيك اغلب المصانع وبيعها في السوق السوداء وقاموا بتدمير البقية كما عمدوا الى تدمير مصادر الطاقة والامداد الرئيسية من الماء والكهرباء.

كان الهدف من ذلك ايقاف الحركة الصناعية ومنع الدولة من الاستفادة مجددا من المصانع في حلب لانعاش الاقتصاد وذلك لعلمهم ان الجيش السوري لن يترك حلب وستكون من اولوياته تحريرها.

وفي دراسة حول الخسائر التي مٌنيت بها "عاصمة الشمال" التي تبلغ مساحتها 10% من مساحة سوريا، بلغت مساهمة حلب في الاقتصاد السوري 24% قبل أن تعصف بها رياح الحرب، في حين احتلت خسائر حلب الاقتصادية 40% من مجمل خسائر سوريا، وذلك بحسب ما نقلت قناة "سي إن بي سي" الاقتصادية العالمية، عن تقارير للإسكوا و البنك الدولي ومنظمة "أي إف أم" ودراسات محلية داخلية.

وتراوحت خسائر حلب من مجمل خسائر الناتج الإجمالي المحلي ما بين 32 – 68 مليار دولار، بينما بلغ حجم الخسائر في الرأسمال المادي 36 مليار دولار، وارتفعت مستويات الفقر حتى 85%، وبلغت نسبة البطالة 60% وفق المصدر ذاته.

حلب ما بعد التحرير:

تدرك الدولة السورية جيدا ان اعادة اعمار حلب ضروري لدفع العجلة الاقتصادية ولتحسين الوضع الاقتصادي ورفع القدرة الشرائية لليرة السورية تجاه الدولار الامريكي وذلك عن طريق تصدير المنتجات الصناعية للمدينة الى دول العالم.

وفي سبيل ذلك اقر مجلس الوزراء برنامج لاعادة اعمار حلب يتضمن بالاضافة الى الناحية الخدمية التي تمس المواطن بشكل مباشر خطة لتامين امدادات الكهرباء والماء والوقود الى حلب وتقديم تسهيلات للحرفين والصناعيين في محاولة لتسريع اعادة الخدمات الصناعية والانتاجية للمدينة وتشجيع المستثمرين على العودة اليها.

/انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار الأقتصاد
أهم الأخبار الأقتصاد
عناوين مختارة