نسعى للارتقاء بالعلاقات مع دول الجوار، على الجميع الإلتزام بالاتفاق النووي


أوضح المرشح لرئاسة الجمهورية، السيد ابراهيم رئيسي، عن مواقفه في حال فوزه في الانتخابات من العلاقات مع الدول العربية وعن رؤيته لتنفيذ الاتفاق النووي والعلاقات مع أميركا في عهد ترامب.

وفي حوار مع وكالة يونيوز الاخبارية  تابعته وكالة تسنيم، اجاب رئيسي على أسئلة كثيرة كشفت عن رأيه ومواقفه على المستوى الخارجي والداخلي في ايران، وفيما يلي النص الكامل للمقابلة:

السؤال الاول:  في حال فوزكم في رئاسة الجمهورية ما الذي سيتغير على المستوى الداخلي والخارجي من خلال رؤيتكم؟

بسم الله الرحمن الرحيم نبارك للمشاهدين الكرام الايام الشعبانية المباركة، ونتمى الخير والبركة الالهية على الامة الاسلامية. السياسة الخارجية الايرانية مبنية على ثلاثة اسس: العزة والحكمة والمصلحة، وعلى هذا الاساس ننظم علاقاتنا مع الدول، نحن نعطي الاولوية للعلاقات مع دول  ،الجارة، وانها تتمحور حول موضوعين اساسيين، الاول القرابة الفكرية والثقافية والثاني القرابة الاقليمية، وهذان الاثنان يوجبان علينا ان نعزز المصالح المشتركة فيما بيننا، قرارنا في "حكومة العمل والكرامة" ان يكون لدينا علاقات جيدة مع دول الجوار، وهذه العلاقات يمكن ان تكون في المجالات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والمصالح المشتركة للدول الجارة، وان العلاقات في اي مرحلة كانت يمكن الارتقاء بها للافضل، ونحن نسعى لهذا الارتقاء في العلاقات مع دول الجارة. من بين دول المنطقة في اولوياتنا المقبلة ذات اهمية، لدينا مصالح كثيرة مشتركة مع دول المنطقة، وعلاقات ثنائية وعلاقات دولية، كلما تعمقنا في هذه العلاقات يمكن ان نكون الضامن لمصلحة ومنفعة دول وشعوب المنطقة، ويمكن ان نمنع المنطقة من الوقوع في دائرة الخطر وعدم الاستقرار، لذلك هذه النقاط في اولويات برنامجنا الرئاسي. بالنسبة لاميركا، فان بعض الدول تبني علاقاتها على اساس الهيمنة على الدول، نحن ومنذ انتصار الثورة الاسلامية، وخلال 38 عاما أثبتنا أننا لا نظلم أحدا ولا نقبل أن نُظلَم.

السؤال الثاني: الدول العربية دول صديقة وجارة لايران، كيف ستتعاملون معها في حال فوزكم؟ هل تملكون رؤية؟

نحن نعطي اهمية للعلاقات مع الدول العربية بدليل الجوار، والجغرافيا والمنطقة، وحتما نبحث عن علاقات جيدة معهم، ونحن لدينا انطباع انه لا يجب على الدول العربية في علاقاتها مع الجمهورية الاسلامية الايرانية ان تنظر الى بعض الحركات الشيطانية التي تهدف الى زعزعة هذه العلاقات، حتما يجب ان يفكروا بان العلاقات بين الدول الاسلامية وبين ايران الاسلامية مع باقي الدول الاسلامية، يمكن ان تشكل ضربة قوية لجميع الحاقدين في العالم، وتحافظ على امن دول المنطقة. نحن لا نوافق مطلقا على اي نوع من التحريض او العداوة او زعزعة الاستقرار في اي من الدول المختلفة، ونعتقد انه بالتعاون من الدول الاسلامية لا نعطي الفرصة لاحد ليضع امن الدول الاسلامية في خطر، اليوم هذه العلاقات هي لمصلحة الجميع.

السؤال الثالث: لكن هناك اشتباك سياسي في المنطقة وهناك دول عربية مثل السعودية، تحاول  تخويف الدول العربية الباقية من ان ايران توسع نفوذها في المنطقة، كيف ستتعاملون مع هذا الملف؟

الاجراءات التي تقوم بها السعودية مثل حرب النيابة في اليمن.. بعد عامين من الحرب، ما هي نتائج هذا العدوان؟، غير التدمير والدمار واخراج اليمنيين من بيوتهم وقتل الشعب اليمني، الا يمكن للسعودية ان تتراجع عن هذه الاجراءات والحركات ليستطيع الشعب اليمني ان يقرر حياته ومصيره؟ لماذا يجب ان يكون الشعب اليمني محاصرا ولا نعطيه فرصة لاختيار حياته ومصيره؟، فهذا حق لكل فرد في اي مكان في العالم، ان يقرر مصيره وان يختار الحكومة والنظام الذي يريد، وهذا من الاولويات الديمقراطية، واليوم اذا كان من احد لديه اقتراح اخر فليقله، كيف يمكن هذا؟ الشعب اليمني لديه تاريخ وحضارة وروحية ثورية، وهو يريد ان يقرر مصيره بنفسه، ومستقبل الدولة الاداري، فباي منطق وباي دليل يحق للسعودية ان تمنع الشعب اليمني من تحقق ارادته ؟، وما هو المنطق لهذا الكلام؟، الحرب غير المثمرة ذات التكاليف الباهظة اليوم للسعودية واليمن، وبعد عامين من الحرب، ماذا انتجت سوى المشاكل للشعب اليمني وخصوصا النساء والاطفال ولليمنيين جميعا، والخوف الذي اوجدوه في السعوديين انفسهم، اعتقد انه بعد عامين على السعودية ان تعيد النظر في تصرفاتهم وتظهر الندامة حيال تدخلها في اليمن، وانه يجب عليهم عدم التدخل في اليمن، نحن لم ولن نتدخل في الشأن اليمني، اليمن هو من يتخذ قراراته، وسوريا ايضا هي من تتخذ قراراتها، نحن قلناها من البداية ان الامر السوري يعود الى السوريين، ونحن نعتقد الان ان الشان السوري يعود الى الشعب السوري، وحول العراق لدينا نفس الاعتقاد، ونسعى دائما لهذا الامر، نحن في موضوع العراق تركنا الخيار للشعب العراقي، ات يختار الحكومة التي يريد. الشأن السوري للسوريين والشان العراقي للعراقيين واليمن لليمنيين، وشان اي دولة في العالم يعود لشعب هذه الدولة. نحن نعتبر ان الصداقة مع اي دول هي غنيمة لنا، ونعتقد انه يجب الاستمرار بها، اما اذا اردنا ان تستقر وتحل اوضاع المنطقة، فيجب ان نترك الخيار لشعب كل دولة ان يختار مصيره ومستقبل بلده بنفسه، وهو شأن كل دولة من الدول نفسها، حتى لا يكون هناك اي مخاوف لدى شعوب هذه الدول.

السؤال الرابع: هل تؤيدون حوارا مع السعودية لحل ملفات مثل سوريا واليمن والعراق والبحرين؟

 نحن قلنا سابقا، واعلنا مرارا عن سياساتنا الخارجية ونظرتنا للاوضاع في سوريا والعراق، واي زمن يحدد لهذا الامر، نحن جاهزون لاعادة اعلان مواقفنا، ومواقفنا واضحة، ونحن جاهزون لاي مفاوضات يمكن ان تحد من التوتر في المنطقة، وايجاد الاستقرار لشعوب المنطقة.

سؤال الخامس: الشعب والحكومة الاسلامية لطالما كانوا الى جانب القضية الفلسطينية، في حال فوزكم هل سيتغير هذا التوجه؟ ام ستبقون على نفس السياسات؟

على اساس مبدأ الثورة والدستور الايراني من المسلميات لدينا الاهتمام بالشعوب الاسلامية وبالخصوص الشعوب المظلومة، اليوم دعمنا لفلسطين هو دفاع عن شعب مظلوم، وهذا الامر هو من المحاور التي اكدت عليها الجمهورية  خلال 38 عاما ، وبينها تحرير القدس الشريف والدفاع عن الشعب الفلسطيني، والدفاع عن الشعب المظلوم في لبنان، نحن نؤكد من جديد ان دعمنا للقضية الفلسطينية هو دفاع عن الشعب المظلوم، وهذا الدعم سيستمر حتى رفع المظلومية عن الشعب الفلسطيني، ونعتقد انه يجب علينا ان ندعم المقاومة الفلسطينية، ويجب على هذه المقاومة ان توصل الشعب الفلسطيني الى حقه القانوني والشرعي.

  السؤال السادس: اريد ان انتقل الى موضوع العراق، القوات العراقية الان مدعومة من الحشد  ،الشعبي توشك على تحرير مدينة الموصول ومنطقة الموصل من تنظيم داعش هل تعتقدون ان خطر الارهاب ابتعد عن العراق وعن ايران ايضا؟

نحن نعتقد ان مسالة التكفير ليست عفوية دون الاستكبار العالمي، نحن نعتقد ان داعش هي صناعة الاستكبار العالمي، لايجاد التفريقة في بين العالم الاسلامي بالقتل، وابعاد الضوء عن فلسطين والشعب الفلسطيني كقضية اولى، ووضعها في المرتبة الثانية، وتحويل العالم الاسلامية عن القضية الفلسطينية الى قضايا اخرى، ومشكلات داخلية. اليوم بعد تيارات الجماعات التكفيرية، واضعاف الجيشين العراقي والسوري، قطعا هذا الامر اضر بالعالم الاسلامي، كونهما قوة قوية في العالم الاسلامي، نحن لا تعقتد ان الجماعات التكفيرية هي خطر على ايران فحسب، وليس العراق فحسب، انما هي خطر على العالم الاسلامي، ونحن نعتقد ان التيار التكفيري هو صناعة الاستكبار العالمي للتحكم في الدول الاسلامية، ويجب ان يكون هناك وعي في الدول الاسلامية لوضع حد للجرائم التي ترتكبها هذه الجماعات التكفيرية في العالم الاسلامي، وان يحظى العالم الاسلامي بالامن والاستقرار، ل بذلك يؤثر في الداخل وعلى مستوى الاقليمي والدولي .

السؤال السابع: كيف تقيمون مواقف الرئيس الاميركي ترامب من الجمهورية الاسلامية الايرانية؟ ترامب يعلن مواقف متعددة، برايكم ما هو موقفكم؟

 نحن توصلنا الى اتفاق في الملف النووي مع الدول الغربية واميركا، والجمهورية الاسلامية الايرانية التزمت بتعهداتها، وتم تاييد الالتزام بهذه التعهدات من قبل منظمة الطاقة الذرية والامم المتحدة، ولا يوجد اي دليل على التزام اميركا والدول الغربية بتعهداتها، لماذا لا يلتزمون بتعهداتهم؟، نحن اليوم لدينا اتفاق يجب على الجميع ان يكونوا اوفياء له، نحن في حكومة العمل والكرامة، نؤكد على التزام الطرف المقابل بتعهداته، ولتنفيذ هذه التعهدات، عليه اولا رفع كل انواع الحظر الظالم عن الشعب الايراني، وفي الحقيقة لا يمكنهم ان يوقفوا الشعب الايراني، واظن ان الجميع فهم هذه الرسالة، ان الشعب الايراني اظهر حسن النية وجلسة على طاولة المفاوضات وتابع الفريق المفاوض التفاصيل بكل دقة، ووصل بالنهاية الى اتفاق، يجب الوفاء به، وهذا من الاصول السياسية للعلاقات الدولية، اذا نقض الطرف المقابل الاتفاق النووي، فخياراتنا مفتوحة لاتخاذ خيارات اخرى، اؤكد كوني مرشح للانتخابات ومواطن في الجمهورية الاسلامية الايرانية انه يجب على الدول الغربية واميركا الالتزام بتعهداتهم معنا، والالتزام بالتعهدات هو لمصلحة الجميع، ونقضه هو غير مقبول من الجمهورية الاسلامية الايرانية، وبرأي ان المنظمات الدولية لا توافق على نقض هذا الاتفاق، لانه مخالف للقوانين والمواثيق الدولية، وليس فقط للتعهدات حول الاتفاق النووي، نحن لدينا مواثيق دولية، وعلى الامم المتحدة ان تلزم كل الدول بالالتزام بتعهداتها، ولا تسمح بان يلتزم طرف بالاتفاق وان لا يلتزم الطرف الاخر، والنقض هو خلاف للاصول والمواثيق الدولية والمعاهدات العالمية، اؤكد على اميركا والدول الغربية ان تلتزم بالاتفاق، وان لا تنقض اتفاقها مع الشعب الايراني، وان الجمهورية الاسلامية ابدت حسن النية وجلسة على طاولة المفاوضات، ووقعت الاتفاق بحسن نية، لذا يجب عليهم ان يلتزموا به.

السؤال الثامن: هل تعتقدون ان الدول الاوروبية صادقة فعلا في اعادة العلاقات مع ايران؟

 نحن لدينا علاقات قوية مع الدول الاوروبية، والان ما زالت موجودة، وتاكيدنا للاوروبيين كان ان يكونوا هم اصحاب القرار، والان نقول لهم كونوا انفسكم، يعني ان لا تكونوا مرتهنين للسياسية الاميريكية، واذا كان الاوروبيون انفسهم، ونحن بطبيعة الحال لدينا علاقات مختلفة مع الدول الاوروبية، بنظري ان العلاقات معهم يمكن ان تكون افضل، ونحن في بعض المواقف وطريقة الاعلان عن المواقف نشعر ان بعض الدول الاوروبية متاثرة بالسياسة الاميركية، وهذا اولا يسقط استقلالية اوروبا، وليس في مصلحتها، ان تكون مرتهنة لاميركا، ثانيا هذا يوجد مشكلات للاوروبا والعديد من الدول، براينا انه اذا كان الاوروبيون انفسهم في ميدان السياسة وليسوا تحت تاثير نفوذ السياسة السلطوية الاميركية فان العديد من الامور ستتحسن.

  السؤال التاسع:  في حال فزتم في الانتخابات الرئاسية وخلال هذه الفترة نفذت اسرائيل اعتداءات على ايران، ما سيكون ردكم؟

نحن منذ البداية الثورة الاسلامية قلنا موفقنا من اسرائيل، انها كيان غاصب، وحل القضية الفلسطينية هو كما اعلنه مرارا قائد الثورة الاسلامية، ان الحل هناك هو حل ديمقراطي بالكامل، يعني اي شخص فلسطيني في اي مكان في العالم، هوالذي يحدد مصير في فلسطين، برأي ان هذه الخطوة الاولى نحو الديمقراطية، حيث انهم يدعون الديمقراطية، يعني ان ياتي الشعب الفلسطيني بكافة الوانه المسلم والمسيحي واليهودي وغيره، ويصوت ويختار نظامه وحكومته في جو من الديمقراطية بحسب الاصول الدولية، وهذا سيكون لمصلحة الجميع، وينهي 70 عاما من المشكلات للشعبين الفلسطيني واللبناني، فقط عبر حركة ديمقراطية، والان كل العالم يعرف انه يجب ان يعطى القرار للشعب الفلسطيني في فلسطين، وتحقيق ديمقراطية للنظام الحاكم في فلسطين.

السؤال العاشر: من هم الناخبون الذين سيصوتون لكم في الدورة الاولى في الانتخابات؟

نحن في ايران لدينا اطمئنان في الانتخابات الايرانية، في قسم الانتخابات والاشراف عليها، ونوع الدعاية الانتخابية بين المرشحين، واعلان المرشحين عن برامجهم، الانتخاب يكون عبر الشعب، وانا بعنوان مرشح للانتخابات، اعتقد ان ميزان الرأي هو للشعب بحسب قول الامام الراحل، ونحن جميع المرشحين نقبل ارادة واختيار الشعب، ونظام الانتخابات في ايران هو نظام حر للشعب. اظن انه امام اتهامات بعض الدول التي تدعي الديموقراطية، اظهرنا لهم ان الجمهورية الاسلامية الايرانية ومنذ انتصار الثورة الاسلامية ، تجري انتخابات كل سنة، والشعب الايراني يعرف النظام الانتخابي، وبرأيي ان الانتخابات القادمة ستحظى بمشاركة واسعة من الشعب الايراني، واي نتيجة ستنتج عنها، نحن نعتقد انه لا يجب على اي مرشح ان يراها خسارة، لماذا؟، لان الحضور في الانتخابات وتفعيل الجو العام للانتخابات وراي ومشاركة الشعب، هو انتصار للجميع، واي مرشح يصل الى سدة الرئاسة سيكون موضع احترام منا جميعا.

السؤال الحادي عشر : ما هي رسالتكم الى الشعوب العربية والاسلامية؟

نحن تعتبر انه لدينا قواسم فكرية وثقافية ودينية مشتركة مع الشعوب العربية والاسلامية، واعتقادات بالله والنبي والقران والقبلة، وان اي تطور في العالم الاسلام بالنسبة لنا هو تطور لنا بشكل قاطع، واي مشكل في اي زاوية في العالم الاسلامي هي مشكلاتنا، نحن شعوب وامة متصلة ببعضها بالعقيدة والثقافة، وامن الدول الاسلامية من امن ايران، وعدم الاستقرار اي نقطة في العالم الاسلامي هو عدم استقرار لايران، وهذا الاتصال هو اتصال الهي بيننا، لذا تطور اي دولة اسلامية هو تطور لدول العالم الاسلامي، وافكارنا معروفة لدى دول وشعوب العالم الاسلامية، نرفض اي مشكل لاي شخص مسلم في العالم، وبينها الاوضاع المعيشية في افريقيا، او المشاكل الاقتصادية او السياسية، ونتمى ان لا يصيب اي احد مشكلة او ضائقة، نحن مع السلام مع كل العالم، لا نرضى الظلم لا احد في العالم، وليس فقط المسلمين، نحن نعتقد ان اي شخص في العالم صاحب المواهب المختلفة لا يجب ان يكون تحت سلطة ظالمة، ونذكر حديثا للامام علي عليه السلام، عندما يقول لمالك الاشتر، اما اخ لك في الدين او نظير لك في الخلق، نحن لا نقبل الظلم لاي شخص في العالم، نتمنى العدالة والسلام والاستقرار للكل دول العالم وان كانت من دول غير الاسلامية.

المصدر: يونيوز

/انتهى/

المواضيع ذات الصلة
المواضيع ذات الصلة