المقاومة تمكنت من إنهاك الصهاينة في حرب استنزافية

المقاومة تمکنت من إنهاک الصهاینة فی حرب استنزافیة

تسنيم / خاص- مؤتمر دعم انتفاضة الشعب الفلسطيني دحض مزاعم الصهاينة الذين يطالبون بلدان العالم بالاعتراف بكيانهم رسمياً كدولة يهودية، وهذا المؤتمر ألقمهم حجراً وفند كل ما تفوهوا به.

هذا التقرير هو الثاني من ثلاثة تقارير حول ما تمخض عنه المؤتمر السادس لدعم انتفاضة الشعب الفلسطيني من نتائج والذي عقد مؤخراً في العاصمة الإيرانية طهران، وهو خلاصة لندوة عقدة في هذا الصعيد وقد حضرتها لجنة من مراسلي وكالة تسنيم الدولية للأنباء "پويا" وعدد من الناشطين والخبراء في الشأن الفلسطيني، وهذا الجزء يتضمن حواراً مع الدكتور مجتبى رحمان دوست.

الدكتور مجتبى رحمان دوست هو أحد الأعضاء القدامى في جمعية الدفاع عن الشعب الفلسطيني، وهو أحد المقاتلين الشجعان الذين أصيبوا بجروح بلغية إبان حرب الثماني سنوات التي فرضها نظام المقبور صدام ضد الجمهورية الإسلامية، كما كان ممثلاً عن أهالي العاصمة طهران في الدورة التاسعة لمجلس الشورى الإسلامي، ويعمل اليوم كأستاذ في كلية الدراسات العالمية بجامعة طهران في فرع دراسات فلسطين.

في بداية كلامه ضمن هذه الندوة، تطرق الدكتور رحمان دوست إلى بيان أهمية عقد المؤتمر السادس لدعم انتفاضة الشعب الفلسطيني قائلاً: باعتقادي هناك أربعة مواضيع مرتبطة بهذه الندوة يجب تحليل كل واحد منها مستقل إلى جانب ما يترتب عليها من مواضيع فرعية التي تعد هامة أيضاً، وهي:

أولاً: نفس المؤتمر والمكونات والشخصيات التي شاركت فيه.

ثانياً: كلمة قائد الثورة الإسلامية سماحة آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي (حفظه الله).

ثالثاً: مضمون نفس المؤتمر.

رابعاً: وظيفة وسائل الإعلام في بيان المكانة الاستراتيجية للقضية الفلسطينية.

* أهمية إقامة مؤتمر دعم انتفاضة الشعب الفلسطيني

لا شكّ في أن إقامة هذا المؤتمر بحد ذاتها تحظى بأهمية بالغة، فالمهم هو إقامة مؤتمر يدعو إلى دعم الشعب الفلسطيني المظلوم وانتفاضته بغض النظر عن طبيعة ضيوفه أو حجمه؛ فهو بحد ذاته يعد صفعة قوية للصهاينة ولسائر الخبثاء في العالم، وتبدو أهميته أكثر في هذا الفترة التي عقد فيها.

* أهمية إقامة المؤتمر في الجمهورية الإسلامية الإيرانية

الجمهورية الإسلامية ليست بلداً صغيراً بحيث يصعب على الإنسان مشاهدتها في خارطة العالم، وإنما هي بلد عظيم مساحتها تعادل مساحة 11 بلداً أوروبياً، لذا لا يمكن مقارنتها مع البلدان الصغيرة المحاذية لسواحل الخليج الفارسي، لذا فما زاد من أهمية هذا المؤتمر أنه أقيم في هذا البلد العظيم وبحضور أرفع المسؤولين فيه وعلى رأسهم قائد الثورة الإسلامية ورئيسا الجمهورية والبرلمان وحتى رئيس السلطة القضائية.

* المؤتمر دحض مزاعم الصهاينة

هذا المؤتمر الهام تمكن من دحض مزاعم الصهاينة الذين يطالبون بلدان العالم بالاعتراف بكيانهم الهش كدولة يهودية، وهذا الأمر بطبيعة الحال يعني شرعنة استيلائهم على الأراضي الفلسطينية المحتلة، والكثير من قادة الديانة اليهودية لهم دخل في ذلك ولا سيما اليمينيون التقليديون والتلموديون والتوراتيون، فهؤلاء يسعون إلى إنشاء دولة يهودية ويعلنون بشكل رسمي لو أن الفلسطينيين اعترفوا بنا كدولة يهودية حينمها يمكن أن نعترف بهم كطرف رسمي للحوار.

الحقيقة أن هؤلاء يتبنون هكذا فكرة ولديهم أطماع في الأراضي الفلسطينية، لذلك جاء هذا المؤتمر ليلقمهم حجراً ويفند كل مزاعمهم بغض النظر عن مستوى المشاركة فيه، فهو يفند مزاعم الصهاينة.

* ضرورة استمرار انتفاضة الشعب الفلسطيني

المسألة الهامة التي أكد عليها المؤتمر وكما هو واضح من عنوانه، هي تشجيع الشعب الفلسطيني المظلوم على مواصلة انتفاضته الباسلة، فقبل أن يعقد المؤتمر طرحت بعض التساؤلات عما إن كانت هناك انتفاضة ثالثة حقاً أو لا، ولا أحد يعرف معالم سعة نطاقها، وما إلى ذلك من أسئلة كانت تراود أذهان البعض؛ لذلك جاء هذا المؤتمر الفاعل ليرفع راية الانتفاضة الثالثة، وأعتقد أن إقامته في هذه الآونة بالتحديد تعد ترسيخاً للانتفاضة الثالثة، لذلك لو لم يعقد في موعده هذا لَهُمِشَت القضية الفلسطينية بشكل كبير وبقي المواطن الفلسطيني وحيداً أمام مغتصبي أراضيه وشيئاً فشيئاً نسيت قضيته بالكامل تماماً كما أدرجت قضية السكنة المحليين في الولايات المتحدة في طي النسيان ولا أحد اليوم يتحدث عن الهنود الحمر في تلك الديار باعتبار أنهم أناس بدويون اندثروا مع مر التأريخ، والمجد اليوم للمكتشفين والمهاجرين الأجانب الذين وفدوا إلى بلاد الهنود الحمر قديماً! نعم، لو نسيت القضية الفلسطينية وأهملت انتفاضة الأراضي المحتلة سوف يبادر الصهاينة إلى تكرار هذه الظاهرة ومن ثم يفتخرون بأنهم شيدوا دولة على ركام شعب منسي لا محامي له.

أنا أعتقد بأنه من الممكن في الظروف الراهنة وما سيحدث مستقبلاً إثرها أن يشكك البعض في أحقية الشعب الفلسطيني بأراضيه بحيث ينسب الحق للصهاينة باعتبارهم مكتشفين لهذه الأرض الموعودة، لذا فإن إقامة هذا المؤتمر بحد ذاتها تعد خطوة هامة للغاية في الحفاظ على القضية الفلسطينية حية، لذا لا بد من قيام وسائل الإعلام بجميع فروعها ببيان طبيعة هذا المؤتمر الهام.

* أهم محاور كلمة سماحة قائد الثورة الإسلامية

وتطرق الدكتور مجتبى رحمان دوست إلى الحديث عن أهم المحاور التي تضمنتها كلمة قائد الثورة الإسلامية آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي (حفظه الله) في افتتاح المؤتمر السادس لدعم انتفاضة الشعب الفلسطيني قائلاً: أود أن أذكر بعض المسائل الهامة التي استنتجتها من كلمة سماحة السيد القائد (حفظه الله) وأوضحها لكم وفق ما فهمته:

1 ) الشعب الفلسطيني هو القائد الحقيقي لانتفاضته. (وهذا المفهوم أسمعه لأول مرة في كلام سماحته)

2 ) مؤامرة احتلال فلسطين هي مؤامرة عالمية.

3 ) احتلال أراضي بلد بالكامل واقتضام أراضي البلدان المجاورة له يعد أمراً غير مسبوق.

4 ) طرد المواطنين من منازلهم والاستحواذ على أراضيهم يعد أمراً غير مسبوق.

5 ) من المثير للعجب أن يدعو البعض إلى جمع أناس من جميع أرجاء العالم لإسكانهم في أرض لا يمتلكونها بزعم أنها الأرض الموعودة.

6 ) من المثير للعجب أن البعض ينكرون هوية حقيقية لشعب ويستبدلونها بهوية مزعومة لا أساس لها.

7 ) البلابل والفتن التي تعاني منها المنطقة والعالم إثر ظهور تنظيمات داعش والنصرة الإرهابيتين ومن لف لفهما والتي هي مكونات غير شرعية جديدة، قد ولدت من رحم صهيوني؛ فالحركات الإرهابية الحديثة تستقطب الضوء نحوها وبالتالي تهمش القضية الفلسطينية.

وأضاف الدكتور رحمان دوست في هذا السياق: يوم أمس كان لدينا اجتماع بكلية الدراسات العالمية في جامعة طهران، وقد استنتجت من جملة ما دار فيه من نقاشات أنه ليس من المستبعد أن تكون حرب الثماني سنوات التي فرضت علينا من قبل العراق هي من تخطيط صهيوني.

8 ) كل المشاكل والأزمات التي تعاني منها بلدان المنطقة اليوم ولا سيما الحروب الداخلية والإرهاب الأعمى، تستهدف في الحقيقة كل من لا يسير على خط الصهاينة.

9 ) اسم فلسطين من شأنه أن يصبح محوراً لوحدة الجميع. (وهذا التعبير أسمعه لأول مرة في كلام سماحته)

10 ) الأجواء الشعبية العامة في شتى أرجاء العالم تتجه نحو تبني فكرة مقارعة الظلم والاستبداد، والرأي العام العالمي بدأ يجمع على ضرورة شجب الاحتلال الصهيوني للأراضي الفلسطيني، ولكن بعض أنظمة الحكم والمنظمات الدولية تسعى إلى عرقلة هذه الحركة الشعبية العالمية.

11 ) قول سماحة السيد القائد (حفظه الله): "الانتفاضة الثالثة تعد مرحلة هامة للغاية في تأريخ فلسطين" هو كلام في غاية الأهمية، وهو يقصد من ذلك مستقبل الشعب الفلسطيني.

12 ) لا يمكن أن تخلو الأرض من حجة لله سبحانه وتعالى، لذا حتى لو ألقى البعض راية المقاومة فهناك آخرون يبادرون إلى حملها.

13 ) السنوات التي أهدرت في محادثات التسوية مع الصهاينة ولا سيما في عقد التسعينيات من القرن المنصرم، قد أسفرت عن إضعاف مقاومة الشعب الفلسطيني أمام الاحتلال، فهي محادثات بائسة ويائسة.

14 ) الطبيعة الفظة للكيان الصهيوني وما يسمى بدولة إسرائيل، لا تتناغم بتاتاً مع مبدأ الحوار.

15 ) المقاومة تمكنت من إحياء قضية لاشعب الفلسطيني.

16 ) أبطال المقاومة تمكنوا من عرقلة المشاريع التوسعية الصهيونية.

17 ) المقاومة تمكنت من إنهاك الصهاينة في حرب استنزافية وجعلتهم يفكرون بالحفاظ على كيانهم اللامشروع قبل تفكيرهم بإثارة الفتن في سائر بلدان المنطقة.

18 ) تمكنت المقاومة من كسر شوكة الصهاينة وردعهم عن السيطرة على المنطقة بأسرها، كما حالت دون تنفيذ مشروع الشرق الأوسط تحت راية صهيونية.

19 ) من إنجازات تيار المقاومة الهامة تحرير غزة وجنوب لبنان من استحواذ الصهاينة.

20 ) غزة تعد محور مقاومة الشعب الفلسطيني.

21 ) تمكن تيار المقاومة من ردع الصهاينة عن التفكير في الهجوم على الأراضي اللبنانية مرة أخرى.

22 ) من الواجب على جميع بلدان العالم تمهيد الأرضية المناسبة لمواصلة المقاومة ضد الظلم والطغيان.

23 ) نحن ندعم جميع تيارات المقاومة المناهضة للصهيونية، وليس لدينا أي عداء مع أي تيار مناهض للصهاينة.

24 ) علاقتنا بمختلف حركات المقاومة مرهونة بمدى التزامها بمبدأ المقاومة ضد الجور.

25 ) يجب على الفلسطينيين اتخاذ المقاومة محوراً لتلاحمهم ووحدتهم الوطنية.

26 ) من الحكمة بمكان نبذ الخلافات.

27 ) على الشعب الفلسطيني أن يحذر من تمرير بعض المشاريع السرية التي تدنس مصالحه.

وفي الختام أكد الخبير الاستراتيجي السيد مجتبى رحمان دوست على أن هذه العبارات تتضمن معاني عميقة بحاجة إلى تفسير وتحليل، لكنه أشار إليها لبيان أهم المحاور التي تضمنتها كلمة قائد الثورة الإسلامية آية الله العظمى السيد الإمام علي الخامنئي (حفظه الله).

الجزء الثالث لهذه الندوة سينشر قريباً ...

/انتهى/

أهم الأخبار انتفاضة الاقصي
عناوين مختارة