السعودية تشتري الضمير الأميركي!

السعودیة تشتری الضمیر الأمیرکی!

خاص\تسنيم: كتب الصحفي العراقي البارز، راقي هاشم، مقالا حول العلاقات السعودية الامريكية، قارن فيه العلاقات بين الطرفين خلال عهدي ترامب والرئيس السابق أوباما.

وكتب راقي هاشم: طوال السنوات الماضية كانت بقرة النفط السعودية تبحث عن رئيس أميركي بمواصفات دونالد ترامب، رئيس يحمل ذهنية مدير شركة أمنية ويؤمن فقط بمعادلة: (المال مقابل الحماية)، رئيس واضح يقول لها (أي للبقرة) بصراحة: اعطيني الحليب وسأوفر لك الحماية والأمان!

لا تريد السعودية أكثر من هذا الأمر لأنها لا تجيد غيره أصلاً. هي تريد أن تدفع وتريد من الآخر القوي والحامي أن يقبض ليحقق مشاريعها. هذه مهنتها القديمة منذ عام 1938، أي منذ أن تم اكتشاف النفط فيها، وصولاً إلى ما دفعته اليوم من أموال لترامب بصيغة اتفاقيات بـ 280 مليار دولار فضلاً عن صفقة أسلحة بـ 110 مليار دولار.

إن وصفة المال مقابل الحماية والصمت عن ما ينتجه مفقسها الإرهابي الوهابي هي الوصفة المثالية للسعودية، وهي وصفة يوفرها لها ترامب بلا نقاش ولا تعب ولا هم يقلقون، وهذا الأمر يفسر لنا الضجر والتذمر السعودي الكبير من الرئيس الأميركي السابق أوباما الذي أصر على عقد الاتفاق النووي مع إيران والذي كانت تنتابه في بعض الأحيان نوبات أخلاقية وصحوات ضمير فيصرخ بالحقيقة ويعلن بأن (السعودية منبع التطرف)!، وهو ما لم تتحمله السعودية، إذ كيف يمكن لها أن تدفع كل هذه الأموال لأميركا ويبقى بالمقابل ضمير أميركا يقظاً بوجه إرهابها؟!

إن السعودية تشتري من أميركا الضمير قبل الحماية، وهذا الأمر لم يفهمه أوباما جيداً، ولكن يبدو أن ترامب فهمه بشكل ممتاز لأنه بالنهاية مقاول ومدير شركة أمنية صادف أن أصبح رئيس أقوى دولة في العالم!

/انتهى/

أهم الأخبار حوارات و المقالات
عناوين مختارة