أي الاطراف في سوريا لديها دافع استخدام السلاح الكيماوي ومن هم الضحايا الرئيسيون؟


أی الاطراف فی سوریا لدیها دافع استخدام السلاح الکیماوی ومن هم الضحایا الرئیسیون؟

استهدف الهجوم الكيماوي الذي وقع في سوريا اشخاص مدنيين لاغير، كما استفزت هذه القضية المجتمع الدولي وهذا الامر بعينه يضاعف دافع الارهابيين في استخدام هذه الاسلحة.

وافادت وكالة تسنيم الدولية للانباء ان أمريكا استهدفت فجر الجمعة قاعدة الشعيرات الجوية في حمص بـ59 صاروخ كروز "توماهوك" انطلقت من البارجة الأمريكية "يو اس اس بورتر" و"يو اس اس روس" من البحر المتوسط.

نفذت أمريكا هذا العدوان ردا على مايسمى الهجوم الكيماوي للجيش السوري على منطقة خان شيخون في ادلب، حيث أعلن الجيش السوري في هذا الصدد ان 9 اشخاص قتلوا اثر هذا العدوان.

كما قتل العديد من الاطفال والنساء جراء استهداف الصواريخ لعدة قرى في اطراف قاعدة الشعيرات الجوية.

ولاقى هذا العدوان ترحيبا وتشجيعا من بعض الدول الاقليمية، حيث رحبت السعودية والبحرين والامارات وتركيا بهذا العدوان ووصفته بالشجاع والحكيم والايجابي وطالبت بإقامة منطقة آمنة على وجه السرعة، واللافت ان جميع هذه الدول خلال الازمة السورية كانت تسعى لتصعيد الاشتباكات عبر الدعم المالي والعسكري والبشري فلم تكن تهدف إلا اسقاط الحكومة السورية.

ووسط ردود الافعال هذه كان لمصر موقف معتدل فيما يخص سوريا، حيث طالبت أمريكا وروسيا المساعدة الى التوصل الى حل شامل وانهاء الحرب عبر تقييد الصراع في سوريا.

لكن اللافت أيضا كان ترحيب المجموعات المسلحة الارهابية في سوريا بهذا العدوان، حيث رحب رئيس مايسمى الدائرة الإعلامية للائتلاف الوطني السوري أحمد رمضان بالعدوان وطالب واشنطن استمرارها لوقف الضربات الجوية للجيش السوري.

بالاضافة الى الترحيب واصدار البيانات من قبل المجموعات الارهابية شاهدنا عمليات تزامنت مع العدوان الامريكي ليتمكنوا في ظل هذا العدوان استرجاع المناطق التي خسروها خلال الاشهر الاخيرة، الامر الذي واجه الفشل الذريع.

وزارة الخارجية الروسية اشارت في بيان لها الى الاحداث التي وقعت في عام 2012 فيما يخص السلاح الكيماوي في سوريا منوهة الى ان الحكومة السورية لم ولن تسعى الى استخدام السلاح الكيماوي ضد اي طرف.

وأشارت إلى أن إعلان الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، ما سماه بـ"الخطوط الحمراء" في سوريا العام 2012، والتي سيؤدي تجاوزها إلى تدخل عسكري خارجي في الصراع هناك، كان نقطة تحول في تاريخ استخدام المواد السامة خلال الأزمة الدائرة في هذا البلد. 

وأوضحت الوزارة أن هذا القرار كان محفزا للتنظيمات الإرهابية والمتطرفة التي استغلته لاستخدام السلاح الكيميائي بهدف تشويه صورة دمشق الرسمية وتوفير ذريعة لاستخدام القوة العسكرية ضد دولة ذات سيادة.

وأكدت الوزارة في بيانها أن تقاعس شركاء روسيا الغربيين في مجلس الأمن الدولي عن الاستجابة لطلب دمشق بإجراء التحقيق في استخدام المسلحين لغاز السارين في بلدة خان العسل الذي قدمته السلطات السورية في مارس/آذار 2013، وإفلات المسلحين من العقاب، دفعهم إلى تنظيم هجوم كيميائي على نطاق أوسع في منطقة الغوطة الشرقية في 13/8/2013، ما أسفر عن سقوط أكثر من 1500 شخص بين قتيل وجريح.

وأشارت الخارجية الروسية إلى وجود أوجه نقص كثيرة في عمل بعثة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية الخاصة بتقصي حقائق استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا التي تعمدت الاستناد إلى المعطيات المزورة من قبل المعارضة السورية والقوى الداعمة لها حول استخدام السلطات السورية المزعوم للمواد السامة، دون زيارة مواقع استخدامها المفترض، معللة ذلك بوجود خطر على سلامة موظفي المنظمة (ومن ثم آلية مراقبة استخدام السلاح الكيميائي في سوريا المشتركة للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية) في المناطق الخاضعة للمسلحين.

ورفضت موسكو ادعاءات المعارضة المسلحة السورية بأن دمشق أسقطت على المدنيين براميل متفجرة تحتوي على غاز الكلور، بالقول إن فرضية استخدام السلطات السورية للطيران المروحي تفتقر إلى أية قاعدة أدلة مقنعة. وأضافت أن فصائل المعارضة المسلحة استولت على طائرات صالحة للخدمة خلال هجماتهم على مطارات عسكرية في سوريا، علما أن طيارين مدربين وفنيي طائرات يقاتلون في صفوف تلك الجماعات.

وأكدت الوزارة أن استخدام الأسلحة الكيميائية أمر عديم الجدوى بالنسبة لدمشق، التي تمتلك معدات قتال أكثر فعالية، من ناحية تحقيق الأغراض السياسية والعسكرية، على حد سواء.

وبحسب الوزارة، فإنه من البديهي أن يستخدم الإرهابيون والمتطرفون، بينهم  تنظيما "داعش" و"جبهة النصرة"، المواد السامة، بل ويمتلكون قدرات تكنولوجية لصناعة عوامل الحرب الكيميائية (السارين والخردل) بأنفسهم، إضافة إلى قنوات إمداد مكونات الأسلحة الكيميائية من دول جوار سوريا.

وفي هذا الشأن يمكن الاشارة الى محاولات ارهابي النصرة وداعش في العراق وسوريا للحصول على اسلحة كيماوية حيث كشفها الجيش العراق والسوري مرارا كما ان الارهابيين اعترفوا في اشرطة فيديو لهم بمحاولاتهم للحصول على اسلحة كيماوية.

فعلى سبيل المثال في الفيديو الذي نشرته داعش منذ فترة قصيرة، عرضوا اختبار لمواد كيماوية على الفئران ومن ثم شاهدنا تهديدات لداعش.

استهدف في الهجمات الكيماوية التي وقعت في سوريا اشخاص مدنيين لأن هذه القضية استفزت المجتمع الدولي وهذا الامر بعينه يضاعف دافع الارهابيين في استخدام هذه الاسلحة لاسيما في الاوقات التي واجهوا فيها هزائم كبيرة.

وفي المحصلة يمكن القول ان تاريخ استخدام الارهابيين للاسلحة الكيماوية والحرب النفسية التي ترافقها والتي تفتعلها وسائل الاعلام المرتبطة بهم في المنطقة والمحيط الدولي ومثال ذلك كان واضحا في الغوطة الشرقية وريفها، يمهد الارضية لتكرار هذه القضية مستقبلا.

من الممكن ان يقوم الارهابيون بهذه الهجمات عبر التحريض الامريكي لتتوفر الارضية والذريعة لعدوان آخر على سوريا.

لاينبغي نسيان ان مفتشي الامم المتحدة زاروا سوريا في عام 2013 وتم تحت اشرافهم تدمير او نقل جميع الاسلحة الكيماوية السورية الى الخارج حيث اكد المفتشون هذا الامر.

كما ينبغي الانتباه الى هذه النقطة بأن الجيش السوري بالنظر الى انه صاحب اليد العليا لاسيما بعد استعادة حلب ودعم ايران وروسيا القوي ليس بحاجة الى استخدام السلاح الكيماوي كما انه يعلم ان الاعداء الاقليميين والدوليين يترصدون الاستفادة من هذه الفرصة.

وفي الختام ينبغي القول ان ضحايا هذه الجرائم الرئيسيين هم مدنيون من نساء واطفال وهو امر ليس مهما بالنسبة لارهابيي النصرة وداعش الذين لايرتبطهم بتراب سوريا اي شىء وانما يسعون للوصول الى اهدافهم فقط.

/انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار الدولي
أهم الأخبار الدولي
عناوين مختارة