ايران رقت مفهومها للديموقراطية من تراثها

اكد استاذ القانون في الجامعة اللبنانية، الدكتور جوني حسن أن الانتخابات الفرنسية او الامريكية و حتى الالمانية، ديموقراطيات شكلية، لافتا الى أن ايران رقت مفهومها للديموقراطية من تراثها.

وفي حوار مع وكالة تسنيم الدولية للأنباء، أوضح الدكتور جوني انواع الديمقراطية في العالم والفارق بين الديمقراطية والحريات العامة، وقال: قبل كل شئ يجب الحديث بان هناك مفاهيم عديدة و مختلفة للديموقراطية ولكن نحن في الوطن العربي بحاجة طبعا الى ديموقراطية تسمى ديموقراطية شعبية.

وتابع: بمعنى ان يكون للشعب وللناس دور اساسي في تقرير مصيرهم، وكل المعادلات الدولية المتعلقة بحقوق الانسان وغيرها هذه المعادلات والاتفاقيات الدولية وخصوصا العهد الدولي المتعلق بالحقوق السياسية والمدنية الذي صدر عن الامم المتحدة عام 1966 وهو الذي اصبح يشكل ارثا دوليا هذا لاحظ، يطلب من الناس كل الناس وكل المواطنين ان يديروا امورهم بنفسهم وان يكون لها مشاركة فعالة في الحياة السياسية و في تقرير المصير الاجتماعي والاقتصادي و السياسي في بلادهم.

الديمقراطية الإيرانية تختلف عن الغربية

واستدرك قائلا: لكن للاسف في الوطن العربي اكثر الدول العربية نستطيع القول لايعرف الوطن العربي مثل هذه الديموقراطيات حتى لو الشكلية منها. نحن نؤكد انه هنالك اشكال مختلفة للديموقراطية لذلك هنا يمكن ان نتحدث عندما نتحدث عن الخليج {الفارسي} ان ناتي الى ايران مثلا اليوم هناك ديموقراطية تختلف عن الديموقراطية الغربية وهذا شيء جيد لان الجميع يعرف بان الديموقراطية الغربية هي ديموقراطية شكلية، انما بالعموم يعني اضع على بساط البحث موضوع الديموقراطية في الغرب، ففي الدول الاوروبية وفي امريكا هناك ما يسمى بالحريات العامة وهذه قضية مهمة و كل الناس تريد الحريات.

ديمقراطيات شكلية

وأكد: ان الديموقراطية في اوروبا او هذا الشكل من الديموقراطية الذي نشهده في الانتخابات الفرنسية او الامريكية و حتى الالمانية، في رايي الخاص ديموقراطيات شكلية وليست ديموقراطيات عميقة ولكن لكل شعب ان يختار ديموقراطيته.

الوطن العربي واختيار الممثلين

وأضاف: في الوطن العربي نحن مازلنا نعيش و للاسف نقول في بعض الاحيان في الكثير من الدول العربية، حتى ليست ديكتاتوريات وانما مجتمعات لا تستطيع ان تختار ممثليها وان تخوض في موضوع مفهوم الديموقراطية. منهم من يقتبس وللاسف نقول وهناك دراسة عميقة قمت بها حول الديموقراطية في الوطن العربي في مؤتمر كبير حصل في دمشق منذ اكثر من سبع سنوات تحدثت انه الوعي العربي في الامور الديموقراطية مازال غير مفهوم واضح تماما.

تصدير الديمقراطية

وتابع: ودليلي على ذلك انه عندما جاءت الولايات المتحدة الامريكية و قالت بانها تريد تصدر لنا الديموقراطية كثير من المثقفين العرب للاسف قبلوا الفكرة وقالوا فالتاتي الديموقراطية من الخارج وهي التي ستعمق و تحتل وكما احتلت العراق من اجل ارساء الديموقراطية.وهذا مفهوم خطير جدا، ليس فقط على الديموقراطية و انما ايضا خطير على مصير الشعوب لذلك ليس هنالك مفهوم عميق وليس هنالك تجربة عميقة في هذه المسائل.

سوريا أقامت انتخابات نزيهة في عام 1954

نحن في دول الشرق العربي نشهد الكثير من الحياة الديموقراطية والحريات نوعا ما، وخاصة بعض الدول كان لها تاريخ عريق في الديموقراطية مثل سوريا مثلا، نحن نعرف في سوريا الانتخابات التي ادت في عام 1954 في سوريا الى وصول مرشحين من الشعب الى السلطة و الى البرلمان تحت قبة البرلمان كانت الانتخابات نزيهة وجيدة و كذلك قبل حكم البعث في العراق رغم كل الانقلابات كان هناك نوعا ما شكل من اشكال الانتخابات وما اريد ان اقوله هو في ايران بالعكس نرى انه بعد الثورة الايرانية التي ثارت على الاضطهاد وثارت على حكم الشاه وعلى هذا الشكل من اشكال الحكم.

ايران ارست مفهوما للديمقراطية

وقال: استطاعت ايران ان ترسي مفهوما للديموقراطية من تراثها ومن تاريخها و من مبادئها وهي طبعا كما هو معروف انها جمهورية اسلامية وهذا مما يؤكد ان للاسلام ايضا ممكن ان يحصل وهناك مفهوم انتخابي ومفهوم ديموقراطي ونظام سياسي مختلف عن النظام السياسي الملكي او الشاه كما كان و كما يحصل في بعض الدول الخليجية .

لذلك الدول الخليجية ليس فيها للاسف لا الديموقراطية يعني حتى في الشكل ليس فقط في المضمون حتى في الشكل ليس هناك ديموقراطية وليس هنالك حريات وهذه المصيبة.

الديمقراطية شيء والحرية شيء آخر

وتابع: يعني كما قلت يعني الديموقراطية شيء و الحرية شئ آخر، الحريات في هذه الدول الخليجية مفقودة يعني الحريات العامة و حرية التعبير و حريات التظاهر وحريات حق العمل في العمل و الحق في السكن بشكل يليق بالانسان والحق في المساواة بين المواطنين هذه حقوق قليلة جدا للحريات العامة و انها غير موجودة في دول الخليج {الفارسي}.

أنظمة الخليج الفارسي تستقوي بالخارج

وأكد: للاسف نقول للاسف لاننا نحب شعبنا هناك هذا الشعب الطيب الخليجي الذي نحبه ولكن الحكام الذين يسيطرون ليس فقط و هذه نقطة اسمحوا لي ان اؤكد عليها ليس فقط هناك ديكتاتورية داخلية او نظام حكم داخلي يحكم البلاد بدون اي مرجعية سياسية انما هو ايضا يستقوي بالخارج بمعنى انه هذه الدول تستقوي بالخارج من اجل الحكم على شعبها وخصوصا عندما نقول الخارج نتحدث عن الولايات المتحدة الامريكية و عن فرنسا و عن الدول الاوروبية التي تساعد هذه الدول وهؤلاء الحكام من اجل قمع شعبهم و من اجل قتل شعبهم و من اجل استغلال الشعب الخليجي.

العبودية في البلدان العربية

لذلك ما نتمناه هو ان ينظر الشعب الخليجي ويقرر مصيره السياسي ليس فقط بالشكل انما بالمضمون يعني ان يحقق المساواة بين المواطنين وليس فقط المساواة السياسية وانما ايضا المساواة الاقتصادية لايجوز انه في بلد هناك من يملك لا يجوز ان يكون في بلد هناك من يملك مئات المليارات و عشرات المليارات من الدولارات و ان يكون هناك ايضا الفقراء وعمال يعملون باجور بسيطة وصغيرة جدا او ان يستوردوا عمال من دول أسيا كما يحصل و عبودية هناك في الدول العربية في الخليج {الفارسي} فيها شكل من اشكال العبودية وهذا مرفوض دون ادنى شك، لذلك لابد هناك من ثورة تغير كل هذه الانظمة وتغير كل هذه المفاهيم وتطور الشعوب من اجل المساواة بين الناس في كل الشؤون السياسية و الحريات كلها يجب ان تكون كاملة في هذا المجال.

/انتهى/

المواضيع ذات الصلة
المواضيع ذات الصلة