سياسة دي ميستورا في دعوة وفود المعارضة إلى جنيف تتيح للسعودية تعطيل المفاوضات


سیاسة دی میستورا فی دعوة وفود المعارضة إلى جنیف تتیح للسعودیة تعطیل المفاوضات

دمشق - تسنيم : قال الخبير السياسي السوري أسامة دنورة في حديثه لمراسل تسنيم في دمشق: إن المنصات المعارضة التي تم استثناؤها أو كان لها ثقلاً ضعيفاً في جنيف لم تكن راضية عن تركيبة دي ميستورا وهذا الأمر يتيح لبعض الأجندات الدولية المتشددة كأجندات السعودية أن يكون لها الكلمة الفصل في استراتيجية التعطيل.

وعن الأنباء التي تحدثت عن تسريب تفاصيل الورقة التي تسلمها ممثل الوفد السوري إلى جنيف الدكتور بشار الجعفري، والحديث عن إمكانية توحيد المعارضات السورية في جنيف، قال الخبير السياسي أسامة دنورة: "للعلم ومن خلال تجربتي ومشاركتي بحضور مباحثات جنيف فإن الحديث عن تسريبات لأوراق أو قرارات في جنيف، هي أمور ليست صحيحة بل تكون دائماً عبارة عن توقعات".

لافتاً أن "المعارضة والمجموعات المسلحة تقوم بتسريب بعض الأمور في بعض الأحيان، أما من طرف الجانب السوري أو من طرف مكتب دي ميستورا لا يحدث هذا الأمر أبداً، ولا أعتقد أن أحداً يمكن أن يعرف الأمور التفصيلية في المباحثات وإذا ما عُرفت فهذا الأمر يحتاج إلى وقت ومن الصعب جداً أن تتسرب بشكل سريع".

وعن التقدم الذي يمكن أن يحرزه جنيف 4 لحل الأزمة السورية في ظل التطورات الدولية الكبيرة التي شهدتها سوريا منذ جنف 3 إلى الآن كالتدخل التركي أو طرح مسودة دستور جديد للبلاد، قال الخبير السياسي دنورة: "بالتأكيد فيما يتعلق بجنيف 4 هناك مدخلات إيجابية وأخرى سلبية وإن كان معظم المراقبين يرون أن حجم المدخلات السلبية أكثر من الإيجابية، وأضيف إليها التفجير الإرهابي الذي استهدف مدينة حمص مؤخراً وهو محاولة مكشوفة من قبل تنظيم "جبهة النصرة" لنسف المحادثات والتأثير على وقف العمليات القتالية".

وأضاف دنورة: "إن هذا العمل الإرهابي يطرح بشكل مباشر أولوية محاربة الإرهاب ضمن إطار المفاوضات، ومن المؤكد أنه إذا لم تكن أرضية مشتركة قائمة على رغبة جميع الأطراف في مكافحة الإرهاب وفصل نفسها بشكل كامل عن الظاهرة الإرهابية فعملياً هذه المفاوضات لا تقود إلى أي مكان بل ستكون محادثات ما بين وفد دولة ذات سيادة وما بين قوى لا تبدو واضحة الانفكاك عن الظاهرة الإرهابية بل تتبناها وتعتمد عليها في كثير من الأحيان كرافعة لموقفها السياسي كما نجد اليوم".

وأشار الخبير السياسي دنورة إلى أن مجموعة الرياض تطلق مجموعة من المواقف المتشنجة بالتوازي مع المواقف المماثلة التي يطلقها وزير خارجية النظام السعودي الجبير ونجد في الوقت نفسه أن هناك تفجيرات إرهابية على الأرض تستهدف مدنيين وعسكريين سوريين بطريقة إجرامية".

وعن السبب وراء عدم الرضى والنقد الكبير الذي يوجهه كلٌ من وفد الدولة السورية ومعظم المعارضين في جنيف إلى المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، أوضح الخبير السياسي أسامة دنورة في حديثه لمراسل تسنيم: "ليس جديداً أن القرار 2254 بصريح العبارة طلب من المبعوث الدولي لسوريا مهما كان اسمه، أن يحضر أوسع طيف ممكن من المعارضة السورية" لافتاً أنه "عندما يذهب ديمستورا إلى وضع الثقل النوعي لوفد المعارضة لدى مجموعة الرياض ويذهب إلى إقصاء منصات أخرى دون منهجية واضحة لتشكيل الوفد المعارض ومن دون أن يكون هناك شفافية في التشكيلة التي اتبعها هذا الوفد، فمن المؤكد أن هذا جزء من المدخلات السلبية والغير ملائمة للخروج بمخرجات إيجابية للعملية السياسية في جنيف"

وأضاف: "لذلك فإن المنصات التي تم استثناؤها أو كان لها ثقلاً ضعيفاً في المعارضة لم تكن راضية عن هذه التركيبة وهذا الأمر يتيح لبعض الأجندات الدولية المتشددة كأجندات السعودية أن يكون لها الكلمة الفصل في استراتيجية التعطيل".

مشيراً إلى أن "هناك استراتيجية تعطيل كانت في الجلسات السابقة لجنيف والآن نقرأها في كلام الناطقين باسم مجموعة الرياض ووزير خارجيتها الجبير، وطالما كان هؤلاء يتحكمون في مشهد وفد المعارضة وطالما كانت لهم الكلمة الفصل في التصريح باسم الوفد المعارض، فهذا يعني أن العملية لن تكون متوازنة ويعني احتكار التمثيل لدى طرف واحد لديه رغبة مسبقة في التعطيل وبالتالي لن نصل إلى نتائج إيجابية".

/انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار الدولي
أهم الأخبار الدولي
عناوين مختارة