إستراتيجية واشنطن في العراق

إستراتیجیة واشنطن فی العراق

تهدف واشنطن من خلال دعمها للقوى السنية، والكردية، وبعضاً من الأحزاب الشيعية، إلى تأسيس ثلاث حكومات ضعيفة على الجغرافيا العراقية، وعليه فإن هذا الأمر سيعرض إستقلال ووحدة البلاد للخطر.

ان تصريحات الإدارة الأمريكية الجديدة بشأن العراق، والسعي للسيطرة على الثروة النفطية لهذا البلد، تظهر أن أمريكا ما تزال تنتهج نهج الهيمنة، وأنها ومن أجل الوصول إلى أهدافها ستعمد إلى القيام بالعديد من الأفعال.

وقد فسحت التركيبة السكانية والدينية في العراق المجال أمام القوى الخارجية، بما في ذلك أمريكا، للإستفادة من الظروف المساعدة في هذا البلد، لتحقيق أهدافها.

ويعد الدعم الأمريكي المقدم للسنة، وبعض الكرد والشيعة، واحداً من الحقائق التي وقعت بشكل متزامن، وكل مراقب للأوضاع في العراق، وعبر إمعان التدقيق، يمكنه إدراك أن دعم واشنطن للأحزاب العراقية الرئيسية، بشكل مستقل، له اهداف خفية.

وعلى ما يبدو أن أمريكا ستسعى لئلا يتم تشكيل حكومة وطنية قوية ومتحدة في العراق، لأن تشكيل هكذا حكومة سيعرض مصالح الغرب، بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية للخطر، وكي يصل الأمريكيون إلى الحصول على الحد الأقصى من مصالحهم، فإنهم سيدعمون أحزاباً مختلفة في العراق.

ويهدف الدعم الأمريكي للسنة، والأكراد، وبعض الشيعة، إلى تأسيس ثلاث حكومات هشة، وضعيفة داخل الجغرافيا العراقية، الأمر الذي سيهدد وحدة وإستقلال البلاد، وسواء شئنا أم أبينا فإن هذا الأمر سيؤدي إلى نشوب صراعات بين هذه الأحزاب، حيث أن هذا الصراعات ستجعل الأمريكيين يصلون إلى مصالحهم في العراق، وهم مطمئنو البال، ويمكن إعتبار الوصول السهل إلى الثروة النفطية واحداً من هذه الأهداف.

إن يقظة قادة الأحزاب العراقية المختلفة، تتطلب في وقتنا الحاضر، أن يسعى هؤلاء إلى تعزيز الوحدة الوطنية فيما بينهم، لأن أي إنقسام فيما بينهم، سيعرض مصالح الجميع للخطر، وأنه من المستبعد أن يكون الدعم الأمريكي من منطلق أن أمريكا تريد الخير للعراق، وكذلك المساعدة في تنمية هذا البلد، بل ان أمريكا وعبر هذا الدعم تحاول الحؤول دون قيام عراق قوي ومتحد.

ويأتي إصرار البارازاني على إستقلال كردستان العراق في الوقت الذي لا تنوي فيه واشنطن السماح بهذا الأمر، على الأقل خلال السنوات الثلاث القادمة، لأن أمريكا ترى في منح أي من هذه القوى شيئاً من القوة، سيجعلها دائمة التواجد على الساحة العراقية، وكذلك سيجعل القوى الثلاث (السنية، الشيعية، الكردية)، بحاجة دائمة لها.

بقلم: رامين ولي زاده ميداني

/انتهى/

أهم الأخبار حوارات و المقالات
عناوين مختارة