المعارضة ميس كريدي: دي ميستورا متحيّز


المعارضة میس کریدی: دی میستورا متحیّز

دمشق-تسنيم: تحدثت الناطقة الرسمية باسم معارضة الداخل السوري السيدة ميس كريدي لمراسلة تسنيم عن الأسباب وراء عدم توجه معارضة الداخل لحضور مؤتمر جنيف 4، مشيرة إلى أن على ديميستورا أن يستقيل من منصبه إذا كان غير قادر على إنجاز مهامه كما يجب.

حول الأسباب التي دعت المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا لعدم توجيه دعوة لمعارضة الداخل السوري من أجل التوجه إلى جنيف 4، قالت الناطقة الرسمية باسم المعارضة الداخلية ميس كريدي: "للأسف، فإن ديميستورا لم يطبق القرار 2254 وللأسف أنه يريد أن يوضح تحيزه لمحور من المحاور الدولية المتصارعة، وللأسف أنه يتجاوز مهامه الوظيفية كونه ممثل للأمم المتحدة، وكل محاولاته لإبداء حالة من التوازن لم تعد تفي بالغرض" لافتة "نحن كوفد "حميميم" (معارضة الداخل) وأنا ناطق رسمي لهذا الوفد، أصدرنا بيان بعدم المشاركة في جنيف، قبل أن تستكمل الدعوات، لكن يبدو أن السيد دي ميستورا قرر أن يوضح اصطفافه، ونحن كمعارضة داخلية لدينا ثوابت لا تعجب الآخرين"

وأضافت كريدي:"من المفترض أن يكون دي ميستورا صاحب قرار ومن المؤكد أن عليه ضغوط ومن المؤكد أن المحاور الدولية تتدخل وأن هناك تسويات تحكى بين الدول، ولكن في النهاية هو واجهة هذا القرار والمفروض أن يطبقه، فإذا كان (دي ميستورا) غير قادر على إنجاز مهمته الوطنية فمن الأفضل له أن يستقيل حتى يحترم مهمته ومكانته وإذا كان متواطئ مع الخيارات الدولية ويريد أن ينفذها فأيضاً هذا الأمر يتجاوز حدود وظيفته."

لا أحد مخول لتقديم الدساتير للشعب السوري

وحول مقترح مسودة الدستور الجديد لسوريا الذي قدمته موسكو لبعض الأطراف المعارضة، لفتت كريدي: "نحن كمعارضة الداخل، رفضنا مقترح الدستور واعتبرنا ألا أحد مخوّلا أن يقدم دساتير للشعب السوري، بل يحدد الدستور وفق استفتاء عبر الآليات المؤسساتية المعتمدة التي يقرر بها الشعب السوري مصيره".

وحول مشاركة قادة عن الفصائل المسلحة في جنيف، ونظرة المعارضة الداخلية لهذه المشاركة، تساءلت المعارضة السورية ميس كريدي: "إذا كنا سنُحضر المسلحين إلى جنيف، فهل هم راغبون بالانتقال إلى حالة سياسية؟ أم أنهم جاؤوا كأداة ضغط تركية على الشعب السوري؟" مضيفة "أنا أسميتهم جيش أردوغان وقلت أنه يأتي بجيشه إلى "أستانا" ليفاوضنا عليه" وأضافت: "إذا ذهبت هذه الفصائل معنا في محاربة الإرهاب، الذي أنتج منها أو أنتج لها فماذا ستكون النتيجة؟ وما هي حدود التطلعات؟" مؤكدة "نحن داعمون للحل السياسي في سوريا ولكن إمكانية الحل السياسي لا يمكن أن تكون إلا على أيدي السياسيين"

الازمة الكردية

وعن رؤيتها لحل المسألة الكردية في سوريا قال كريدي: "موضوع الإخوة الأكراد، يجب أن يحل في الإطار الوطني السوري، بمفاوضات داخلية تحت سقف وطني بين الدولة ومؤسساتها، أو بين المعارضة الوطنية والإخوة الأكراد، وماعدا ذلك إذا ذهبنا إلى شرعنة شيء خارج الأطر السياسية أو الأطر المحلية، فهذا سينعكس على الدول الإقليمية سلباً" لافتة أن "الأمريكان يؤمنون بالفوضى الخلّاقة ويريدون إعادة إنتاج المنطقة من جديد، وهذه طريقة لتدمير المنطقة عبر تفكيكها بشعارات كبرى".

فوضى المنصات

وحول الفوضى التي سادت منصات المعارضة الثلاث المشاركة في جنيف (موسكو والقاهرة والرياض)، أوضحت كريدي: "في مسألة فوضى المنصات، من المؤكد أن هناك منصات لا يمكن أن تُشكّل من دون أن تموّل، وأكيد أننا نقرأ الكثير من البنود التي تصدر عن بعض الأشخاص على أساس أنها بنود كتبوها معاً، من ثم نكتشف أنها مترجمة عن منظمات دولية وتتبع لأجندات وسفارات" مضيفة : "المؤسف في المعارضة السورية أنها اتجهت إلى السفارات بدل أن تتجه إلى الشعب السوري وهذه نقطة سلبية على المعارضة، ولو أن المعارضة الداخلية هي الأقل انغماساً في هذه المسألة، لكن كان خطأ المعارضات السورية منذ البداية أنها ذهبت إلى السفارات ولم تتجه إلى عقل المواطن السوريلذلك نجد أنه ليس لها صدى بين المواطنين السوريين".

علاقات المعارضة بطهران

وعن مستوى التنسيق بين طهران وبين المعارضة الداخلية في سوريا، أوضحت كريدي: "في بداية الأحداث كنا في هيئة التنسيق، وهذه الهيئة زارت طهران عدة مرات، وكان هناك قلة وعي سياسي والحالة غير ناضجة بشكل جدّي في ذاك الوقت، وكان هناك خوف من الشارع لوجود تأجيج سعودي وقطري، فذهب عدد من المنتمين لهيئة التنسيق سراً (إلى طهران) من ثم أصبحوا يذهبون علناً فيما بعد" وتابعت كريدي: "أنا أطلب اليوم زيارة إلى الخارجية في طهران ونحن جاهزون"

اعادة توزيع المصالح

وعن نظرتها لمستقبل سوريا بعد ست سنوات من الحرب عليها، قالت المعارضة السورية ميس كريدي: "الشعب السوري تعب من أن يدفع ثمن صراعات الآخرين، وتعب من أن يزج بشعارات تحت مسمى الحريات والحقوق" مضيفة "نحن نريد الحقوق والحريات، لكن الغرب يستخدم هذه الفكرة لاستكمال الحرب على سوريا بشرعية أنها حرب للحصول على حرية أو حرب من أجل انتصار الديمقراطية، وهذا الكلام غير صحيح، فالحرب الحالية الآن هي لإعادة توزيع المصالح وضمن هذا الاشتباك ستكون الحرب طويلة لأنه أعتقد أن الشعب السوري يزداد صلابة ومعاندة وإصرار وتمسك بدولته لشعوره بالمهانة على كل الصعد، والآن كل شخص تحت مسمى دبلوماسي من دول الاشتباك يخرج إلى الإعلام ويصرّح بالنيابة عن الشعب السوري، يحتقرون هذا الشعب بأن يصرحوا باسمه"

وأكدت كريدي: "هذا الشعب هو من يقرر من يرأسه وهو يقرر كيف ينتمي وهو يقرر أعضاء مجلس الشعب ومع الأسف حتى حين يقرر الشعب السوري يخرجون باستنتاجات وفبركات وينقضون إرادة الشعب السوري "

وقالت كريدي: "على الدول أن تقبل بمنتجات الديمقراطية لكن للأسف الديمقراطية لعبة وكذبة والمطلوب تصفية الشعب السوري حتى تصبح الأرض ممهدة وسهلة المنال فيتمكنون من بناء إمبراطوريات نفطية على جماجم الشعب السوري".

/انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار الدولي
أهم الأخبار الدولي
عناوين مختارة