دفنا أبناءنا الشهداء بأيدينا قبل أن نخرج.. لنعيش بكرامة وننعم بالحرية +فيديو


دفنا أبناءنا الشهداء بأیدینا قبل أن نخرج.. لنعیش بکرامة وننعم بالحریة +فیدیو

لن تكتمل فرحة تلك السيدة الخارجة من الفوعة المحاصرة، إلا بعد أن تلتقي بابنها الذي بقي يدافع هناك عمن تبقى من النساء والأطفال في القريتين الصامدتين، تخبرنا الأم بعد أن انتقلت إلى مركز الإيواء في "حسياء" شرق حمص، عن معاناتها قبل أن تترك قريتها وأثناء الطريق وبعد أن وصلت.

تقول السيدة الخارجة من الفوعة لمراسلة تسنيم: "في اليوم الذي أخبرونا بأننا سنخرج (من الفوعة وكفريا)، قبلنا الخروج لنهرب من الموت والقذائف والجوع ومن النار التي حرقت صدورنا والحطب الذي قطّع أيدينا".

وتضيف قائلة: "فرحنا بهذا الخروج لنرى هذه الدنيا ونعيش حياة كريمة، وتركنا بيوتنا وأولادنا ودفنا أولادنا قبل أن نخرج وتركنا شبابنا على الجبهات تدافع الآن عن نسائنا هناك، لم نحضر أبناءنا معنا، خرجنا لنعيش هنا في حياة أفضل وننتظرهم كي يأتوا، خرجنا بالباصات وحبسنا المسلحون كما تُحبس الفئران ولم يطعمونا إلا قليلاً من الخبز والماء، وقلنا في أنفسنا "يجب أن نصبر ونتحمل كرامةً لشبابنا حماهم الله"، وحتى لم يدعونا نُنزل أطفالنا من الباصات للذهاب إلى المرحاض، والتفجير الذي أصابنا أخذ شبابنا، ولم تكمل فرحتنا بالخروج ومع هذا كله نحن نسعى وراء الأمان".

0 seconds of 0 secondsVolume 90%
Press shift question mark to access a list of keyboard shortcuts
00:00
00:00
00:00
 

تسأل المراسلة: كيف عاملكم المسلحون في حي الراشدين؟، تجيب السيدة: "كانت أسوأ معاملة، فقد حبسوا الشباب ومنعوهم من النزول من الباصات لثلاثة أيام من دون طعام أو شراب، أما نحن (النساء والأطفال) فكانوا (المسلحون) ينزلوننا من الباصات ويأمروننا بالصعود متى أرادوا، وعندما كدنا أن نموت من الجوع أحضروا لنا فقط "خبزاً وماءاً" وقلنا في أنفسنا "الحمد لله على كل شيء سنتحمل" مضيفة: "أطفالنا كادوا أن يموتوا من الجوع وجالسين في المقاعد وكأننا مكبلين مربطين، وبقينا على هذه الحال مدة ثلاثة أيام."

تسأل المراسلة: "هل لاحظتم أي شيء يدل على انتماء المسلحين كالعصبات على الرؤوس أو أعلام أو أسماء؟"، تجيبها السيدة: "كانوا يضعون عصبة سوداء على رؤوسهم مكتوب عليها "لا إله إلا الله" والبعض منهم يلبسون اللباس الشرعي، وأعتقد أن معظمهم يرتبطون بجبهة النصرة" لافتة أن "معاملتهم كانت من أسوأ ما يكون، فلا دين ولا أي شريعة تقبل بهكذا معاملة، مع أننا لم نسئ لهم بشيء، بل على العكس، كان أهلنا وشبابنا (الجيش السوري) يعاملون الخارجين من الزبداني ومضايا أفضل معاملة".

وقالت السيدة الفوعانية: "كان المسلحون عندما يقدمون لنا الخبز والماء، كانوا يقولون لنا: "هذا ما أرسله لكم بشار (الرئيس السوري)" وأيضاً عندما حصل التفجير، كانوا يقولون لنا: "إيران قد فجرتكم" ماذا نقول لهم؟"

وتختم السيدة كما بدأت بالحديث عن معاناتها وتقول: "نحن الذين سالت دماء شهدائنا ومشينا على دمائهم، لم تكمل فرحتنا، عدا عن الذين تم خطفهم أو الذين فقدوا، وقد تركنا وراءنا في القرية شبابنا وأبناءنا.

/انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار الدولي
أهم الأخبار الدولي
عناوين مختارة