العالم يحتفل باليوم العالمي للأرصاد الجوية

العالم یحتفل بالیوم العالمی للأرصاد الجویة

تحتفل دول العالم اليوم ومنها ايران باليوم العالمي للأرصاد الجوية الذي يصادف 23 من مارس من كل عام، مناسبة لشد الانتباه الى مختلف التحديات المناخية التي تواجهها الأرض، لأسباب متعلقة بالطبيعة وأخرى صادرة عن سلوكات بشرية.

وتحظى الأرصاد الجوية بأهمية بالغة في حياة الأفراد والمجتمعات نظرا لتأثيرها على مختلف القطاعات الاجتماعية والاقتصادية والحيوية، وكذلك لارتباطها بالحياة اليومية للإنسان وتأثيرها المباشر على أغلبية أنشطته.

وتكمن أهمية الأرصاد الجوية في ارتباطها بجميع مجالات الحياة وتأثيرها المباشر على قطاعات استراتيجية تشكل العمود الفقري لاقتصادات الدول، بحيث تلامس الأرصاد الجوية ميادين الوقاية المدنية من خلال إنذارها بالعواصف والرياح والصواعق والأمطار، والمساهمة في تنظيم النقل بكل أشكاله، فضلا عن تأثيرها الكبير على مجالات الطاقة والسياحة والتجارة.

الارصاد الجوية في ايران

كانت دراسة الطقس تحظى بأهمية كبيرة من قبل العلماء الايرانيين لذلك خصص الكثير من علماء الفلك في كتبهم ومؤلفاتهم قسما لقضايا الطقس، حيث كان محمد بن زكريا الرازي والحكيم عمر الخيام وأبوريحان البيروني من ابرز العلماء الايرانيين الذي تحدثوا عن الظواهر المناخية في كتبهم التي تحظى بأحترام واهتمام جميع علماء العالم في العصر الحالي.

كما ادرجت الارصاد والتنبؤ بالاحوال الجوية عام 1919 كمادة درسية في الكتب الايرانية حيث كان المدرسون الفرنسيون يقومون بتدريس هذه المادة الدرسية في البرز، كما انه تم تأسيس أول مرصد جوي في نفس المكان، وكان يقوم بالتنبؤ بدرجة الحرارة والرطوبة ومعدل هطول الامطار وعند اكتمال هذا المرصد في عام 1929 بات يرصد جميع العناصر المناخية.

وبعد الحرب العالمية أنشأ الحلفاء مرصدا جويا صغيرا من أجل سلامة رحلات طائراتهم حيث كان يؤمن مايتعلق بالطقس لتلك الطائرات، وقامت وزارة الزراعة في تلك الاوقات بتدريب فريق للرصد تخرج عام 1948 وبدأ عمله في مراكز الارصاد الجوية.

ورأى المسؤولون الايرانيون تأسيس مرصد مستقل في البلاد أمر ضروري لاشتداد الحاجة لمعرفة الطقس من اجل القيام بإحصاء دقيق وجميع معلومات عن مناخ نواح مختلفة في البلاد، لذلك تم تأسيس إدارة الارصاد الجوية العامة في ايران عام 1955 التابع لوزارة الطرق.

وعقب تأسيس  إدارة الارصاد الجوية العامة في ايرانعام 1955 باتت ايران عضوا في المنظمة العالمية للارصاد الجويةعام 1959.

كما حظيت الارصاد الجوية عقب انتصار الثورة الاسلامية الايرانية بأهتمام كبير من قبل المسؤولين الايرانيين وعيا منهم بالمردودية الكبيرة للملعلومات التي توفرها الأرصاد الجوية، من أجل استغلالها بشكل أمثل وتوفير الأمن والرفاهية لمواطنيها وتكييفها اقتصاديا. 

وبدأ العمل على تطوريها وتوسيعها لاسيما عندما تم تحديد الزراعة كمحور رئيسي لانشطة البلاد الاقتصادية، بالاضافة الى انها تساهم في ضمان التنمية المستديمة، كما ان المعلومات التي توفرها الأرصاد الجوية تساعد في اتخاذ الحكومة الاحتياطات اللازمة خلال إعدادها لمشاريع تناسب البنية المناخية للبلاد، وتأخد بعين الاعتبار كل التغيرات البيئية والطبيعية المفترضة لضمان نجاح برامجها وخططها، ويتم العمل اليوم على تطوير هذه المراكز في ايران بغية تقديم خدمات مميزة لقطاع الابحاث الزراعية وتربية الحيوانات والري وغيرها.

المنظمة العالمية للأرصاد الجوية

و اختارت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية "فهم السحب" كموضوع لليوم العالمي للأرصاد الجوية لسنة 2017، رغبة منها في التنويه بأهمية السحب بالنسبة إلى الطقس والمناخ والماء، وأهميتها الحيوية في الرصد والتنبؤ بالطقس.

وقد اعتبرت المنظمة أن السحب جانب من الجوانب الرئيسية في دراسة تغير المناخ، لافتة الى ضرورة الالمام بكيفية تأثير السحب على المناخ، وكيفية تأثير تغير المناخ بدوره على السحب، الى جانب الدور الحاسم للسحب في دورة الماء وفي كيفية توزيع موارد المياه على نطاق العالم.

وأبرزت المنظمة أن هذا اليوم العالمي سيتيح الفرصة للاحتفال بالجمال المتأصل في السحب وبسحرها الفاتن، مضيفة أن السحب كانت مصدر إلهام للفنانين والشعراء والموسيقيين والمصورين الفوتوغرافيين ، والمولعين بها على مر التاريخ.

ورأت المنظمة العالمية ان هذه السنة ستخلد هذه الذكرى بإصدار طبعة جديدة من "الأطلس الدولي للسحب"، تحتوي على مئات الصور للسحب، من بينها تصنيفات جديدة لأنواع من السحب، اضافة الى معلومات هامة و ظواهر جوية أخرى.

وأبرز الأمين العام للمنظمة بيتيري تالاس في رسالة نشرت بمناسبة هذا اليوم، الدور الحيوي الذي تضطلع به السحب في تنظيم توازن الطاقة والمناخ والطقس في الأرض، باعتبارها مكونا أساسيا في دفع دورة الماء ونظام المناخ برمته، داعيا الى ضرورة فهم السحب للتنبؤ بأحوال الطقس، ونمذجة آثار تغير المناخ في المستقبل، والتنبؤ بتوافر موارد المياه.

وإذا كان الانسان قد عمد منذ ظهور البشرية الى محاولة فهم التغيرات المناخية والأحوال الجوية اعتمادا على وسائل متفاوتة التقنية، وعمل على تطوير هذه الوسائل واختراع أخرى أكثر فاعلية تناسب التقدم التكنولوجي، فإنه يبقى في نفس الوقت المساهم الرئيسي في تدهور المناخ وعدم استقرار الأحوال الجوية من خلال الزحف العمراني على حساب المناطق الخضراء والاختراعات الملوثة للهواء، اضافة الى سلوكات أخرى مضرة بالمناخ والطبيعة عموما.

/انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار ثقافة ، فن ومنوعات
أهم الأخبار ثقافة ، فن ومنوعات
عناوين مختارة