ماهي وجهات نظر مرشحي الرئاسة الفرنسية حول ايران وأزمات المنطقة؟

ماهی وجهات نظر مرشحی الرئاسة الفرنسیة حول ایران وأزمات المنطقة؟

تقام الجولة الاولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، اليوم الاحد 23 ابريل، كما ستقام الجولة الثانية في 7 مايو المقبل في الوقت الذي لايتمكن اي واحد من المرشحين من الحصول على اكثر من نصف الاصوات.

وأفادت وكالة تسنيم الدولية للانباء ان الرئيس الفرنسي الحالي فرانسوا اولاند، بينما حصل على الموافقة للمشاركة في هذه الانتخابات اعلن بسبب النتائج الضعيفة في الاستطلاعات انه لن يشارك في هذه المنافسات ليكون اول رئيس فرنسي ينسحب من المنافسات، حيث يعتبر المحللون هذه الانتخابات الفرنسية احدى اكثر الانتخابات غموضا في تاريخ سياسة هذا البلد.

كما تعتبر احدى الخصائص الفريدة لهذه الجولة من الانتخابات الرئاسية الفرنسية هي ان المرشحين لها اختيروا لاول مرة عن طريق المشاركة في اقتراع داخل الاحزاب.

تقام هذه الانتخابات في ظل اوضاع تواجه فرنسا بوصفها ثاني اكبر اقتصاد في مجال اليورو ومعدل بطالة مرتفع واداء اقتصادي ضعيف بعد الازمة الاقتصادية عام 2008، ومن جهة اخرى في ظل وقوع عدة اعتداءات ارهابية في فرنسا، وتعتبر القضايا الامنية من اهم محاور النقاش في هذه الانتخابات، وفي قضايا السياسة الخارجية بالنظر الى ازمات سوريا واليمن وتولي ترامب السلطة في أمريكا وتعاظم التيارات اليمينية المتطرفة في الدول الغربية جعلت هذه الانتخابات اكثر من السابق محط للاهتمام.

يتنافس في الوقت الراهن 11 مرشحا في الانتخابات الرئاسية الفرنسية مع بعضهم البعض، حيث يعتبر اربعة مرشحين منهم اكثر تقدما، وسنلقي نظرة على اهم المرشحين للانتخابات الرئاسية الفرنسية ووجهات نظرهم حول قضايا مختلفة في السياسة الخارجية.

"أمانول ماركون"

"ماركون" (39 عاما) سيصبح في حال فوزه في اقتراع الاحد اكثر رئيس فرنسي شبابا، ففي حال ظهور نتائج الاستطلاع خلاف المتوقع سيحظى بأصوات كافية للذهاب الى الجولة الثانية من هذه الانتخابات.

ويعرف "ماركون" من بين المرشحين كأكثر الميالين لبقاء فرنسا في الاتحاد الاوروبي، وكان هذه السياسي في هذه الجولة من الانتخابات كمرشح مستقل.

وفي الموضوع السوري، دعم المفاوضات مع الحكومة السورية والتدخل العسكري في هذا البلد ايضا، ماركون طالب في يناير منتقدا سياسة الحكومة الفرنسية الحالية، اتخاذ توجه اكثر توازنا حيال سوريا، حيث قال، "على باريس التفاوض مع جميع اطراف النزاع في هذه الحرب ومنهم حكومة بشار الاسد".

وقال هذا السياسي الفرنسي -رغم ذلك- في ابريل العام الجاري واثناء الهجوم الكيماوي المزعوم في منطقة خان شيخون في ادلب السورية، "من الضروري التدخل الدولي ضد الحكومة السورية".

وكان ماركون قد تعرض للانتقاد مسبقا عندما كان وزيرا للاقتصاد بسبب عدم خبرته في القيام بمهام هذا المنصب.

"مارين لوبن" هل تسونامي الشعبوية ستزلزل فرنسا الهادئة؟

رافقت مرشحة حزب اليمين المتطرف "الجبهة الوطنية" "ماركون" جنبا الى جنب في آخر استطلاعات الرأي، يمكن ان تكون وجهات نظر لوبن بسبب فوزها من بين تسونامي فوز سياسيي الشعبوية، زلزالا اخر على اوروبا.

ينظر الى لوبن من قبل المقترعين الفرنسيين كتهديد في وجه البنى السياسية الحاكمة، حيث قطعت وعود خروج فرنسا من الاتحاد الاوروبي وخفض الضرائب وزيادة مساعدات التأمين الاجتماعي لكن وعدها الرئيسي هو خفض 80 % معدل الهجرة الى فرنسا، هي كترامب وربما تقليدا به وعدت بزيادة الضرائب على شركات استخدام العمال الاجانب.

رغم ذلك تتبنى لوبن مقارنة بترامب وجهات نظر معتدلة حول القضايا الاقليمية وايران، حيث اعتبرت في 20 فبراير خلال زيارتها الى بيروت، بشار الاسد "الحل المستديم الوحيد" للحيلولة دون تسلم داعش السلطة في سوريا.

واكدت مرشحة حزب الجبهة الوطنية بالاضافة الى ذلك انه على فرنسا الابتعاد عن السعودية وقطر بغية محاربة داعش والمجموعات الارهابية، والتقارب من روسيا وايران.

فرانسوا فيون

يعتبر هذا المرشح المحافظ -قبل تسريب ملف فضيحته المالية – احد المرشحين الرئيسيين للدخول الى قصر الاليزيه، فيون (63 عاما) كان بين عامي 2007 و2012 رئيس وزراء فرنسا واتهم باستغلال السلطة لدفع مئات آلاف اليورو اجورا لزوجته واولاده دون قيامهم بأي عمل.

رغم ذلك لايمكن اعتبار فيون مرشحا خاسرا مسبقا لانه تراجع في الاستطلاعات التي تتحدث عن منافسات غير واضحة، 6 بالمئة من منافسه "ماركون".

فيون في السياسة الخارجية مؤيد للقضاء على المجموعات السلفية والمجموعات المرتبطة بالاخوان المسلمين، كما انه من مؤيدي المفاوضات مع حكومة بشار الاسد وفلاديمير بوتين الرئيس الروسي لتسوية الازمة السورية.

وطالب فيون في عام 2015 عقب الهجمات الارهابية في باريس تشكيل تحالف دولي بمشاركة ايران والعراق وسوريا وحزب الله لهزيمة داعش، حيث قال آنذاك في تصريح لراديو فرنسي، "علينا دعم ايران التي تعهدت بهزيمة داعش، نعلم ان هناك عدد كبير لاسيما في اسرائيل سيعلقون على هذا".

وبعد مدة قصيرة من هذه التصريحات زار فيون في مارس عام 2016 ايران للتفاوض حول استراتيجية دولية بغية هزيمة داعش والتوصل الى تسوية للازمة السورية.

"بنوا آمون" محب للحرب وأمبريالي

بنوا آمون(49 عاما) اختير بعد هزيمة غير متوقعة لـ"مانويل والسن" رئيس وزراء فرنسا في انتخابات الحزب " الاشتراكي" الداخلية كمرشح لهذا الحزب، كان آمون سابقا وزير التعليم والتربية في فرنسا.

وحسب بعض المحللين ان وصول آمون عقب فوز ترامب الى قصر الاليزيه الذي طالب توسيع الامبرالية الفرنسية، من شأنه زيادة احتمال وقوع حرب بكل ماتعنيه الكلمة بين القوى، آمون في السياسة الخارجية لديه تقارب فكري كبير مع طريقة الفكر المسيطرة على "السي اي اي" واقسام من الامبريالية الاوروبية وأمريكا التي تنظر الى روسيا كعدو وتدعم استمرار الحرب في سوريا.

وانتقد أمون نجاح ايران وروسيا وتركيا في اطلاق الهدنة في سوريا انطلاقا من فكرة تقلص نفوذ واشنطن والقوى الاوروبية، وقال" انا لا اريد ان أرى وقف لاطلاق النار في سوريا يتم دون الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي والامريكان والمجتمعات العربية".

ووجهات نظر آمون حول زيادة الميزانية العسكرية لفرنسا بنسبة 3% من الناتج المحلي الاجمالي تكمل شخصيته المحبة للحرب التي اطلقت عليه.

جون لوك ملانشن

هذا السياسي البالغ من العمر 65 عاما انفصل في عام 2008 عن الحزب الاشتراكي واسس الحزب اليساري، جون لوك ملانشن الذي حصل على المرتبة الرابعة في الانتخابات الرئاسية عام 2012 من خلال الحصول على 11 بالمئة من الاصوات، رفع شعار "فرنسا التي لاتستسلم" في هذه الجولة من الانتخابات.

وفي السياسة الخارجية، جون لوك ملانشن الذي ينتقد سياسات الحكومة الفرنسية الراهنة يرى ان تدخلات هذا البلد دون امتلاك رؤى سياسة ادت الى خلق الازمات الراهنة، حيث قال مؤخرا في حوار مع العربي الجديد "ان بعض الدول التي تعتبر فرنسا نفسها حليفة لها كأمريكا هي مقصرة بعدم الاستقرار الراهن في الشرق الاوسط عبر تدخلها الذي حدث في العراق.

يرى ملانشن انه على فرنسا بغية تسوية الازمات في سوريا واليمن الابتعاد عن تحالفها مع الدول التي تسبب عزلة هذا البلد، والتركيز على اطلاق الحلول السياسية، كما انه يقول ينبغي ان تسود فكرة مشابهة في ازمة اسرائيل وفلسطين، حيث قال ينبغي الاعتراف بدولة فلسطين رسميا.

ويرى هذا السياسي في حزب اليسار الفرنسي ان حروب الدول الغربية ضد الارهاب اصيبت بالفشل بسبب ان هدف هذه الدول الرئيسي ليس الغاء المجموعات الارهابية بل كان الحفاظ على تواجدها العسكري في المنطقة.

ونوه هذا السياسي الى انه ليس على فرنسا تجاهل الدور الذي تلعبه العراق في نمو الارهاب، قائلا، ان تفكير امريكا الذي تكرره قادة فرنسا ايضا هو اعتبار ان داعش نتيجة الازمة السورية وحتى صناعة حكومة هذا البلد، لكن داعش تشكلت في البداية في العراق في الوقت الذي دمر العراق المعتدون على هذا البلد، ومن ثم تخلى عن هذا البلد الى ان تعززت الفرق القومية والمذهبية في العراق من خلال تشكيل حزب مرتجع، ان داعش كان نتيجة هذه الاحداث لكن نحن لازلنا لم نأخذ العبر المناسبة، ان تدخلنا متواصل كالسابق، هؤلاء يعززون الدعاية للارهاب.

/انتهى/

أهم الأخبار حوارات و المقالات
عناوين مختارة