الحديث عن قضية استقلال كردستان دعاية انتخابية للبارزاني

الحدیث عن قضیة استقلال کردستان دعایة انتخابیة للبارزانی

كانت قضية اجراء استفتاء حول انفصال اقليم كردستان العراق خلال الشهر الماضي احدى القضايا اثارة للجدل على مستوى المنطقة والعراق واقليم كردستان العراق، القضية التي رافقتها ردود افعال مختلفة من خلال قيام مجلس محافظة كركوك برفع علم الاقليم.

وذكر تقرير لمكتب وكالة تسنيم الدولية في العراق انه في الوقت الذي علق فيه اقليم كردستان العراق منذ مدة انشطته وابعد فريق وزراء حركة التغيير من حكومة الاقليم، توجد خلافات بين الاحزاب السياسية الكردية حول ابقاء البارزاني واصلاح قانون انتخابات رئاسة الاقليم، ومن جهة اخرى كانت قضية عدم الشفافية في  العائدات الناجمة عن بيع النفط المباشر دوما احدى عوامل الاختلاف الاخرى بين هذه الاحزاب.

وفي ظل هكذا اوضاع يواجه فيها اقليم كردستان العراق ازمة اقتصادية منذ عدة اعوام وتجربة الحكومة المحلية التي كانت غير موفقة حسب اعتراف العراقيين في توفير البنى التحتية الاقتصادية، وهنا ينبغي السؤال "هل تنسجم قضية طرح استفتاء مع الحقائق السياسية الاقتصادية لمجتمع اقليم كردستان العراق ام لا؟".

وحول هذا الامر اجرى مراسل وكالة تسنيم في اقليم كردستان العراق لقاء مع المحلل السياسي الكردي عدنان عثمان، وفي مايلي تفاصيل اللقاء كاملا:

تسنيم: يتحدث الحزب الديمقراطي الكردستاني عن اجراء استفتاء حول استقلال الاقليم بالنظر الى الاوضاع الاقليمية، في اي مستوى تقع هذه القضية من الاولويات الكردية؟ هل يأخذ البارزاني في هذا المشروع مصالح الاكراد ام يسعى لاهداف اخرى؟

عدنان عثمان: من الواضح اننا في الوقت الراهن نواجه في اقليم كردستان مشاكل رئيسية، احدى هذه المشاكل تعليق انشطة البرلمان بوصفه مؤسسة قانونية اكتسب شرعيتها من اصوات الشعب، ان حكومة الاقليم تواجه في هذا الاسلوب ركود انشطتها، كما القت ازمة اقتصادية ظلها على الاقليم، وعلاقات اربيل وبغداد في اسوء حالاتها، وبنفس الاسلوب لا نشاهد علاقات مناسبة بين الاحزاب السياسية في الاقليم، ومن اجل طرح وبحث القضايا المهمة من الضروري ان تقدم جميع الاحزاب والتيارات السياسية على خطوات نحو تحسين الوضع المعيشي للشعب ونحو اي تغيير اخر بحاجة لها الاقليم اليوم وذلك تحت مظلة الانشطة القانونية للبرلمان، في الحقيقة ان الاولوية هي في ضرورة طرح ودراسة وتنفيذ القضايا عن طرق المؤسسات المشروعة وليس ان يتخذ القرار عن طريق حزب او شخصية سياسية وعدد من اعضاء الاحزاب الاخرى، ان اهم قضية في الوقت الحاضر هي ان ينشط البرلمان  في الاقليم و تتخذ القرارات تحت قبة البرلمان حول جميع القضايا.

تسنيم: هل تعامل الحكومة المركزية في بغداد مع اقليم كردستان مهد الارضية لطرح هكذا قضايا؟

عدنان عثمان: ان اسلوب تعامل الحكومة العراقية مع الاقليم واسلوب سياسة غالبية المسؤولين العراقين ادى الى ظهور مشاكل شاهدناها وفي الظروف الراهنة كانت مؤثرة على العلاقات بين الجانبين، لكن في الوقت ذاته، ان حكومة الاقليم كانت مقصرة ايضا ومن جهة اخرى لم يستطع الممثلون الاكراد في بغداد المضي في سبيل تسوية الخلافات الثنائية ليكونوا ممثلين حقيقيين لمصالح الاقليم على المستوى الوطني العراقي.

تسنيم: رئاسة مسعود البارزاني لاقليم كردستان انتهت منذ عامين وكما اشرت تم تعطيل البرلمان في الاقليم، بالنظر الى المشاكل السياسية والاقتصادية الموجودة في الاقليم أليس الاهتمام بالوضع الداخلي في الاقليم ضروري اكثر من طرح قضايا اخرى؟

عدنان عثمان: يفسر طرح اجراء الاستفتاء الذي يتابع في الوقت الراهن من قبل الحزب الديمقراطي الكردستاني وبالتعاون مع عدد من كبار اعضاء الاتحاد الوطني المؤيد لحزب البارزاني، يفسر في اطار الدعاية الحزبية، لان قضية الاستفتاء بحاجة الى ملف وطني ومشاركة جميع التيارات السياسية المهمة ومانشهده الان يهدف الى تضليل الرأي العام عن الرئاسة غير الشرعية لمسعود البارزاني لاقليم كردستان والازمات السياسية والاقتصادية الداخلية المتعددة والمرتبطة بعلاقات اربيل وبغداد التي نواجهها منذ سنوات.

وأضاف، حزب البارزاني يحاول عبر التغيير والتداخل في الالويات تحقيق مصالح هذا الحزب في ابقائه وابقاء السلطة السياسية لهذه الاسرة على المستوى السياسي للاقليم لانه كما اشرت اولويتنا الرئيسية في الوقت الحاضر نشاط البرلمان مجددا وتسوية المشاكل السياسية والاقتصادية.

واردف، مايتابع من قبل حزب البارزاني دعايات حزبية وتغيير في اولويات الاقليم فقط، من الممكن ان هذا الحزب يتابع هكذا مشروع وخطة بهدف ايجاد مشاكل للاحزاب الاخرى وحتى تنسية المشاكل الراهنة والقضايا المهمة بالنسبة للشعب والتيارات السياسية والمجتمع الدولي لاننا كلما اقتربنا من هزيمة داعش كلما واجهنا مزيدا من الضغوطات.

اجراء الاستفتاء من صلاحيات برلمان اقليم كردستان العراق فقط وليس الاحزاب السياسية

اشار عضو حركة التغيير وممثل هذا الحزب في برلمان الاقليم عمر عنايت الى تحركات البارزاني الاخيرة حول اجراء استفتاء، مؤكدا ان قضية الاستفتاء متعلقة بظروف خاصة لايهتم بها للاسف في الوقت الراهن في اقليم كردستان.

وفي تصريح لمراسل وكالة تسنيم الدولية للانباء نوه عمر عنايت الى ان اقليم كردستان يواجه مجموعة من المشاكل السياسية والاقتصادية، لافتا الى ان اي حديث عن اجراء استفتاء لن يصل الى نتيجة دون الاهتمام بهذه المشاكل.

واضاف – في هذا الشأن-، مادامت المشاكل المتعلقة بمنصب رئيس الاقليم عالقة لن يتمتع الاقليم بحكومة شرعية ولن تتحقق الشفافية بالعوائد النفطية للشعب ولن تتوفر ارضية تنفيذ المادة 140 من الدستور العراقي وتسوية المشاكل المتعلقة بالمناطق المتنازع عليها عبر الحوار مع بغداد ولن تثمر بنتيجة مناسبة طرح قضايا اخرى.

واكد عضو برلمان اقليم كردستان العراق انه من الضروري ان يخرج برلمان الاقليم من الوضع الحالي ويستأنف نشاطاته.

واشار عمر عنايت الى الخلافات السياسية الراهنة بشأن منصب رئيس الاقليم، قائلا، ان غالبية التيارات السياسية ترغب بتعديل قانون انتخابات رئاسة الاقليم ووفق هذا القانون سينتخب رئيس الاقليم عبر اصوات نواب البرلمان.

ونوه الى المشاكل الاقتصادية في اقليم كردستان العراق، لافتا الى ان تعزيز الاقتصاد وتسوية المشاكل الحالية واولوية تحسين معيشة الشعب احدى اهم القضايا والمشاكل التي قل الاهتمام بها.

ونوه عضو حركة التغيير الى قضية دول الجوار، قائلا، نحن نتطلع الى علاقات ودية مع الجمهورية الاسلامية الايرانية وتركيا، وفي المستقبل توجد على جدول اعمال اقليم كردستان العراق هكذا علاقات تحت اي ظروف.

وحول ما اعلنه مسؤولو الحزب الديمقراطي الكردستاني حول ان حكومة الاقليم لديها صلاحية اجراء استفتاء استقلال الاقليم وليس هناك حاجة الى طرح هذه القضية في البرلمان، قال عنايت، هكذا امر ليس ممكنا وتصريحات من هذا النوع ليس لها اي طابع شرعي لانه وفق قوانين اقليم كردستان يمكن طرح القضايا الحساسة والمصرية في البرلمان فقط.

واعتبر عنايت نوع تعامل حكومة بغداد مع الاقليم في ايجاد هكذا تطورات "مؤثرا"، قائلا، لو عدنا الى العقود الماضية من تاريخ العراق بالنظر الى وجود تعامل وعلاقات ودية بين الاكراد وباقي قاطني العراق وبين الاخوة العرب في باقي مناطق العراق تم تضييع حقوق الاكراد دوما للاسف.

ونوه الى تشكيل النظام السياسي الجديد في العراق عقب سقوط نظام صدام، قائلا، ان الاكراد كان لهم دورا مؤثرا في تشكيل الحكومة العراقية الجديدة ومساعي جلال طالباني الامين العام للاتحاد الوطني الكردستاني ومسعود البارزاني رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني العراقي ونوشيروان مصطفى زعيم حركة التغيير غير قابلة للانكار في هذا الشأن.

وحول اجراء استفتاء رغم وجود كم هائل من المشاكل الاقتصادية التي تتحدث عنها وسائل الاعلام بكثرة، قال، كما قلت طرح هكذا قضايا من صلاحيات برلمان اقليم كردستان العراق فقط ومادام البرلمان لايستأنف انشطته لايمكن الحديث في هذا الشأن.

/انتهى/

أهم الأخبار حوارات و المقالات
عناوين مختارة