تفتيش العقائد ونشر الرعب في قلوب الاعداء عبر استهداف عوائلهم بلا هوادة وحتى سبي نسائهم وذبح اطفالهم، كل ذلك لم يدفع "وادي حجر" للاستسلام؛ فاستمرت عمليات المقاومة العراقية في هذا الوادي تؤرق داعش وتهدد مقاتليه في كل حين.
داعش الذي لطالما تبجح بشدة مقاتليه وغلاضتهم، وتفنن في اصدار الأشرطة الدعائية لجذب المزيد من البرابرة لتدعيم صفوفه، تعرض لصفعة ربما كانت الأشد في 24 اكتوبر 2016، عندما هاجمت مجموعة شباب من أهالي وادي حجر موقعا لمقاتلي التنظيم فقتلت 17 داعشيا، ليلوذ باقي أفراد التنظيم بالفرار من الحي فانكسرت شوكة التنظيم الاعلامية وأنكشف أمره.
رد التنظيم جاء كالمتوقع حيث فرض حصارا على الحي ودفع اهاليه الى التجمع في مدرسة ليعتقل العشرات من أبنائها ويقتادهم الى جهة مجهولة.
الارهاب لم يُرهب وادي حجر بل زاده صمودا واستمرت عمليات اغتيال الدواعش في الحي، مما دفعه الى خطف 250 مواطنا آخرا في شهر كانون الاول من عام 2016.
موقع حي وادي حجر على الخريطة
في نهاية يناير 2017 شن تنظيم داعش حملة الاعتقالات في وادي حجر للسيطرة على الوضع ومنع حدوث ثورة داخلية ضده، تزعزع أمنه أو تسهل عملية اقتحام القوات المسلحة العراقية للجانب الأيمن من الموصل.
وفي الثامن من فبراير الجاري أفاد مصدر أمني في قيادة عمليات تحرير محافظة نينوى، بقيام عناصر من تنظيم داعش بحرق عشرة مدنيين جنوبي الموصل400 كلم شمال بغداد.وقال العقيد خالد الجواري، إن "عناصر تنظيم داعش أقدموا على إعدام عشرة مدنيين حرقا وسط تجمهر للمدنيين في منطقة وادي حجر جنوبي الموصل على خلفية التعاون مع القوات العراقية عبر أجهزة الهاتف النقالة".
الحي القريب من مطار الموصل والذي أرق تنظيم داعش على مدى عامين، كان دائما مصدر تهديد لتنظيم داعش الذي اطلق عليه اسم "حي الرِدة" في اشارة الى تمرده على التنظيم.
واليوم بعد ساعات من انطلاق عمليات تحرير الجانب الأيمن لمدينة الموصل يُطلق النشطاء العراقيون نداءات لتعجيل تحرير هذا الحي بعد ان قدمت عوائله عشرات الشهداء في قتالها ضد تنظيم داعش المتطرف، لعل القوات الامنية تعجل انهاء معاناة الحي الذي ارتد الى أحضان الوطن، بعد ان حاولت أيادي الدواعش انتزاعه من الوطن وتدنيسه.
اعد التقرير: ياسر الخيرو
/انتهى/