80 بالمئة من مسلحي الغوطة الشرقية إلى التسوية


80 بالمئة من مسلحی الغوطة الشرقیة إلى التسویة

دمشق - تسنيم: قال الخبير العسكري العميد في الجيش السوري علي مقصود في حديثه لمراسلة تسنيم في دمشق: الدول الداعمة للمجموعات المسلحة أصيبت بالإحباط بعد تحرير الجيش السوري لحي القابون شرق دمشق، معتبراً أن 80 بالمئة من مسلحي الغوطة الشرقية ستسلم أسلحتها للدولة ومن تبقى سيخرج إلى إدلب.

وعن الأهمية الاستراتجية لتحرير حي "القابون" شمال شرق دمشق، قال الخبير العسكري علي مقصود: "تكمن الأهمية الاستراتيجية لحي القابون، كونُه يشكّل بوابة دمشق الشمالية إضافة إلى أنه يتحكم بالأتوستراد الدولي الذي يعتبر الشريان الرئيسي الخارج من العاصمة دمشق وصولاً إلى أنحاء المدن السورية، كما أن تحرير هذا الحي مرتبط بتحرير حي "برزة" المجاور الذي شكّل ورقة أضيفت إلى تحرير القابون"

ولفت العميد مقصود إلى أنّ "حي القابون هو أحد أحياء مدينة دمشق وليس من أحياء الريف، فكان بالنسبة للمسلحين الموضع المتقدم لتهديد العاصمة، عبر عمليات هجومية أو عبر ارتباطه مع باقي بلدات ومناطق الغوطة الشرقية من جوبر إلى حرستا وصولاً إلى دوما بشبكة من الأنفاق التي تؤمن عملية الإمداد وتسلل المجموعات المسلحة، حيث أن بعض الأنفاق الواصلة بين القابون وباقي البلدات في الغوطة كان كبيراً لدرجة أنها تستوعب مرور عربات ومدرعات ضخمة"

وأضاف العميد مقصود: "إن ما يميّز عملية حي "القابون" هو أن تحريره جاء بعد محاولة الفصائل الإرهابية بقيادة "جبهة تحرير الشام" في أن تحدث تحولاً في معادلة الميدان من خلال محاولتها الأخيرة باستهداف العاصمة دمشق، إلا أنها منيت بهزيمة فادحة وانكسرت شوكتها، وأجبرت في النهاية على الذهاب إلى تسوية بعد أن رفضتها في البداية" لافتاً أن "هذا الإنجاز سينعكس على باقي البلدات في الأحياء الشرقية للعاصمة السورية وبشكل أساسي على أحياء "جوبر وحرستا ودوما".

وأكد العميد علي مقصود أنه في اللحظة التي سقط فيها حي القابون، كان هناك حالات من الفرار الجماعي للمسلحين، عن طريق الأنفاق، والذين اتجهوا بعدها إلى حي "برزة" ليذهبوا بالباصات مع من ذهب إلى إدلب وجرابلس شمال البلاد" لافتاً أن "هذا على أن الانهيار انعكس على كل البلدات والمناطق في الغوطة الشرقية، وقد حاول بعض قادة الفصائل اعتراض من فروا من ساحات الميدان، وحصلت اشتباكات بين العناصر والقادة وهذا ما حصل في "فيلق الرحمن".

وعمّا إذا كان هناك عمل عسكري للجيش السوري باتجاه إحدى جبهات الغوطة الشرقية، بعد معركة القابون، أم أن التسوية هي عنوان المرحلة المقبلة، أوضح العميد مقصود: "عندما يتحرك الجيش السوري في الميدان فهو يريد دائماً أن يفرض المعادلة التي اتخذتها القيادة في سوريا عنواناً رئيسياً لها وهو "المصالحة" وتسوية أوضاع من حملوا السلاح، وهدف هذه العمليات كان في إيصال هذه المجموعات المسلحة إلى لحظة الانكسار واليأس وبالتالي الاستسلام، وليس الهدف هو القتل أو تدمير المواقع والبلدات، بل على العكس، عندما يرفض أي فصيل من هذه المجموعات المسلحة السير على طريق المصالحة، عندها يفرض الجيش هذه المعادلة من خلال استخدام القوة وتحقيق الانتصار."

"كانت الدول الداعمة للمجموعات المسلحة تعوّل على هذه المعركة التي بدأت من جوبر، لإعادة ربط حي القابون بجوبر، بعد أن خسروا كل الأنفاق التي تربط القابون بباقي البلدات، لكنّ رهانهم فشل وخسروا المعركة، وأصبح هذا الكيان الإرهابي مشلولاً ومقطع الأوصال ولا يمكن أن يستمر في الحياة إلا إذا سلّم بهذه المعادلة."

وقال العميد مقصود: "من خلال قراءتي لواقع الميدان، فقد أصبح هناك توجّه واضح لتسوية سياسية ومصالحة، ويمكن القول أن  80 بالمئة من هذه العناصر ستسلم أسلحتها وتسوّي أوضاعها والعدد القليل الباقي سيخرج باتجاه إدلب." 

/انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار الدولي
أهم الأخبار الدولي
عناوين مختارة